عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-05-2015, 04:52 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

هل صح رمي مروان لطلحة بن عبيدالله يوم الجمل؟







عبدالحميد الأزهري

ثالثًا:
طريق عوف الأعرابي:


أخْرَجه ابنُ سعدٍ في "الطبقات الكبرى" (3/223)، ومِن طريقِه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/113)، عن رَوْحِ بنِ عُبادة، قال: أخبَرَنا عوفُ بن أبي جميلة الأعرابي، قال: بلغَنِي أنَّ مَرْوانَ بنَ الحَكَم رمَى طلحةَ يومَ الجمل وهو واقفٌ إلى جنب عائشةَ بسهمٍ، فأصاب ساقَه، ثم قال: واللهِ لا أطلب قاتِلَ عثمان بعدَك أبدًا، فقال طلحة لمولى له: ابْغني مكانًا، قال: لا أقْدِر عليه، قال: هذا واللهِ سهمٌ أرسلَه الله، اللهمَّ خُذْ لعثمان منِّي حتى ترضَى، ثم وسد حجرًا فمات.

قلت: هذا منقطِع؛ فإنَّ عوفًا الأعرابيَّ بعيدُ العهد بواقعةِ الجَمل، فإنَّه وُلِد في حدود سنة60 هـ، وواقعة الجَمَل كانت سنة 36 هـ؛ قال أبو عاصم: دخلنا على عوفٍ الأعرابي سنَة ست وأربعين ومائة، فقلنا: كم أتَى لك؟ قال: ستٌّ وثمانون سَنَة[26].


رابعًا: طريق نافعٍ مولَى عبدالله بن عمر:
أَخْرجَه ابنُ سعدٍ في "الطبقات الكبرى" (3/223) عن رَوْحِ بنِ عُبادة، قال: أخبَرَنا ابنُ عون، عن نافعٍ، قال: كان مَرْوانُ مع طلحةَ في الخيل فرَأى فُرجةً في دِرع طلحة، فرَماه بسهمٍ فقتَلَه.

وأخْرَجه الحاكِم في "المستدرك - الهندية" (3/370) مِن طريق عن عبدالله بن عون، عن نافِع، به.

قلت: إسنادُه صحيحٌ إلى نافعٍ، لكنَّه معلول: فنافِع مولَى ابنِ عُمر: تُوفِّي في حدودِ سنة 116 أو بعدَها، فعَلَى هذا يكون الأغلبُ في سماعِه لهذا الحديثِ أنَّه مِن قبيل المنقطع.

وأخْرَجَه عمرُ بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/306) مِن طريق قُرَّة بن خالد، قال: قال نافع: بلفظ: "رَمَى مَرْوانُ يومَ الجَمل طلحةَ بسهمٍ فأثْبَتَه في ثُغْرَةِ نَحْرِه، فقال له طلحةُ: قد رأيتُ ما صنعتَ، فقال: أتزعُم أني أخطأْتُ، قال: ما زلتَ تُخطي بعَمٍّ لَكَ منذُ اليوم".

خامسًا: طريق إسحاق بن طلحة:
أخْرَجه أبو نُعيمٍ في "معرفة الصحابة" (1/98): حدَّثَنا أبو مُحمَّد بنِ حيَّان، ثَنا محمَّد بن عبدالله بن رُسته، قال: ثَنا أبو أيُّوب، ثنا الواقِدي، قال إسحاق بن طلْحَة: "قُتِل هو يومئذٍ - يَعني: طلحة - ابن اثنتين وستِّين سَنة، ويقال: إنَّ سهمًا غربًا أتاه فوقَع في حلقِه، فقال: بسمِ الله {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38]، ويُقال: إنَّ مَرْوانَ بنَ الحَكم رَماه".

قلت: في إسنادِه الواقدي؛ متروك[27].

