ال*** في رجب لدفع أذى الجن
اجاب عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
السؤال
ما حكم من ي*** في شهر رجب من كل سنةٍ بقصد دفع أذى الجن؟ ويدَّعي أنه ي***ها لله؟ علماً أنه إذا لم ي*** فإن الجن تؤذيه.
الجواب
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وآله وصحبه،
فال*** للجن من أنواع الشرك الأكبر، لأن ال*** لغير الله تعظيماً وتقرباً خوفاً أو رجاءً هو عبادة لغير الله، وال*** لله من التوحيد، كما قرن الله النسك والنحر بالصلاة في قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]، وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، فهذا الذي ي*** للجن هو مشرك، وإن زعم أنه ي*** لله، فالعبرة بالمقاصد وبالنيات، فإذا كانت النية باطلة وسيئة لم تنفع الدعاوى الكاذبة، فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر.
وإذا كان ي*** للجن لأنه إذا لم ي*** لهم يؤذونه فليس هذا بعذر، بل عليه أن يستعين بالله ويستعيذ به من شرهم، ولا يطيعهم؛ فإنهم يؤذونه من أجل أن يعبدهم ويتقرب إليهم، وقد كان أهل الجاهلية يستعيذون بالجن فيتسلطون عليهم من أجل أن يلجؤوا إليهم كما قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6]، قال بعض المفسرين: {فزادوهم رهقا}، أي: زاد الجنُّ الإنسَ خوفاً وذعراً، وقال بعضهم: زاد الإنسُ الجنَّ كبراً وطغياناً، فالواجب على هذا الذي ي*** للجن أن يتوب إلى الله وأن يخلص الدين لله وأن لا ي*** إلا لله، وإذا صح توحيده كفاه الله شر أعدائه من الجن والإنس، فعليه أن يتوكَّل على ربه ويعتصم به، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.