اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزتى في دينى
|
أولاً: جزاكِ الله خيراً يا آية.
ثانياً: هذا القول لم يقله ابن القيم رحمه الله، وإنما نقله عن يزيد بن نعامة هكذا: "وقال يزيد بن نعامة: هلكت جارية في طاعون الجارف فلقيها أبوها بعد موتها فقال لها يا بنية أخبرينى عن الآخرة؟! قالت: يا أبت قدمنا على أمر عظيم، نعلم ولا نعمل، وتعملون ولا تعلمون والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة عملي أحب إلى من الدنيا وما فيها." وذلك في كتابه "الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء" (ج1/ ص25).
ثالثاً: ما تم ذكره بعد قوله: "عملي أحب إلي من الدنيا وما فيها". ليس من كلام ابن القيم، ولا من كلام يزيد.
رابعاً: وعن سند هذه الرواية، فهو عند ابن أبي الدنيا في "المنامات" (1/ 86)، إذ قال الإمام: حدثنا أبو بكر (محمد بن رزق الله الكَلْوَذَانِيُّ)، حدثني فضالة بن حصين، عن يزيد بن نعامة، قال: " هَلَكَتْ جَارِيَةٌ فِي طَاعُونٍ جَارِفٍ , فَلَقِيَهَا أَبُوهَا بَعْدَ مَوْتِهَا فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ خَبِّرِينِي عَنِ الْآخِرَةِ قَالَتْ: يَا أَبَهْ قَدِمْنَا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ نَعْلَمُ وَلَا نَعْمَلُ، وَتْعَمَلُونَ وَلَا تَعْلَمُونَ، لَتَسْبِيحَةٌ أَوْ تَسْبِيحَتَانِ أَوْ رَكْعَةٌ أَوْ رَكْعَتَانِ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِي أَحَبُّ لِي مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
قلت: هذا إسناد ضعيف، آفته: فضالة بن حصين الضبي، اتفق الأئمة على تضعيفه في الرواية. قال عنه البُخاري وأبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث. وقال ابن حبان: يروي، عَن مُحَمد بن عَمْرو ما لا يُتابع عليه وعن غيره ما ليس من حديثهم. وقال السَّاجِي: فيه ضعف، وعنده مناكير. وقال الحاكم والنقاش: روى عن عُبَيد الله بن عمر، ومُحمد بن عَمْرو مناكير. وذكره العقيلي والدولابي، وَابن الجارود، وَغيرهم في الضعفاء. وقال أبو نعيم: روى المناكير، لا شيء.
- فمثل هذا الرجل لا تُقبل روايته؛ ومع هذا فلم يتكلم ابن القيم -وهو الإمام المِدرَه- عن سند هذه الحكاية.