| 
			
			 
			
				11-02-2015, 08:03 PM
			
			
			
		 | 
	| 
		
			|  | مشرفة سابقة |  | 
					تاريخ التسجيل: Apr 2014 
						المشاركات: 1,568
					 
					
					
					معدل تقييم المستوى: 13      |  | 
	
	| 
				 من أكبر مداخل المعاصي على الإنسان إطلاق العنان للبصر/ 
 
			
			من أكبر مداخل المعاصي على الإنسان إطلاق العنان للبصر
 قال ابن القيم -رحمه الله-1
 
 
 فَأَمَّا اللَّحَظَاتُ   (النظرات ) : فَهِيَ رَائِدُ الشَّهْوَةِ وَرَسُولُهَا ، وَحِفْظُهَا   أَصْلُ حِفْظِ الْفَرْجِ ، فَمَنْ أَطْلَقَ بَصَرَهُ أَوْرَدَ نَفْسَهُ   مَوَارِدَ الْمُهْلِكَاتِ .
 
 وَقَالَ النَّبِيُّ -   صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ   النَّظْرَةَ ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْأُخْرَى .
 
 وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْهُ   - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ   مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ ، فَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ   لِلَّهِ ، أَوْرَثَ اللَّهُ قَلْبَهُ حَلَاوَةً إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ   هَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ .
 وَقَالَ : غُضُّوا   أَبْصَارَكُمْ ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، وَقَالَ : إِيَّاكُمْ   وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ   مَجَالِسُنَا مَا لَنَا بُدٌّ مِنْهَا ، قَالَ : فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ   فَاعِلِينَ ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ، قَالُوا : وَمَا حَقُّهُ ؟   قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ .
 
 وَالنَّظَرُ أَصْلُ   عَامَّةِ الْحَوَادِثِ الَّتِي تُصِيبُ الْإِنْسَانَ ، فَالنَّظْرَةُ   تُوَلِّدُ خَطْرَةً ، ثُمَّ تُوَلِّدُ الْخَطْرَةُ فِكْرَةً ، ثُمَّ   تُوَلِّدُ الْفِكْرَةُ شَهْوَةً ، ثُمَّ تُوَلِّدُ الشَّهْوَةُ إِرَادَةً ،   ثُمَّ تَقْوَى فَتَصِيرُ عَزِيمَةً جَازِمَةً ، فَيَقَعُ الْفِعْلُ وَلَا   بُدَّ ، مَا لَمْ يَمْنَعْمِنْهُ مَانِعٌ ، وَفِي هَذَا قِيلَ :  الصَّبْرُ  عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ  مَا بَعْدَهُ .
 
 كُلُّ الْحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَرِ *** وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ
 كَمْ نَظْرَةٌ بَلَغَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا *** كَمَبْلَغِ السَّهْمِ بَيْنَ الْقَوْسِ وَالْوَتَرِ
 وَالْعَبْدُ مَا دَامَ ذَا طَرْفٍ يُقَلِّبُهُ *** فِي أَعْيُنِ الْعِينِ مَوْقُوفٌ عَلَى الْخَطَرِ
 يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ *** لَا مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ
 
 وَمِنْ آفَاتِ النَّظَرِ :   أَنَّهُ يُورِثُ الْحَسَرَاتِ وَالزَّفَرَاتِ وَالْحَرَقَاتِ ، فَيَرَى   الْعَبْدُ مَا لَيْسَ قَادِرًا عَلَيْهِ وَلَا صَابِرًا عَنْهُ ، وَهَذَا   مِنْ أَعْظَمِ الْعَذَابِ ، أَنْ تَرَى مَا لَا صَبْرَ لَكَ عَنْ بَعْضِهِ ،   وَلَا قُدْرَةَ عَلَى بَعْضِهِ .
 قَالَ الشَّاعِرُ :
 
 وَكُنْتُ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا *** لِقَلْبِكَ يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ
 رَأَيْتَ الَّذِي لَا كُلُّهُ أَنْتَ قَادِرٌ *** عَلَيْهِ وَلَا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ
 
 
				__________________    |