سادسًا: طريق عوانة بن الحكم:
أخْرَج أبو العربِ التميميُّ في "المحن" (1/107): وحَدَّثني غيرُ واحدٍ عن أسد (هو ابنُ الفُرات) عن زِياد (هو ابن عبدالله)، عن عوانة (هو ابنُ الحَكم)، قال: "أمَّا طلحة بن عُبيدالله، فرَماه مَرْوانُ بنُ الحَكم بسهمٍ فقتَله، ورجَع الزبيرُ إلى المدينة حتى بلَغ وادي السباع، قال: ولما رَأى الزبيرُ ابنَ جرموز حمَل عليه الزبيرُ، فقال له ابنُ جرموز: اللهَ الله يا زُبيرُ، فكفَّ عنه، ثم تغفَّله ابنُ جرموز فقتَله بالبَصْرَة، وأخَذ سيفَه وجاء إلى عليٍّ، فقال: أنا رسولُ الأحنف فدخَل عليه، فقال: أنا قاتِلُ الزبير، فأخَذ عليٌّ السيف، فقال: سيفٌ واللهِ طالَمَا جلى به عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكن الحين ومصارِع السُّوء".

قلت: إسنادُه ضعيفٌ؛ لجهالةِ شيخ أبي العرب التميمي، كما أنَّ عوانةَ بن الحَكم مُتَّهم بوضعِ الأخبارِ لبَني أُميَّة[28].

سابعًا: طريق عائشة بنت موسى بن طلحة بن عُبَيدالله:
وأَخْرَج ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (69/261) في ترجمة عائشةَ بنتِ موسى بنِ طلحة بنِ عُبيدِالله: قرأتُ في كتابٍ عن عبدالصمد بن عبدالله بن عبدالصمد، بن أبي يَزيد الدمشقي، نا معاويةُ بنُ صالح الأشعريُّ، حدَّثني عبدالرحمن بن شريك، نا أبو بكر بن عِيسى بن موسى بن طلحة، قال: سمعتُ عائشةَ بنت موسى - وكانتْ تحتَ عبدالملك بن مَرْوان - قالت: قال لي عبدُالملك: "يا عائشةُ، لولا أنَّ مَرْوانَ قتَل طلحةَ، ما تركتُ على ظهرِها طلحيًّا إلا ***تُه".

أولاً: ليس فيه تحديثٌ ما بيْن ابن عساكِر وعبدالصمد، وقدْ تُوفِّي عبدالصمد سنة (304هـ)، وابنُ عساكر 571 هـ، فبينهما أكثر مِن 250 عام.

ثانيًا: الكِتاب الذي قرَأه ووجَد فيه هذا الخبر لا نَعرِفه.

ثالثًا: عائشةُ بنت موسى بن طلحة مجهولة.


رابعًا: الرَّاوي عنها أبو بكر بن عيسى بن موسى بن طلحة؛ مجهول.

خامسًا: عبدالرحمن بن شريك؛ مجهول العين، ليس له ترجمة، وهو غيرُ النَّخَعيِّ الضعيف لاختلافِ الطبقة، والنتيجة أنَّ خبَر عبدالملك بْن مَرْوان غير صحيح، ولا يجوز التعويلُ عليه.

كما أنَّه مِن غيرِ المعقول أنْ يصدُر ذلك من عبدِالملك بن مَرْوان لزوجتِه، فكيف يأمَنُها على نفسِه، وقد قَتَل والده جَدَّها وهو يُذكِّرها بجريمتِه النَّكْراء؟ وكذلك هذا الخبَر مفترًى على عبدالملك (وهو المشهور بعَدْله)؛ فلماذا لا يُبقِي على وجه الأرض تيميًّا؟ فهذا إثباتٌ للتُّهمة التي أُلصقتْ زُورًا وبهتانًا بطلحةَ بأنَّه كان مِن المحرِّضين والمؤلِّبين على عثمان، مع أنَّه لا يُعرَف عن عبدالملك أنَّه كان يَبحَث عن قتَلَةِ عثمان، فضلاً أن يُعاقِب ذُريَّاتهم وقبائلهم.

