أهرب من الكتابة ومن كل ما يمُتُّ لها بصلة..
أهربُ من قلمٍ أعلمُ يقيناً أنه سينغرسُ كرُمحٍ فى ذاكرتي ليُحيلُها نَزفاً من حبر !
أهرُبُ مِن أىّ ورقةٍ بيضاء..
لعلمي أن غضَبي داخلي سيُحَولها الى صورةٍ بشعةٍ..
تماماً كما هى نفسي الآن !
أهرُبُ من عناقٍ طويلٍ مع نفسي التي باتت مُنَفِّرة..
لا أقوى على النظرِ اليها..
ولا أملِكُ الشجاعة لذاك !
أهرُب من صورِ أُناسٍ تُطاردُني..
فقد خلعوا أقنعتهم وظَهَت وجوههم !
أعلمُ يقيناً أني بمجرد أن أُمسِكَ بقلمي لأخُطّ به أول كلمة..
ستتسابق كل تلكَ الأشياء معاً الى بوابةِ فِكري..
وسيُجسَدُها قلمي جميعاً..
وٍاجلِسُ بعدها مُرهقة
من عناقٍ طويلٍ مع ذاكرتي !
وظَهَر وجهك الحقيقي...
وفَزِعتُ أنا منه...
حاولتُ الهروب.. والركض عبر شوارعَ من خيالي..
ظلَّ وجهُكَ يُطاردني ببشاعته فى كل مكان..
وأنا جالسة مُمسكة بقلمي..
أحاول أن أفعَل كما يَفعَل العُشّاق..
حين يُخلّدوا مشاعرهم ويروونها بمياهِ من حبر..
ظهر...ليَدفعَ برأسي الى داخلَ مَخاوفي
لأرى ما ظننته أوهامي..
حقيقة!
ورأيتُ ظلالَ قدميكَ وهي تدهسُ بقايا قناعَكَ التي أزلت!
وظلالُ يديكَ وهي تُطوّقُ عُنقي
كما سلبتَها أنت من نفسِكَ
يومَ ارتديتَ قناعكَ ذاك !
واشتعلت دمائي بشرارة اللقاء الأول..
التي بقيت داخلي منذ ذلك الحين...
ظهرَ لي على صفحة المياه الزرقاء
لأبدد ملامحه بقدمي مراراً ومراراً ومراراً..
حتى اختفى..واستعدتُ أنا صورتي..
وأسفاً.. لن تستطيع أن تستعيد أنت قناعك..
الذى كسرت بحماقة أفعالك..
لعنة ألا ترى وجهَكَ البَشع غُروراً..
ويراه كل من ينظُر اليك بقلبه !