الموضوع: تأملات
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-12-2014, 07:12 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

http://im43.gulfup.com/SfBaql.gif

http://4.bp.blogspot.com/_eYDeD1NinX...0001651pj0.jpg

بينما أرقب السماء والبحر.. ارتعشت الروح تحت وطأة الجمال فصاحت: "آآهٍ من الأزرقين.. هتافهما إليّ حار.. مجنون.. لا أملك أمامه إلا تلبية نداه!.."
وسمعتُ صرير الباب بغتة.. ويْ كأن الجمال الأزرق يفتح لي الباب ويقول: "ادخلي"..
"لبيك يا جمال لبيك"..
ولجتُ باب دولة الأزرقين.. فشربتُ من زرقة عيون السماء كأس الدهشة والذهول.. وهزّ الروح طرب عذب لمّا دنوت من البحر لأطبع قبلة التأمل على خده الأزرق.. ثم همست الحيرة المتفجرة بأعماقي في آذان المياه الأجاجية:
"أيّ تحالفٍ عجيب هذا الذي بينك يا بحر وبين الشمس والرمل والهواء والصخر؟!.. أتراك عاشقٌ مثلي يا بحر؟!.. إنما قل لي: من تراه معشوقك؟!.. شمسٌ؟.. أرضٌ؟.. أم قمر؟!.. إني أرى صدرك الأزرق يتنهد كل مساء.. في مدّ وجزر.. بفعل سحر جاذبية القمر!.. وأرى الشمس تهدي قطراتك أجنحة كل صباح.. تحلّق بها إلى حيث يحلّق العشاق.. فإذا بك تخفّ.. وتشفّ.. وتسوقك الرياح من هنا إلى هناك.. في صورة غيمة.. تهندس شكلك وتبدّل ألوانك بين الحين والآخر.. وكأنك لوحة فنية تستعرض جمالها في الفضاء!.. أو كأنك مسالك أنوار سحرية ملأى بإكسير الحياة!.. لكنك تعود فتهبط للأرض من جديد.. يجذبك الحنين إلى الحبيب.. فأراك تارة تسيل ثلجا أبيض كرحيقٍ مصفّى.. وتارة تذرف من محاجر عينيك.. لآلئ مطرٍ مضيء.. ثم أراك عند الفجر.. ندىً يلثم وجنات الزهر!.. ناشدتك الله يا بحر: خبّرني.. ما سرّ هذا العشق الكبير؟!.."
رد مع اقتباس