وقِصَّة اتِّهام مَرْوان بقَتْل طلحة يَلزم منها أمورٌ خطيرة، منها أنَّ مَرْوانَ بنَ الحَكم مجرِم وقاتِل عمدًا مِن غير تأويل، فهو ساقطُ العدالة، فلا يجوز أن تُقبَل له رِواية، ومع هذا فقدْ رَوَى له علماءُ الحديث جميعَ مرويَّاتِه، واحتجَّ به جميعُ فقهاء الأمصار؛ فكيف يحتجُّون بقاتلِ أحدِ العشرةِ المبشَّرين بالجَنَّة؟! وكذلك فيه تُهمة لأميرِ المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - حيث جَعَله أمينَ سِرِّه وكاتبَه، وهو لا يستحقُّ ذلك! وفيه تهمة لطَلحةَ - رضي الله عنه - أنَّه كان ممَّن أعان على عثمانَ - رضي الله عنه - أو ألَّبَ عليه! وفيه تُهمةٌ خطيرةٌ لمعاوية - رضي الله عنه - إذ كيف يُولِّي قاتلاً فاسقًا على خيرِ بلادِ المسلمين، وهي المدينة المنوَّرة؟!

والقِصَّة على نَكارتها ليس فيها ولا حديثٌ متَّصل واحد، إلاَّ الذي ذَكَره ابنُ شبة عن رجل مجهول، لا أحَدَ يعرِف اسمَه أصلاً.

كما أنَّ قصَّة رمْي مَرْوان لطلحة - رضي الله عنهما - يومَ الجمل، مستنكَرة عندَ ذوي العقول، فوجودُ طلحةَ في الجيش كان مُحرِّضًا للناس على الالتِحاق به، ومُشكِّكًا للطرَف الآخر في شرعيةِ القِتال؛ فكيف يَقتُل مَرْوانُ (وهو صاحِب عقل وفَهم) صحابيًّا جليلاً في صفِّه مِن خِيرة قادة المسلمين؟! لو كان طلحة في صفِّ قتَلَةِ عثمان، لكان في قتْله مبرِّر، لكن أنْ يكون واقفًا مع مَرْوانَ في نفسِ الجيش مطالبًا بالقصاص مِن قتَلَةِ عثمان، فقِصَّة ***ِه مستبعَدة.

كما جاءت بعضُ الآثار بسِياق تلك القصَّة بصيغة التمريض والضَّعْف، مثل: يُقَال، ذُكِرَ، وهكذا:
أخْرَج أبو العرب في "المحن" (1/111 - 112): وحَدَّثَني محمَّدُ بنُ عمر، عن أبي الطاهِر، وحدَّثَنا عيسى بن مِسكين، عن سحنون، عن ابنِ وهب، عن يونس، عن ابنِ شِهاب، قال: "رُمِي طلحةُ بنُ عبيدالله بسهمٍ فقَطع لطاة في ظهرِه، فقال لمولًى له: ويلكَ! اجعلني على هذِه البغلةِ فائتِ بي هذه الدورَ حتى أموتَ فيها، قال: والله ما أَدْرِي أين أذْهَب بكَ؟ فلم يزَلْ به حتى حمَلَه وردفَه وأسْنَدَه إلى صدرِه، وهو يقول: ما رأيتُ كاليوم قطُّ لمضيعة دمِ شيخ، كان أمْر الله قدرًا مقدورًا مرَّتين، فأتى به دارَ رجل مِن ثقيف فمات فيها، فكان الحسنُ إذا ذَكَر هذا الحديث قال: لقد كنتَ في أمانٍ مِن الله واسع عليك، فما جاءَ بك؟".

ويقال: إنَّ الذي رَماه مَرْوان بن الحَكم لما رأى الهزيمةَ، قال: لا أطلُب أثرًا بعدَ عين، لا أطلُب ثأري بعدَ اليوم، وأشعره سهمًا.

وأخْرج ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/122): أخبَرَنا أبو البركاتِ الأنماطيُّ، أبو عبدالله البلخي، قالا: أنا أبو الحسينِ بن الطيوري، وثابِت بن بُندار، قالا: أنبأ أبو عبدالله الحسين بن جَعْفر، وأبو نَصْرٍ محمَّدُ بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بَكْر، أنا عليُّ بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالِح بنُ أحمد بنِ صالح، حدَّثَني أبي، قال: طلحةُ بن عبيدالله قُتِل يوم الجمل يُقال: إنَّ مَرْوانَ قتَلَه.

