عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 18-12-2014, 12:55 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,987
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي احتمالات التقارب بين "داعش" و"جبهة النصرة"

احتمالات التقارب بين "داعش" و"جبهة النصرة"




17/12/2014

مع تصاعد حدة الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، رجحت اتجاهات عديدة حدوث نوع من التقارب بين "داعش" وبعض التنظيمات المتطرفة الأخرى، وعلى رأسها "جبهة النصرة"، على اعتبار أن عزوف هذه الجماعات عن تأييد "داعش" في مواجهة الضغوط التي تفرضها تلك الحرب، ربما يزيد من احتمالات تعرضها لانشقاقات نتيجة وجود كوادر متعاطفة مع التنظيم داخلها، فضلا عن أن المتغير البراجماتي وليس الفكري أصبح هو المحدد الرئيسي في ضبط مسار العلاقات بين تلك التنظيمات المتشددة.

لكن هذه الاحتمالات تواجه إشكاليات عديدة أهمها الخلافات المتراكمة بين الطرفين، قبل نجاح تنظيم "داعش" في السيطرة على العديد من المدن الرئيسية في شمال العراق مثل مدينة الموصل، خاصة بعد الجهود التي بذلها زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي لضم الجبهة إلى التنظيم، وهو ما قوبل برفض سواء من جانب الجبهة التي اعتبرت أن ذلك يمثل محاولة للتوسع على حسابها داخل الأراضي السورية، أو من قبل تنظيم "القاعدة" بقيادة أيمن الظواهري، الذي شن "حملة فكرية" ضد "داعش" من خلال الاستعانة باثنين من أكبر منظري الفكر الجهادي، وهما أبو محمد المقدسي، الذي أكد بطلان "خلافة" البغدادي واعتبر أنها "تؤدي إلى مزيد من سفك دماء المسلمين"، وأبو قتادة الفلسطيني الذي قال أن "إعلان دولة الخلافة الإسلامية بيعة باطلة لا تلزم إلا أصحابها"، وهو ما فرض حالة من التوتر المستمر في العلاقة بين الطرفين، سرعان ما تحولت الى صدام مسلح، فى ظل تصاعد حدة الصراع بينهما من أجل النفوذ والسيطرة على الأراضي ومصادر الطاقة.

تحركات نشطة:

لكن اللافت في هذا السياق، هو حرص "جبهة النصرة" على توجيه انتقادات لاذعة للضربات التي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش"، ربما بسبب ضغوط تمارسها أجنحة داخلية متشددة باتت أقرب إلى النهج الذي يتبناه "داعش"، حيث ترى أن الضربات التي يتعرض لها الأخير تفرض ضرورة تنحية الخلافات العالقة بين الطرفين جانبًا ومنح الأولوية لمواجهة التحالف الدولي، إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبعض قوى المعارضة التي باتت توصف بأنها "معتدلة" وتحظى بدعم مباشر من جانب العديد من القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالتوازي مع ذلك، تعمدت الجبهة اتخاذ إجراءات سعت من خلالها إلى توجيه رسائل عديدة إلى الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا تحديدًا، على غرار إطلاق سراح الرهينة الأمريكي بيتر ثيو كورتيس الذي تم احتجازه لمدة تقترب من عامين في أغسطس 2014، وذلك بعد فترة وجيزة من قيام "داعش" ب*** الصحفي الأمريكي جيمس فولي، إلى جانب الإفراج عن 45 من عناصر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كانت تحتجزهم في هضبة الجولان في سبتمبر 2014.

إلا أن ذلك لم يقلص من المخاوف العديدة التي تنتاب الجبهة من إمكانية اتساع نطاق أهداف العمليات العسكرية للتحالف الدولي، خاصة بعد تعرض بعض مواقعها، لا سيما في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، لهجمات عديدة من جانب التحالف. ومن هنا، أشارت اتجاهات عديدة إلى أن الجبهة بدأت في تبني سياسات تكشف عن سعيها للتمدد داخل سوريا، ربما استعدادًا لاستحقاقات سياسية على غرار إجراء حوار بين قوى المعارضة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد في حالة تنفيذ خطة المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، واستحقاقات أمنية مثل ضعف نفوذ "داعش" بفعل الضربات المتتالية التي يتعرض لها من قبل التحالف الدولي. ووفقًا لذلك، تسعى الجبهة في الوقت الحالي إلى تأسيس كيان موازٍ لـ"داعش"، من خلال ربط ريف إدلب الجنوبي بريف حماه الشمالي، لتكون تلك المنطقة بمثابة نقطة ارتكاز للجبهة في شمال سوريا.

تداعيات هامة:

وعلى ضوء ذلك، فإن الاحتمال الأقرب، طبقًا لتقديرات عديدة، هو اتجاه الطرفين إلى تقليص حدة الصدام المسلح نسبيًا، مع حرص كل منهما على تكريس نفوذه في المناطق التي يسيطر عليها وتقوية بنيته التنظيمية. واللافت في هذا السياق، هو أن هذه الخطوة المحتملة ربما تؤدي إلى تزايد عمليات تدفق المقاتلين إلى الطرفين، خاصة أن هدوء الأضاع فى نقاط التماس بين التنظيمين سوف يسهل من عمليات عبور المقاتلين، لا سيما وأن "داعش" تحديدًا يحتاج بشدة الى مقاتلين جدد، من أجل تعويض النقص الملحوظ فى عناصره بسبب تعدد الجبهات التى يقاتل فيها فضلا عن نجاح الضربات الجوية في استهداف عدد ليس قليلا من كوادره.

ورغم ذلك، يمكن القول إن خفوت حدة الصراع نسبيًا بين "داعش" و"جبهة النصرة" يبدو أنه سوف يكون تطورًا مؤقتًا وليس دائمًا، فرضته المعطيات الموجودة على الأرض، بسب الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش"، والتى تمثل، في رؤية التنظيمين، خطرًا مشتركًا، بما يعني أنه ما أن تنتهي تلك الحرب، فإن الصراع بين الطرفين سوف يتصاعد من جديد، ولكنه ربما يكون أشد ضراوة من ذي قبل، نظرًا لأن كلا التنظيمين سوف يسعى جاهدًا الى تعويض خسائره التى سببتها ضربات التحالف، خاصة في حالة تنفيذ خطة المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
رد مع اقتباس