الموضوع: ذات حكابة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-01-2015, 10:47 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

ذات صباح عمل
الخمول يرسم لوجهي صورة مرهقة في المرآة ، طيف الكآبة يلون وجهاً أضناه الألم، يعلن ما بنفس يرهقها فكر لا يهدأ . أود لو تزين بالحيوية . ملامح ابتسامة ستزيد قدرتي على الفعل .
وضعت غطاء رأسي فالوقت يمضي. أنظر لوجهي في المرآة فألمح نوراً يشع بعيناي ، و ابتسامة تمس وجهي بلا تكلف .. أحسست بقربه فارتجفت ، سألتُ : من تكون ؟
....
أواصل الاستعداد و أتناساه ...
_ لا تخافي .
أرتجف ثانية ، أذكر ربي ، سترك يا حليم .
يستعرض ذهني شريط الخلاف مع مديرتي في العمل ، لو داست علي لأهلكتني . استغفر الله ، أعطيتها حجماً يفوق آدميتها . حاولت أن أحس بحجمها الحقيقي فلم أستطع تجاهل الثراء و السلطة . ما يهولني حد الفزع . أف لك متى تعقلين ؟!
أحضرتني المديرة في مكتبها بسبب شكوى ولد من أنه لا يفهم دروساً لم يحضرها .. انشغل عنها باللعب في فناء المدرسة تحت بصرها ، و أخذت تصرخ و تسب نظام التعليم و الدرجات و الامتحانات ، و لم تهدئ.
الحاكم بأمرها تصرف كلمتها أي موظف إلى الشارع في لحظة أو تستقطع راتب الشهر كله بلا تحقيق رسمي!
تركتها تغضب و جعلت أسبح ربي . لم يصلني صوتها إلا قليلاً .عرفت حجمها الحقيقي ، العالمانية المبجلة مفتونة بالديمقراطية الغربية و التطبيق صفر !
خفضت راتبي و أخذت مني الفصل .. لا لم ينتهِ الأمر بعد ... أريد حقي .. من ينصفني ؟
تعاقب على ذاك الفصل أربع مدرسات ، لم تحتمله إحداهن . نحس أصاب الوظيفة ، بقي عالقاً بها .. البقية تأتي ، يأتيني خبرها عما قريب !
كتبت ما سبق ثم مر عام. زمن لزم لإعداد المسرح لمشهد خروج مديرة المدرسة منها على رؤوس الأشهاد تسجله وسائل الإعلام. كما تدين تدان فاعتبروا يا أولي الأبصار !

******************
رد مع اقتباس