
20-04-2015, 06:26 AM
|
 |
نجم العطاء
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
الدفاع عن الوطن عقيدة المصدر: الأهرام المسائى
بقلم: رجب ابوالدهب
أكدت الشريعة الإسلامية أن الدفاع عن الوطن وحمايته من المخاطر جزء من العقيدة حتى ان الله تعالي قرن بين الوطن والدين في آية واحدة لقوله تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم" فالوطن لا يقل أهمية عن الدين وقد قرن ايضا بين الاخراج من الوطن وبين ال*** قال تعالي "ولو أن كتبنا عليهم أن ا***وا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم". وبالنظر في حياة النبي صلي الله عليه وسلم لادركنا مدي حبه لوطنه فلما أخرجوه من مكة أغرقت عيناه وهو يكفكف دمعه صلي الله عليه وسلم قائلا "والله إنك لأحب البلاد إلي الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ولم يهدأ له روع حتى طمأنه المولي بالعودة إلي مسقط رأسه ومرتع صباه "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معادً، وهي مكة. وبعد أن من الله عليه بفتح مكة والنصر علي أعدائه من المشركين فيما لم يقابل ظلمهم له بظلم بل كان العفو عند المقدرة حفاظا علي وطنه وأبنائه رغم ما لاقاه منهم.
وحول واجب المجتمع في حماية الوطن وبذل الغالي والنفيس له وثوابه عند الله وخطورة التخاذل في الذود عنه يقول الشيخ ناجي آدم عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن الدفاع عن الوطن جزء من العقيدة الاسلامية وقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يشتاق إلي وطنه الأول مكة عندما أخرجوه منها فقال "أعلم أنك أحب بلاد الله إلي الله وأنك أحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" فالوطن والمكان والأرض من الامور المهمة التي حث الاسلام علي بذل الغالي والنفيس من أجلها. فالوطن الذي نعيش فيه يجب أن يعيش فينا بالحب والعمل والإنتاج حتى نجني ثمار الرقي "فمن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون وطنه فهو شهيد" والإسلام أشار ان المسلم يعود نفعه علي مجتمعه فينفق ماله علي إقامة المنشآت العامة والطرق والمستشفيات وإن لم يستطع فليحافظ علي ممتلكات بلاده ويمنع غيره من العبث بها أو اتلافها.
- ويضيف الشيخ آدم قائلا: أتعجب ممن باسم الدين يخربون البلاد ظلما للدين واعتداء علي الشريعة وترويع الآمنين و*** الناس اعتقادا منهم بأنهم بذلك يخدمون الوطن، بل هم ليسوا كذلك بل من أجل المناصب والكراسي "والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" فالوطن كالسفينة يجب علي الجميع الحفاظ عليها حتى تنجو وينجو معها ولو تركنا من يعبث فيها لهلكت السفينة وهلك كل من فيها فلنحافظ جميعا علي بلادنا وأمننا حتى يسعد الابناء وترقي البلاد.
ويقول الدكتور عادل المراغي إمام مسجد النور أن واجب المجتمع في حماية الوطن أولا رفع شعار مصر فوق الجميع فالأشخاص زائلون والوطن هو الباقي ويظهر ذلك جليا في تقديم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة.
ثانيا الدعاء للوطن وقد دعا ابراهيم الخليل لمكة " قال رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات" فدعوة إبراهيم تركزت علي الآن والرزق وهو ما يعني الآن الاقتصاد في التوقيت المعاصر وقد دعا النبي صلي الله عليه وسلم للمدينة "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد.
ثالثا عدم الاعتداء علي المنشآت ومؤسسات الدولة والمال العام فقد ضل بعض الناس السبيل عندما اعتبروا أن هدم مؤسسات الدولة عبادة وضرب أمنها شهادة وهؤلاء أبعد ما يكون عن الدين والوطنية.
رابعا: زرع قيمة حب الوطن في نفوس الأطفال ويمكن تعميم ذلك من خلال وسائل الإعلام والتعليم والمساجد والكنائس حتى يدرك أبناء مصر قيمتها كوطن آمن كما ذكر الله تعالي في كتابه العزيز في أكثر من موضع صراحة أو كناية نظرًا لما لمصر من مميزات لا حصر لها جعلت منها كنانة الله في أرضه فقد كانت موطنا لموسي كليم الله عليه السلام وعاش فيه عيسي عليه السلام أيضا مع أمه مريم بين أبناء مصر الذين تزوج منهم رسول الله زوجته مارية فصاروا أخوال ابنة ابراهيم فضلا عن زيارة ابراهيم عليه السلام وزوجته سارة وزواجه من هاجر أم إسماعيل أبو العرب ففضل مصر علي العرب والمسلمين وسائر البلدان لا يستطيع عاقل أن ينكره فقط يجب تبصير أبناء المصريين بقيمتها مشيرا إلي أن الخليفة المأمون ذكرت في مجلسه مصر وفضائلها فأمر بتجهيز موكبه لزيارتها وعندما وصلها وشاهد زرعها ونخيلها وكرم أصحابها وآثارها ونيلها قال لوزرائه من العلماء ما كنت أحسب مصر بهذا الجمال فقالوا ما ظنك ببلد قد دمرها الله أي أن هذه الخيرات والطقس الرائع وهذا لجمال إنما هو آثار وذكروا قوله تعالي "فدمرنا ما كان يصنع فرعون وجنوده وما كانوا يعرشون" وذكروا له أن المرأة كانت تخرج إلي زوجها في الحقل وهي تحمل المقطف فتملأ من مختلف أصناف الفاكهة حتى تصل إلي زوجها.
ومن جانبها حذرت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر المجتمع المصري من خطورة استمراره في السفسطة وعدم استيعاب قيمة الوطن والخروج من التيه الذي وضع نفسه فيه ما بين القيل والقال بالليل والنهار حتى لا تغرق سفينة الوطن.
وطالبت الجميع من المخلصين السعي في الأرض واجتهاد كل واحد في مهنته أو موقعه الفلاح في حقله والعامل في مصنعه والأستاذ في جامعته والمدرس في مدرسته إلي آخر هذه الأنشطة مع الامتناع عن الكلام في الأمور غير المجدية لمدة شهرين.
|