وأخْرَج ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/122) قرأتُ على أبي مُحمَّدٍ السُّلمي عن أبي محمَّدٍ التميمي، أنا مكيُّ بن محمَّد، أنا أبو سليمان بن زَبْر، قال: وفيها - يعني: سَنة ستٍّ وثلاثين - كانتْ وقعة الجَمل، وقُتِل طلحةُ بن عبيدالله في المعركة، ذُكِرَ أنَّ مَرْوانَ بنَ الحَكم قتَلَه، وكانت وقعةُ الجَمل يومَ الخميس لعشرٍ خَلَوْنَ مِن جُمادى الآخرة.

الخلاصة: إنَّ الآثار التي جاءتْ في قِصَّة رمْي مَرْوانَ لطلحةَ لا تَثبُت، والذي أميل إليه أنَّه مات مِن سهم غرْب فقط، لا يُعرَف مَن أطلقه، كيف يكون هو بِجيشِ طلحةَ وكِلاهما يُقاتِل دفاعًا عن دمِ عثمانَ، فيقوم ويغدِر به في***ه؟ ومَرْوان يَعلَم عِلمَ اليَقين أنَّ طلحةَ بن عُبيدالله لم يشاركْ في دمِ عثمان، خاصَّة أنَّ مَرْوانَ كان يدافع عن عثمانَ بالدار، وقد شاهَد بعينه ***ةَ عثمان الذين حاصروه ودَخَلوا عليه، ومعلومٌ عندَ الجميع أنَّ طلحة لم يُحرِّض على عثمانَ أبدًا، بل أَرْسل ولدَه محمَّدًا؛ ليدافعَ عن عثمانَ مِن ال***َة، ولما قُتِلَ عثمانُ كان طلحةُ مِن أشدِّ الناس سخطًا لم***ه، فخرَج يُطالِب بدمِه بعدَ ذلك، ويبذل في ذلك رُوحَه، وهذه الكذبة السَّمجة تُريد الترويجَ لفِكرة شيعيَّة شيطانيَّة، هي أنَّ الصحابة هم الذين تآمَروا على عثمانَ بنِ عفَّانَ؛ لي***وه، والله أعلم.

كما جاءتْ بعضُ الآثار بأنَّ قتْل طلحة بن عبيد الله كان بسهمٍ غرب:
أخْرج ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223)، قال: أخبَرَنا رَوحُ بنُ عُبادة، قال: أخبَرَنا سعيدُ بن أبي عَروبة، عن قتادةَ، قال: رُمِي طلحة فأعنق فرسه فرَكَض، فمات في بَنِي تميم، فقال: بالله مَصْرَع شيخ أَضيع.

قلت: إسنادُه صحيح إلى قتادة.

وأخْرَج أبو العرب التميميُّ في "المحن" (1/110) قال: أخبَرَنا أصبغ (هو ابن الفرج)، عنِ ابن وهْب (هو عبدالله)، عن يونس (هو ابنُ يَزيد الأيلي)، عن ابنِ شِهاب، قال: "رُمِي طلحةُ وهو مُعتدِل في بعضِ الصُّفوفِ بسهمٍ غرب، فقطع مِن رجله عرقَ النَّسا، فنشجَ حتى نزَف فمات، ويُقال: إنَّه كان يومَ قُتِل ابنَ خمس وسَبعين".

قلت: إسنادُه صحيحٌ إلى ابن شِهاب.


[1] "العواصم مِن القواصم" (1/160).

[2] "البداية والنهاية" (7/248).

[3] "المحلَّى لابن حزم" (1/236).

[4] قال محقق "العواصم من القواصم" (1/160): "آفَةُ الأخبار رُواتها، وفي العلومِ الإسلامية علاجُ آفةِ الكذِب الخبيثة، فإنَّ كلَّ راوي خبرٍ يطالبه الإسلامُ بأن يعيِّن مصدرَه على قاعدة: مِن أين لك هذا؟ ولا تعرف أمة مثل هذه الدقَّة في المطالبة بمصادرِ الأخبار كما عَرَفه المسلمون، ولا سيَّما أهل السنة منهم، وهذا الخبَر عن طلحة ومرْوان، لقيطٌ لا يُعرَف أبوه ولا صاحبه، وما دام لم ينقُلْه ثبت بسند معروف عن رِجال ثقات، فإنَّ للقاضي ابن العربي أن يقول بملءِ فيه: ومَن يعلم هذا إلاَّ علاَّم الغيوب؟!

[5] المعارف (1/229).

[6] أنساب الأشراف (1/311).

