
27-07-2008, 05:15 PM
|
 |
عضو قدوة
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,460
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عقدة التشائم الاضرار والعلاج-----1
روى البخاري ومسلم َعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ((لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ)) قَالَ قِيلَ وَمَا الْفَأْلُ قَالَ ((الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ)) .
ما هو التشاؤم:
الشأم والشؤم ضد اليمن الذي هو البركة ويقال رجل مشؤوم على قومه أي جر الشؤم عليهم، ورجل ميمون أي جر الخير والبركة واليمن على قومه. انظر لسان العرب ومعجم مقاييس اللغة.
والعرب تقول جرى له الطائر بكذا من الخير والشر قال أبو عبيدة الطائر عندهم الحظ وهو الذى تسميه العامة البخت يقولون هذا يطير لفلان أى يحصل له قلت ومنه الحديث فطار لنا عثمان بن مظعون أى أصابنا بالقرعة لما اقترع الأنصار على نزول المهاجرين عليهم وفي حديث رويفع ابن ثابت حتى أن أحدنا ليطير له النصل والريش والآخر القدح أى يحصل له بالشركة في الغنيمة
وقال الحليمي: " التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال "
والمقصود بالحديث من يجر النقص والشؤم على نفسه. وما يسمى بالنظرة السوداوية إلى النفس بأنه مشؤوم وسيئ الحظ.
آثاره:
1ـ باب الوساوس والشيطان. قال ابن القيم: " اعلم أن من كان معتنيا بها قائلا بها كانت إليه أسرع من السيل الى منحدر فتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشه فإذا سمع سفر جلا أو أهدى إليه تطير به وقال سفر وجلاء وإذا رأى ياسمينا أو سمع اسمه تطير به وقال يأس ومين وإذا رأى سوسنة أو سمعها قال سوء يبقى سنه وإذا خرج من داره فاستقبله أعور أو أشل أو أعمى أو صاحب آفة تطير به وتشاءم بيومه.
ويحكى عن بعض الولاة أنه خرج في بعض الأيام لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطير به وأمر به إلى الحبس فلما رجع من مهمه ولم يلق شرا أمر باطلاقه فقال له: سألتك بالله ما كان جرمى الذى حبستنى لأجله فقال له: الوالى لم يكن لك عندنا جرم ولكن تطيرت بك لما رأيتك فقال فما أصبت في يومك برؤيتى فقال مما لم ألق إلا خيرا فقال أيها الأمير أنا خرجت من منزلى فرايتك فلقيت في يومى الشر والحبس وأنت رأيتنى فلقيت في يومك الخير والسرور فمن أشأمنا والطيرة بمن كانت فاستحيا منه الوالى ووصله. مفتاح دار السعادة 2231
2ـ حياته نكد وكدر وعنت: والمتطير متعب القلب منكد الصدر كاسف البال سيء الخلق يتخيل من كل ما يراه أو يسمعه أشد الناس خوفا وأنكدهم عيشا وأضيق الناس صدرا وأحزنهم قلبا كثير الاحتراز والمراعاة لما لا يضره ولا ينفعه وكم قد حرم نفسه بذلك من حظ ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة. مفتاح دار السعادة 2231
3ـ صاحبه دائما في المؤخرة:
صاحبه لا يرتقي نحو تحسين أحواله، وتصحيح مفاهيمه، ومعرفة نقاط الضعف من القوة في جميع تصرفاته، فإذا أخفق في تجارة، أو أصيب بمصيبة، أو تجمد في وظيفة أرجع هذا كله لسوء الحظ، وبالتالي لا يرجع إلى نفسه والتي بإماكنه أن يصحح مسارها ويتدارك ما قصر فيه. بل يبقى كئيبا كسيفا عاجزا، في مؤخرة الركب، لا يعرف التطور ولا يرغب في التغيير، ولا يسعى لمعرفة الأسباب فضلا أن يأخذ بها.
4ـ غم وهم:يبدأ الحسد يأكل قلبه ويعصر فؤاده، وكأن الناس أخذوا رزقه أو تسببوا في حرمانه.
5ـ النظرة الحادة للناس:نظرته للآخرين قاسية. يحكم عليهم دون رعاية منه للظروف، أو تحر للعدالة والإنصاف، فيعمى عن جدهم واجتهادهم وصبرهم ومثابرته وجميع حسناتهم، وينسج حولهم بخياله ما يشتهيه من الأخطاء والنقائص، ويحمل كلامهم تفسيرات من نفسه ليس لها أصول ولا قواعد ولا متعلقات، ويعتبر نفسه دائما هو الضحية
__________________
LibEral pErsOn
|