
24-01-2015, 09:40 AM
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 688
معدل تقييم المستوى: 14
|
|
لا تنتظر شكراً من أحد ..
خلق اللهُ العباد ليذكروهُ ورزق اللهُ الخليقة ليشكروه ، فعبد الكثيرُ
غيره ، وشكر الغالبُ سواه
لأنَّ طبيعة الجحودِ والنكرانِ والجفاءِ وكُفْرانِ النِّعم غالبةٌ على
النفوس ، فلا تُصْدمْ
إذا وجدت هؤلاءِ قد كفروا جميلكـــ ، وأحرقوا إحسانكــ ، ونسوا
معروفكــ ، بل ربما ناصبوكــ العِداءَ ،
ورموكـــ بمنجنيق الحقدِ الدفين ، لا لشيءٍ إلا لأنكــ أحسنت إليهمْ ..
" وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ "
وطالعْ سجلَّ العالمِ المشهود ، فإذا في فصولِهِ
قصةُ أبٍ ربَّى ابنهُ وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ، وأدَّبهُ ، وعلَّمهُ ، سهر لينام ،
وجاع ليشبع ، وتعِب ليرتاح ، فلمَّا طرَّ شاربُ هذا الابن وقوي
ساعده ، أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ،
،استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً..
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ،
ومحطَّمي الإراداتِ ، وليهنؤوا بعوضِ المثوبةِ عند من لا تنفدُ خزائنُه .
إن هذا الخطاب الحارَّ لا يدعوكـــ لتركِـــ الجميلِ ، وعدمِ الإحسانِ
للغير ،وإنما يوطِّنُكـــ
على انتظار الجحودِ ، والتنكرِ لهذا الجميلِ والإحسانِ ، فلا تبتئس
بما كانوا يصنعون.
اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنكـــ الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضركـــ
غمْطُ من غمطكــ ،
ولا جحودُ من جحدكــ ، واحمدِ الله لأنكـــ المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ
من اليدِ السفلى..
" إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً "
وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي
الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ
" مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ ْللمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "
لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءكـــ ،
أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها
رأسكـــ ، هذا هو الأصلُ
عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ،
فكيف بها معي ومعكـــ ؟! .
|