المؤمنون بالأوطان يعرفون تماما أن الاختلاف على الطريقة، طريقة دعم هذا الوطن وتقدمه، وارد وجائز ويساعد على تعافى الوطن وضمان قوته، وهم أيضا متفقون على أن الخلاف على الطريق، الطريق الذى يسير فيه الجمع لتحقيق مصلحة مصر وعزتها هو محض خيانة للوطن وناسه. من هنا يمكنك أن تتعرف على البشر، تضع هذا المواطن المبتهج بالمؤتمر الاقتصادى ونتائجه السياسية والاقتصادية فى نفس المربع مع المواطن المتحفظ والمشغول بتدوين انتقاداته وملاحظاته عن جدوى المؤتمر ومشروعاته من أجل أن تعم الفائدة على الشعب بأكمله، ولكن هذا المربع يتسع فقط لمن اتفقوا على أن هدفهم تقدم مصر ورفعتها، ويضيق تماما ليلفظ هؤلاء الذين تمكن السواد من قلوبهم، وانطلقوا فى الأرض، أرض الغرب، وأرض مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات، لينشروا فسادهم المتمثل فى حقد يروج لأن المؤتمر الاقتصادى فاشل، وأن السيسى يبيع مصر، وأن الدول المتعاونة معه مجرمة، وأن الشركات المستثمرة فيه مصيرها التفجير والدم والخسارة، وهم بذلك يؤكدون أنهم لا يرجون لهذا الوطن خيرا ولا تقدما مادامت مقاليد سلطته ليست فى أيديهم، هؤلاء هم أصحاب القلوب السوداء، العاملون على إفشال هذا الوطن والتسفيه والتقليل من تحركات السلطة مالم يكونوا جزءا منها، فرق كبير بين انتقاد السلطة وتدوين الملاحظات من أجل المصلحة العامة، وبين توجيه الانتقادات من أجل التشويه والتدمير، والأخيرة هى ما حاول أن يفعلها بالضبط أصحاب القلوب السوداء، الذين ضل سعيهم، حتى بات واضحا أن أيام المؤتمر الاقتصادى الثلاثة هى أيام الخسوف الكلى والاختفاء الكامل لأصحاب القلوب السوداء فى مصر وخارجها،