عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-04-2015, 06:03 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي

حتى لا يقال اننا نتجنى عليهم
سوف نرد عليهم باقوال قادتهم انفسهم

فاقد الشىء لا يعطيه»

مثل مشهور يتردد على ألسنتنا كثيراً،
ويقال عندما يفتقد أحدنا شيئاً ويريد أن يعلمه للآخرين..
وهو مثل صحيح مائة بالمائة،
فالإنسان الذى دأب على الكذب
إذا أراد أن يلقن ولده الصدق فلن ينجح فى ذلك..
والإنسان الذى ليست لديه معرفة أو خبرة بحرفة ما لا يستطيع أن ينقلها لغيره..
والإنسان الذى ينكفئ على ذاته لن يتمكن من إقناع غيره بالانفتاح على الآخرين،
وهكذا..
وقد سقت هذا المثل لأرشد عن السبب الحقيقى

وراء فشل جماعة الإخوان
فى العام الذى تولوا فيه السلطة فى مصر..
فهم
:

أولاً: لا يمارسون الشورى (أو الديمقراطية) فيما بينهم بشكل حقيقى،
فمجلس الشورى العام للجماعة ظل معطلاً
لا ينعقد طيلة ١٦ عاماً فى الفترة من يناير ١٩٩٥ حتى فبراير ٢٠١١..
كما أن تركيبة المجلس وطريقة اختياره، فضلاً عن أدائه،
لا توحى بأن ثمة شورى موجودة، بالرغم من أن هذا المجلس
يمثل أعلى سلطة فى الجماعة من حيث أهميته والدور الذى
يقوم به، ويعتبر كالمجلس النيابى بالنسبة للحكومة.. فهو وحده الذى من حقه تغيير لائحة النظام الداخلى للجماعة،

واعتماد التوجهات والسياسات العامة لها، والنظر فى إعفاء
عضو مكتب الإرشاد من منصبه، وتسمية مرشد الجماعة،
وإقرار التقرير المقدم إليه من مكتب الإرشاد أو رفضه، وهكذا..
هذا إضافة إلى أن الإخوان لا يسمحون بوجود معارضة داخل
التنظيم، حيث تعتبر فى نظرهم ضد تماسك الجماعة وخطراً
يهدد وحدتها.. لذا فشلوا فشلاً ذريعاً فى التعامل مع
المعارضة عندما كانوا فى سدة الحكم واعتبروها كأنها تريد
هدم بنيانهم
..

ثانياً: هم كجماعة اعتادوا على ممارسة «التقية»
وعدم الشفافية مع الآخرين، بل حتى فيما بينهم، إذ إن
المعلومات بشأن قضية أو قضايا معينة تكاد تقتصر على
قيادات بعينها ويتم تعمد إخفائها عن الآخرين، سواء كانوا
قيادات عليا أو وسطى.. ولا يتسنى للأفراد معرفة ما يجرى
داخل مكتب الإرشاد من مناقشات ومداولات، ولا حتى معرفة
الحيثيات التى تم على أساسها اتخاذ هذا القرار أو ذاك.. وفى
بعض الأحيان يعرف الأفراد القرار من الصحف أو الفضائيات..
لذا لم يكن المستشار محمود مكى -على سبيل المثال- وهو
النائب الوحيد لرئيس الجمهورية، ورجل القانون، يعلم شيئاً عن
الإعلان الدستورى الكارثى الذى أصدره الرئيس المعزول
الدكتور محمد مرسى فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٢
..

