عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-04-2015, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي



تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس

(الآيات 1 : 25)


معاني المفردات:


ï´؟ الم ï´¾: حروف مقطعة، ينطق كل حرف بمفرده (ألف، لام، ميم)؛ أي: باسم
ه وليس بمسماه، وهي تشير إلى أن القرآن الكريم مكون من *** الحروف التي يتكون منها كلام العرب، ومع ذلك
فقد تحداهم أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن ذلك؛ لأنه كلام رب العالمين. ï´؟ الكتابï´¾: القرآن الكريم، لا ريب فيه: لاشك في أنه حق من عند الله. ï´؟بالغيبï´¾: كل ما غاب عن مدركات الحس؛ كالإيمان بالله واليوم الآخر، وما فيه والملائكة ... إلخ. ï´؟يقيمون الصلاةï´¾: يؤدونها في ولاء وعبودية، ومحافظة عليها في أوقاتها كاملة. ï´؟ينفقونï´¾: يتصدقون ويساعدون كل محتاج. ï´؟بما أنزل إليكï´¾: بالقرآن الكريم، وما أُنزل من قبلك: ما أنزل من الكتب السماوية من قبل محمد - صلى الله عليه وسلم. ï´؟ يوقنون ï´¾: على يقين تام باليوم الآخر، وما فيه من بعث وحساب وجزاء. ï´؟على هدىï´¾: على رشاد ونور ويقين. ï´؟المفلحونï´¾: الفائزون.

مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «البقرة»:
1 - بدأت السورة بالحروف المقطعة إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم.

2 - ثم تذكر أوصاف المتقين الذين يهتدون بهداية القرآن الكريم، ويتقون غضب الله وعذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهم مصدقون بأمور الغيب التي لا تدرك بالحواس، وهم يؤدون الصلاة على خير وجه، ويتصدقون في وجوه الخير، ويصدقون بكل ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من عند الله، وبما جاءت به الرسل من قبله، ويعتقدون في الآخرة وما يكون فيها من غير شك.

3 - ثم تبين أن هؤلاء المتصفين بتلك الصفات العظيمة على نور وبصيرة من ربهم، وهم الفائزون المفلحون.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي لا يصيبه تغيير ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، وهو شاهد على ما قبله من الكتب السماوية، ومصدق لما جاء فيها من عند الله - تعالى.

2 - علينا أن نتحلى بصفات المتقين؛ لنكون من الفائزين المفلحين.





ï´؟سواء عليهمï´¾: استوى عندهم. ï´؟أأنذرتهمï´¾: إنذارك وتخويفك إياهم عذاب الله. ï´؟ ختم الله على قلوبهم ï´¾: طبع عليها، فلا تتأثر بالحق؛ لأنها مغلقة. غشاوةï´¾: غطاء وستر. ï´؟مرضï´¾: شك ونفاق أو تكذيب وإنكار. ï´؟السفهاءï´¾: السفيه هو الجاهل ضعيف الرأي، ويقصدون بهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم. ï´؟خلَوا إلى شياطينهمï´¾: انصرفوا إليهم، ومن هؤلاء الشياطين زعماؤهم في الكفر والضلال، وأصحابهم من اليهود والمنافقين والمشركين. ï´؟مستهزئونï´¾: نستهزئ بالمسلمين. ï´؟يمدهمï´¾: يزيدهم أو يُمهلهم. ï´؟طغيانهمï´¾: مجاوزتهم الحد وغُلوهم في الكفر. ï´؟يعمهونï´¾: يعمون عن الرشد والصواب، أو يتحيَّرون. ï´؟اشتروا الضلالة بالهدىï´¾: استبدلوا الكفر بالإيمان.



مضمون الآيات الكريمة من (6) إلى (16) من سورة «البقرة»:
1 - تتحدث هذه الآيات عن الكافرين مبينة أنه يستوي عندهم إنذار الرسول وعدمه، فقد طبع الله على قلوبهم، وغطى على أبصارهم، فلا يسمعون ولا يعقلون، وينتظرهم عذاب عظيم يوم الدين.

