
13-02-2015, 11:01 PM
|
 |
الفائز بالمركز الأول لأحسن موضوع فى ركن الأقسام المميزة ( مارس 2015 )
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 3,718
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
مصر بالبدلة الميري :مها عمر
مصر بالبدلة الميري
http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...8A%D8%B1%D9%8A
 مها عمر
اقرأ أيضا: تحسس قناعاتك و لا تعتذر
على خطى سوريا و العراق !
دعونا لا نستبق " البتاع "
في كوكب الكوميديا السوداء
الانسانية و سب الدين وأشياء أخرى !
"أسباب الوفاة في مباراة استاد الدفاع الجوي هو التدافع الشديد وليس الغاز و لا الرصاص كما يدعي البعض "
" ما اصطلح تسميته بالتسريبات اعلاميا هو أمرملفق ، و غير صحيح ، و سيتم فتح التحقيقات للتوصل للفاعلين عقابا على تسببهم في الاضرار بالامن القومي "
" تم منع النشر في قضية شيماء الصباغ ..."
***
مصر بالبدلة العسكري ، كائن تعيس يناقض نفسه ، و يثير سخرية من حوله ، و امتعاضهم ، و له سمعة سيئة .
زيارة عادية لرئيس دولة يُفترض أننا نحاول أن نقيم معها حلف ، يقرر مسؤل عسكري ما أن عزف النشيد الوطني أمر لا يستحق كل هذا الاهتمام ، و أن الصحفيين الروس يمكن أن يعاملوا معاملة العسكري التافه الذي يقضي المشاوير لسيادة اللواء فيحتجزونهم في قبو خمس ساعات ، دون ماء أو طعام ، حتى يلجأ الصحفيون إلى صنابير مياه الحمامات ليشربوا – وفق رواية مدير مكتب الاهرام في موسكو – ثم يقرر ذات المسؤل العسكري أن السبوبة واجبة ، أو أنهم مثلا يمكن أن يعاملوا معاملة أهالي المعتقلين السياسيين ، فيجلبون لهم الحلوى بخمس جنيهات الواحدة ، ليخرج كل صحفي منهم لا ينسى هذا اليوم أبدا.
مصر التي زورت كلام جثث الموتى في م***ة الاستاد ، و أنكرت وضوح تسريبات مكتب الرئيس ، ومنعت النشر في قضية شيماء الصباغ لأنها عرفت حقيقة الضابط الملثم الذي لا تنكره عين ،مصر تلك التي ترتدي البدلة الميري ، مصر تلك التي لا على بال و لا على خاطر أحد .
و ماذا جنت مصر من الرجل العسكري الاصلح الذي لا ينفع سواه في الحكم الرشيد ؟ بدأت هذه الايام نبرة مؤنبة ممن ساندوا نظرية المساندة المطلقة و الدفاع المستميت عن الحاكم العسكري ، نحن تعدينا مرحلة خسارة المعركة إلى خسارة أنفسنا ، حتى الحجر الصغير الذي يسند زير النظام " فلوس الخليج " بات من غير الممكن الحديث فيها دون الاشارةإلى تسجيلات "الرز" للسيد الرئيس .
"التحقيق " كان في التسريبات " الملفقة" ، و ليس في إلى أي مدى تم اختراق مكتب السيد الرئيس و شراء من حول السيد الرئيس ، و مدى حصانة مكاتب الرئاسة ، الرصينة الحصينة التي لا تمتد لها يد إلا و انقطعت تماما مثل حدودنا التي لا تمتد لها يد إلا و ***ت أبنائنا من الضباط و العساكر و لم ننتصر في أي من معاركنا هناك في أي مرة منهم لأننا عظماء و رائعون و في أمان تام .
يقرر مسؤل عسكري ما أن الحبس الاحتياطي المنافي للدستور وحقوق الانسان ، وحبس الاطفال دون سن الخامسة عشر لفترات طويلة وتعمد إهانتهم و كسرهم في السجون هوما سيحمي أمن مصر ، وسيمنع أمر ظهور القنابل المتفجرة هنا و هناك ، و سيحمي المنشآت العامة ومديريات الأمن و الضباط و العساكر من الاعتداءات الارهابية المتتالية عليها ، وأن 40000 معتقل في سجون مصر ، دون محاكمة عادلة ومع حرمانهم من الحق في التحقيق معهم لمعرفة مدى صحة التهم الموجهة اليهم ، سيحمي مصر من وصول الدواعش من قلب سيناء إلى قلب القاهرة .
الغباء في أعرق تعريفاته :هو تكرار ذات الفعل عدة مرات ، مع انتظار نتيجة مختلفة كل مرة .
مع مساندة النظام القائم لمدة عام كامل أو يزيد ما الذي حصل عليه المصريون بعد التفويض ؟ هل أُُرهق الارهاب الذي حصد و يحصد زهرة شبابنا من العسكريين و المدنيين العزل ؟ هل عاد إلى مصر الاستقرار وأصبحنا جميعا آمنين في حياتنا ناعمين بالخير والرخاء ؟
لا يحل الظلم في موضع إلا وكان مهيئا له ، و لا ينشط الارهاب في مكان إلا و هو بيئة مناسبة لتواجده .
وكما تعامل الدول ابنائها تتم معاملتهم في الخارج ، نحن في مصر في قعر الانحطاط في التعامل مع الروح الانسانية ، ننتقل من بشاعة الحدث إلى تفاصيله بهدوء غريب ، فيتحول الفقيد إلى خانة في الاحصاء .
***
بدم بارد كالعادة يتم إعدام مجموعة من المصريين الأقباط في ليبيا وداعش تتمسح في شرف ال*** ، بعد الأنظمة العربية لا شرف في ال*** ولا دين إلا على أيدي الدواعش !
لن يحل بمصر خير إلا إذا خلعت مصر البدلة الميري و سألت نفسها ماذا يفعل الجيش في قصر الرئاسة ؟ ولن يحل بمصر خير حتى تتعامل الجماعات ذات الطابع الديني في مصر على إعلاء المصلحة العامة على مصلحة التنظيم ، و انتهت عن أفعال الانتهازية السياسية وتعاملت بواقعية و براجماتية في إدارتها السياسية.
***
في طريقي إلى عملي ، رأيت مجموعة بائسة من طلاب المدراس يحيون العلم في عز "زعابيب أمشير" العلم لا يُرى من العفرة و التراب الذي في الجو ، و الأطفال بالكاد يفتحون فمهم بالكلام ، يقف على الميكروفون رجل لا ينقصه سوى البدلة الميري لتكتمل مصر صغيرة ، تجدها بالصدفة كلما مررت بشوارع مصر الكبيرة البائسة ، الكئيبة ، الحزينة !
__________________
|