[أ/رضا عطيه]

لماذا يصعب على الإخوان مراجعة أنفسهم؟


سيد قطب




قال أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه "من السهل أن يصبح الفرد عضوًا في تنظيم داعش، وقد لا يستغرق الأمر نصف ساعة، لكن أن تكون عضوًا في جماعة الإخوان، فهذا أمر يحتاج إلى سنوات من الإعداد والاختبار والتكوين قد تمتد إلى عشر أو خمسة عشر عامًا في بعض الأحيان".

وأضاف بان في دراسة له بعنوان "لماذا يصعب على الإخوان مراجعة أنفسهم" ونشرها مركز أحوال للدراسات، أن تكوين الفرد الإخواني يخضع لمراحل معقدة تجعله في الأخير مسلوب الإرادة بالكامل للجماعة، ويشرب أفكارها ومعتقداتها من خلال منهج محكم وضعه "القطبيين"، لافتًا إلى أنه تراكمت لدى هؤلاء خبرات حركية وتنظيمية هي نتاج الاحتكاك بكل الحركات السرية التي ازدهرت فترة نشأة الجماعة في بداية الثلاثينيات.

وأوضحت الدراسة، أن "فكرة المراجعة في هذا السياق بعيدة عن واقع الإخوان عبر تاريخهم، وتنبه حسن البنا بأن كل محاولة لأعمال العقل في قواعد الجماعة ستدفع مباشرة إلى تراجع الثقة والسمع والطاعة، مشيرًا إلى أن المرشد ومنظرو الجماعة حصنوا الأعضاء من فكرة المراجعة، أو اتهام النفس أو القيادة باعتماد مجموعة من المفاهيم التي تصنع حائلًا دون تلك المراجعة، بتأويل النصوص الدينية وإسقاطها على واقع الجماعة بعد التأكيد على أن الإخوان هم جماعة المسلمين الذين تنطبق تلك النصوص عليهم.

وتابع الباحث في الشؤون الإسلامية، أنه "انطلاقًا من أن الإخوان هم بقية الخير في الأرض وفق هذا التصور الذي صنعته العزلة الشعورية التي حثهم عليها سيد قطب، والتي انتجت ما سماه الاستعلاء بالإيمان، فلن تلفتهم أي هزائم ولن تدعوهم للمراجعة، فكل هزيمة هي محنة لا تستدع دراسة الأسباب أو البحث في المسؤولية".


http://www.elwatannews.com/news/details/687996