2 - ثم تحدثت عن الفريق الثالث وهم المنافقون، الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، موضحة حالهم، فهم يحاولون خداع الله والمؤمنين، وفي الحقيقة هم لا يخدعون إلا أنفسهم، وهؤلاء إذ طلب منهم عدم الفساد في الأرض، زعموا أنهم مصلحون، وإذا دعوا إلى الإيمان تكبروا وتطاوَلوا على المسلمين بألسِنتهم، يتَّهمونهم بالسفاهة، ويرد الله عليهم بأنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون، وهؤلاء أيضًا عندما يلاقون المؤمنين يزعمون أنهم مثلهم في الإيمان، وإذا انصرفوا إلى شياطينهم يقولون لهم: إننا معكم ولكننا نستهزئ بالمؤمنين، ويرد الله عليهم بأنه هو الذي يسخر منهم، ويزيدهم في طغيانهم، حيارى لا يستطيعون الخروج من ضلالهم وكفرهم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - طبع الله على قلوب الكافرين، فلا يصل نور الحق إليها إلا إذا تابوا ورجعوا إلى ربهم.

2 - المنافقون أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين؛ لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.






ï´؟مثلهمï´¾: حالهم العجيبة أو صفتهم. ï´؟استوقد نارًاï´¾: أشعلها. ï´؟ذهب الله بنورهمï´¾: أطفأها الله، فبقُوا في الظلام والخوف الشديد. ï´؟ صمٌّ ï´¾: لا يسمعون خيرًا. ï´؟بُكمٌï´¾: لا ينطقون بالحق ولا بما ينفعهم. ï´؟عُميï´¾: لا يبصرون الهدى ولا يتبعون طريق الرشاد. ï´؟كصيِّبï´¾: مثل المطر النازل أو السحاب. ï´؟الصواعقï´¾: نار تنزل من السماء عند قصف الرعد. ï´؟حذَر الموتï´¾: خشية الموت. ï´؟محيط بالكافرينï´¾: بقدرته وإرادته وعلمه، لا يفوتونه ولا يفلتون من عقابه. ï´؟يكادï´¾: يقارب، يخطَف: يذهب بها بسرعة. ï´؟فراشًاï´¾: بساطًا مهيأة؛ ليمكن الاستقرار عليها. ï´؟أندادًاï´¾: أمثالاً وشركاء من الأوثان وغيرها يعبدونها. ï´؟ريبï´¾: شك. ï´؟مما نزلناï´¾: هو القرآن. ï´؟شهداءكم من دون اللهï´¾: آلهتكم التي تعبدونها غير الله أو نصراءكم.


مضمون الآيات الكريمة من (17) إلى (25) من سورة «البقرة»:
1 - تسوق الآيات مثلين لهؤلاء المرضى من المنافقين، محذرة من خطرهم على الجماعة المسلمة، فهم كمثل من استوقد نارًا، فلما أضاء لهم نور تلك النار، لم ينتفعوا به، وفضلوا الظلام، وعندئذ ذهب الله بنورهم الذي طلبوه ثم تركوه، وتركهم يتخبطون في الظلام، أما المثل الثاني، فهو أنهم يشبهون سحابًا، ينزل منه المطر الغزير، وفيه ظلمات ورعد وبرق كلما أضاء لهم هذا البرق، مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم توقفوا حائرين، لا يدرون أين يذهبون، وهم مفزعون، يجعلون أصابعهم في آذانهم من شدة الصواعق، خائفين من الموت، فهم في قلق بين ما يطلبونه من الهدى والنور، وما يرجعون إليه من الضلال والظلام.

2 - ثم يأمر الله البشرية جمعاء أن تختار الإيمان والهداية والفلاح وعبادة الله وحده، ففي ذلك صلاحهم في الدنيا والآخرة.

3 - ثم يتحداهم - وهم أهل الفصاحة والبلاغة - أن يأتوا بسورة تماثل القرآن، فإنهم عاجزون حتمًا، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك.

4 - ثم تحدثت عن العاصين وبيَّنت مصيرهم وهو دخول النار، وبشرت المؤمنين بالجنة وما فيها من نعيم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - وجوب الإيمان بوحدانية الله وقدرته وكماله، وعبادته وحده، والإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن الذي أنزل عليه، وبالجزاء العادل في الآخرة للكافرين والمؤمنين.

2 - الجزاء يترتب على الإيمان والعمل الصالح، لا على الإيمان وحده، ولا على العمل الصالح بلا إيمان.



رد مع اقتباس