
26-05-2015, 05:07 PM
|
 |
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
|
|
فوائد زيت الزيتون
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
مادة الأولوروبين:
فالزيتون أصبح يعالج بالصودا قبل تخمُّره، وربما لا يُخمر، والمعالجة بالصودا تهدم البوليفينولات، ومنها مكون الأولوروبيين Oleuropein النافع، وقد جاءت هذه التقنيات لإزالة المرورة، وهناك العديد من المكونات الأخرى التي تهدمها الصودا، فأصبح الزيتون لا ينفع صحيًّا، وقد يكون خطيرًا إذا ما لم يتمكن الصُّنَّاع من إزالة الصودا من حبوب الزيتون نهائيًّا، وقد يصعُب ذلك أو يستحيل.
أما فيما يخص بعض الأبحاث الأخرى حول شجرة الزيتون كنبات طبي، فتركزت كلها تقريبًا حول أوراق الزيتون؛ لأنها أغنى من الزيت ومن الزيتون فيما يخص بعض المكونات - (جدول رقم 1) - وأشهرها حمض الإلينوليك، وهناك ما يزيد على 23 شركة، التي أصبحت تعرض هذا المنتج في قارورات زجاجية كمنتج صيدلي طبيعي، وكثُرت الشائعات حول طريقة الحصول على إلينوليت الكالسيوم Calcium Elenolate؛ من حيث إن كل شركة تزعم أنها تتوفر على الطريقة الصحيحة؛ لتهيئ إلينوليت الكالسيوم، لكن رغم هذا التهافت التجاري على مواد الزيتون، فإن الحقيقة الثابتة هي أن أوراق الزيتون تحتوي على مواد نافعة جدًّا، وقد تشفي من عدة أمراض، ولا يمكن أن نذكر كل الحالات التي تمت معالجتها بمستخلص أوراق الزيتون، ومنها خفض الضغط الدموي Samuelsson, 1951 ; Anomymous, 1994))، وخفض الكوليسترول في الدم (Muriana et al., 1992)، وكبح السرطان، ولهذه المواد قوة عالية في كبح الباكتيريا المقاومة للمضادات، وكبح الفيروسات والخمائر والفطريات، ولها كذلك قوة في تفادي كل الأعراض المتعلقة بأمراض القلب والشرايين.
وحسب بعض الباحثين فقد أظهرت أوراق الزيتون نتيجة عالية في شفاء داء المفاصل والروماتيزميات، وإصابة الشعر والأظافر، والجلد وتسوُّس الأسنان، وكل هذه المزايا الصحية موجودة في هذه الشجرة المباركة، وقد نستفيد من ثمار الزيتون دون اللجوء إلى الأوراق، لكن يجب أن تستهلك طبيعيًّا، ويمكن أن نستفيد كذلك من زيت الزيتون، لكن دون معالجة قبل عصرها ودون تصفية الزيت، بل يكفي التحليل الطبيعي، وليس عن طريق الطرد المحوري الذي أصبح هو المستعمل في جل الدول العربية المنتجة للزيتون، وكل هذه المعدات يجب تفاديها لتبقى جودة الزيتون الصحية عالية، وألا يفقد هذا المنتج المكونات التي خلقه الله من أجلها.
جدول رقم 1: التركيبة الكيماوية للصبغ وأوراق الزيتون (Martín García et al. 2003).
الصبغ أوراق الزيتون المادة الجافة غ/ كغ من المادة
المادة العضوية
الدهنيات
دهون
Neutral detergent fibre
Acid detergent fibre
Acid detergent lignin
البروتينات
النايتروجين
الأحماض الأمينية غ في الكيلوغرام
هيستيدين
أرجينين
تريونين
فالين
ميتيونين
إيزولوسين
لوسين
فينيل ألانين
ليزين
حامض أسبارتك
حامض كليتامي
سيرين
كليسين
ألانين
برولين
تريروزين
سيستيين
المادة الجافة غ/كغ
بوليفينولات
مواد دابغة 871
850
1.30
624
540
328
78.8
706
31.6
77.4
40.5
107
14.1
46.4
114
56.9
65.3
26.7
55.4
39.8
66.4
85.6
48.0
16.2
10.4
10.5
9.78 586
838
32.1
413
333
190
70.0
533
38.0
111
41.7
90.2
18.2
38.2
100
53.3
52.5
43.1
47.4
44.9
63.0
83.3
45.9
14.7
13.6
25.3
1.00
ليس من الممكن حصر كل الأبحاث التي أُجريت على ثمار الزيتون فيما يخص الاستشفاء والفوائد الصحية والطبية، لكن سنحاول تطويق الموضوع بإحالة القارئ على المنشورات العلمية بعد عرضها وبيان موضوعها.