[7] تاريخ اليعقوبي (2/182).

[8] الثقات لابن حبان (2/283 ، 339).

[9] هدي الساري (1/443).

[10] "البدء والتاريخ" (5/82 ، 214).

[11] "الاستيعاب" (2/766).

[12] "العبر في خبَر مَن غَبَر" (1/37).

[13] "الوافي بالوفيات" (16/272).

[14] "فتح الباري" (7/82).

[15] "عُمدة القاري" (16/226).

[16] "النُّجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" (1/101).

[17] "فتح المغيث" (3/327).

[18] قال ابنُ حجر في "تهذيب التهذيب" (8/347): "وهو مُتقِن الرِّواية، وقد تَكلَّم أصحابنا فيه، فمِنهم مَن رفَع قدرَه وعظَّمه، وجعَل الحديثَ عنه من أصحِّ الإسناد، ومِنهم مَن حمَل عليه، وقال: له أحاديثُ مناكير.
فمِمَّن وثَّقه: قال ابن حراش: كوفي جليل، وليس في التابعين أحد رَوَى عن العشرة إلا قيس بن أبي حازم، وقال ابنُ معين: هو أوثقُ مِن الزهري، وقال مرةً: ثِقة، وقال أبو سعيد الأشج: سمعتُ أبا خالد الأحمر يقول لعبدالله بن نمير: يا أبا هشام، أما تذكُر إسماعيل بن أبي خالد، وهو يقول: حدَّثنا قيس هذه الأسطوانة - يعني: في الثقة - وقال الذَّهبي: (تذكرة الحفاظ 1/61): حديثه محتجٌّ به في كلِّ دواوين الإسلام.
وممَّن ضعَّفه؛ قال إسماعيل بن أبي خالد (رَاوي خبَر الباب عنه): كبر قيس حتى جاز المائة بسِنين كثيرة، حتى خرَف وذهَب عقلُه، وقال ابنُ المديني: قال لي يحيَى بن سعيد: ابن أبي حازم مُنكَر الحديث، ثم ذكَر له يحيى أحاديث مناكير منها حديث الحَوأب، وقال ابنُ عساكر (49/465)، والذَّهبي في "تاريخ الإسلام" عن إسماعيلَ بن أبي خالد، قال: كَبِر قيس بن أبي حازم حتى جاوز المائةَ بسِنين كثيرةٍ، حتى خرف وذهَب عقله، قال: فاشتروا له جاريةً سوداء أعجمية، قال: وجعل في عُنقها قلائد مِن عِهن وودَع وأجراس مِن نُحاس، قال: فجعلت معه في منزلِه، وأَغْلق عليه بابَه، قال: فكنا نَطَّلع إليه مِن وراء الباب وهو معها، قال فيأخُذ تلك القلائدَ فيُحرِّكها بيده ويَعجب منها ويضحَك في وجهها.

[19] "الكاشف" للذهبي (2/138).

[20] "علل الحديث ومعرفة الرجال والتاريخ" (1/164)، ط مازن السرساوي.

[21] شريك بن الحباب: هكذا في المطبوع مِن "المستدرك"، والصواب أنَّه ابنُ الخطاب كما نصَّ عليه البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، ولم أقِفْ على أحدٍ ذَكَره بجرح ولا تعديل، إلا أنَّ ابن حبَّانَ ذَكَره في "الثقات"؛ انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/367) ، "الثقات" لابن حبان (8/311).

[22] عُتْبة بن صَعْصعَة بن الأحْنف، لم أقِفْ على أحدٍ ذَكَره بجرح ولا تعديل، إلا أنَّ ابن حِبَّان ذَكَره في "الثقات". انظر: "التاريخ الكبير" (6/530)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/371)، "الثقات" لابن حبان (5/250).

[23] تقريب التهذيب (1/589).

[24] تهذيب التهذيب (8/9).

[25] التاريخ الكبير (1/91)، والتاريخ الصغير (1/245)، والثقات لابن حِبَّان (5/349)، وتهذيب الكمال (25/352).

[26] تهذيب الكمال (22/440)، وتهذيب التهذيب (8/148).

[27] تقريب التهذيب (1/498).

[28] لسان الميزان (4/386).



رد مع اقتباس