ثالثاً: هم يعتمدون فى بنائهم الداخلى على ثقافة السمع والطاعة والثقة فى القيادة،
وأى فرد داخل التنظيم لا يلتزم بها، فهو يخل بأهم مبدأ فى
الجماعة، ومن ثم يحكم على نفسه بالطرد من «دائرة الرضا»،
تمهيداً لطرده من «دائرة الجماعة»، وتتبع الجماعة معه فى
ذلك أسلوباً عجيباً يبدأ
«بالتطنيش»، ثم «التهميش»، وينتهى
الأمر «بالتطفيش».. وقد وجدت بعض شباب الإخوان يطلقون
عبارة «ثقافة القمع والطاعة»، على السمع والطاعة، تعبيراً
عما يرونه من سلوك استبدادى من قياداتهم.. ولأن الشعب
يختلف اختلافاً بيناً عن الجماعة من حيث التنوع فى الأفكار
والرؤى والمرجعيات (سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً)،
وبالتالى عدم قبول ثقافة السمع والطاعة والثقة فى القيادة،
خاصة بعد ثورة تطلع فيها إلى ممارسة حريته إلى أقصى حد
ممكن، فقد انعزلت الجماعة وانعزل «المعزول» عن الشعب
..

رابعاً: هم كجماعة لا يثقون ولا يأتمنون إلا أفرادهم،
لذا قاموا بزرع عشرات الألوف من هؤلاء الأفراد فى كثير من
مفاصل الدولة، بغض النظر عن مدى كفاءتهم أو قدراتهم، وهو
ما أثار الشعب عليهم.. كما أنهم يقتصرون فى تعاملاتهم
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع بعضهم، وبالتالى
يفتقرون إلى الخبرة فى التعامل والتواصل مع غيرهم من
أفراد الشعب.. فهم لا يتزوجون إلا من بينهم، ولا يصادقون
غيرهم.. هم يعيشون كـ«جيتو» داخل المجتمع المصرى،
ويعتبرون الجماعة شأناً داخلياً، لا يجوز إفشاء أسراره لأحد..
وقد استغل نظام مبارك هذا الوضع استغلالاً فائقاً، فكان يوجه
إليهم ضربات انتقائية بدعوى وجود تنظيم سرى يعمل على
خلاف الدستور والقانون
..

خامساً: هم كجماعة لم تكن لديهم أى خبرة أو تجربة فى إدارة أى مؤسسة حكومية ولو صغيرة،
فكيف يديرون دولة كبيرة بحجم ووزن مصر بما لديها من
مؤسسات؛ جيش وشرطة وقضاء وحكومة وأزهر وكنيسة..
إلخ. لقد كانوا كمن صعد مباشرة وفى خطوة واحدة من السفح إلى قمة جبل شاهق، فكان لا بد أن يتعثروا ويسقطوا
من حالق.. لقد ورطوا أنفسهم ووطنهم، تارة بالتنافس على
جميع مقاعد مجلس الشعب، وتارة أخرى بالتنافس على
رئاسة الجمهورية، دون أن يكونوا مؤهلين لهذا أو ذاك
.

وسادساً: الإخوان لا يتعلمون من أخطائهم،
ولا يتخلون عن أفكارهم وتصوراتهم.. لقد فقدوا كل أرصدتهم،
ولم يعد لديهم ما يخسرونه.. كما هو المعتاد، يعيشون مأساة
المحنة، ويمنون أنفسهم بعودة التاريخ ليبدأوا دورة كارثية
جديدة مرة أخرى، لكن من الذى سيمكنهم من ذلك بعد كل ما
جرى؟! من الصعب أن يبرز من داخلهم من لديه الشجاعة
لمراجعة الأفكار والتصورات، والاعتراف بالأخطاء، خاصة فى
المرحلة الراهنة.. أعلم أن هناك من داخل الصف من هو غير
راضٍ عن قيادات الجماعة الحالية، وأنها السبب فيما آل إليه
الوضع، لكن -للأسف- هذه النوعية ليس لديها قدرة على اتخاذ
خطوة جادة على مواجهة ومحاسبة هذه القيادات، ولا حتى
الإعلان عن عدم رضاها عنها
..

محمد حبيب
نائب المرشد العام للاخوان المسلمين
شكرا على الموضوع
تقبل تحياتى واحترامى وتقديرى

رد مع اقتباس