كل الأبحاث التي أُجريت على خفض الكوليسترول الدموي، عن طريق تناول زيت الزيتون، بينت أهمية تفادي الإصابات المتعلقة بالقلب والشرايين، وأهم مكون في زيت الزيتون، هو حمض الأولييك، وهناك علاقة كبيرة كذلك لهذه الإصابات أو للكوليسترول، مع أمراض أخرى؛ كالسكري، وارتفاع الضغط، والسمنة، والثابت حول دور زيت الزيتون في خفض الكوليسترول الدموي، أن الأحماض غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون خصوصًا حمض الأولييك، وكذلك الفيتامينات والبوليفينولات التي يحتوي عليها زيت الزيتون، وكل هذه المواد تقي الليبوبروتينات الثقيلة LDL من التأكسد (Reaven et al., 1991 ; Reaven and Witzum, 1996 Reaven, 1996).
لا شك أن دور زيت الزيتون في الحد من الإصابة بأمراض القلب والشرايين، أصبح جليًّا ولا مجال لذكر الأبحاث العديدة التي أُجريت في هذا الصدد (Sanders 1996; Le Tutour et al., 1992; EAS, 1992)، وقد توصل بعض الباحثين إلى ملاحظة بعض الأحداث التي أدَّت بهم إلى تناول هذا الموضوع ضمن الأبحاث المهتمة بالأغذية الصحية أو الجانب الحميوي Dietetic لبعض المركبات، وكان على رأس هذه الملاحظات والاستنتاجات:
1- أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط لا يصابون بأمراض القلب والشرايين (De Lorgeril et al., 1994 ; 1991 ; Spiller 1992 EAS)، ويقل السرطان كذلك في هذه المنطقة، ويرجع الفضل في هذا الحادث العجيب إلى كون سكان هذه المنطقة يستهلكون الزيتون وزيت الزيتون بكثرة، وحيث أُجريت بعض الأبحاث (, 1992 et al. Reaven 1996; Sirtori ; 1993 1992; Mensink and Katan,)، تبيَّن أن الأحماض الدهنية غير المشبعة - الأُحادية أو المتعددة - هي المسؤولة عن الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، وهذه الأحماض الموجودة في زيت الزيتون هي من فئة 3 أو ما يسمى بالحمضيات غير المشبعة المتعددة Polyinsaturated Fatty Acids n-3 أو Omega -3، وهي الأحماض التي تؤثر على وظيفة الصفائح الدموية، وهي المكونات المسؤولة عن تصلُّب الشرايين، والمعروف في الميدان الطبي فيما يخص أسباب الإصابة بتصلُّب الشرايين على الخصوص، أن الكوليسترول هو المركب المسؤول عن هذه الإصابات، والكوليسترول يوجد على شكلين: الكوليسترول الخفيف LDL، والكوليسترول الثقيل HDL، ويعتبر هذا الأخير نافعًا بينما يعتبر الأول ضارًّا، ويؤدي وجود الكوليسترول الثقيل بنسبة مرتفعة في الدم إلى الإصابة بتصلُّب الشرايين الذي يؤدي إلى ضيق أو انسداد الشرايين، وضَعف جريان الدم، ويساعد على هذا الحادث وجود دهنيات مشبعة، وهي الدهنيات الحيوانية في الغذاء، ويرتفع هذا المرض في الدول الغربية؛ حيث تمثل الحمضيات من نوع حمض اللوريك C12، وحمض الميريستيك C14، وحمض البالميتيك C16 من 60 إلى 70 % من الأحماض الذهنية المستهلكة، وتوجد هذه الأحماض في الدهنيات الصلبة؛ مثل: الزبدة، والشحم الحيواني.
2- أن سكان المناطق الثلجية (القطب) أو الإسكيمو، لا يصابون ولا يعرفون أمراض القلب والشرايين، وقد فسر الباحثون هذا الحدث باستهلاك هؤلاء السكان للأسماك التي تحتوي على حمضيات دهنية تحول دون الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهذه الأحماض تكون من فئة الأحماض غير المشبعة المتعددة من نوع n-6 أو ما يسمى بـ PIFA (Poly Insaturated Fatty Acids) Omega 6، وهي كذلك حمضيات تؤثر على وظيفة الصفائح الدموية، وهي المكونات الدموية المسؤولة عن تصلُّب الشرايين، وتعمل الحمضيات غير المشبعة n-6 نفس العمل الذي تعمله الحمضيات الدهنية من فئة n-3 الموجودة في زيت الزيتون.
ومن جهة أخرى، فإن التدقيقات التي توصلت إليها الأبحاث الميدانية إلى الآن، لا يمكن حصرها ولا حتى ذكرها لتعدُّد المواضيع والنتائج، فأهم هذه النتائج أن الحمضيات غير المشبعة؛ إما الأحادية، أو الثنائية، أو الثلاثية تَحول دون تأكسد الكوليسترول الخفيف، أو الليبوبروتينات الخفيفة LDL، وهذا التأكسد هو الذي يتسبَّب في وقوع التصلُّب داخل الشرايين، وتكون الوقاية ضد التأكسد عالية بالنسبة للحمضيات غير المشبعة المتعددة بالمقارنة مع الحمضيات الأُحادية.
|