التقارير السرية لمباحث أمن الدولة تكشف اتصالات عمر سليمان بالأحزاب
عمر سليمان عقد لقاءات منفردة مع ممثلي أحزاب الوفد والتجمع والناصري في وقت الثورة كتب : الوطن الثلاثاء 26-05-2015 10:57
http://elwatannews.com/news/details/737571

صورة أرشيفية
مع الساعات الأولى ليوم 28 يناير 2011 كان الجميع يترقب ماذا سيجرى فى اليوم الذى أطلق عليه فيما بعد يوم «جمعة الغضب»، وبدت تقارير الرصد والمتابعة المرسلة من جهاز مباحث أمن الدولة كأنها بانوراما تستعرض كل ما يحدث، تراقب الأحزاب ولقاءات السياسيين، وتعرف ما يدور فى اتصالات عدد من الشخصيات العامة، التى كان لها دور فعال فى حشد المتظاهرين خلال الأيام السابقة، مع استمرار تلقى جميع المعلومات عن كل تجمع فى كل محافظة، تم تحديد أعداد المتظاهرين وهتافاتهم، ومدى إصرارهم على مواصلة ما بدأوه فى 25 يناير، وبالطبع حظى الدكتور محمد البرادعى بمتابعة خاصة، أوردتها تقارير الجهاز المرسلة إلى مكتب وزير الداخلية، حبيب العادلى.
فى الحلقة الثانية، ننشر التقارير السرية اليومية لجهاز مباحث أمن الدولة حول الأحداث، وعلى مدار الأيام التالية لأحداث جمعة الغضب، وحتى بعد إقالة حبيب العادلى، واصل جهاز مباحث أمن الدولة إرسال تقاريره السرية لمكتب الوزير ورصد الشخصيات السياسية والعامة، فأورد تقرير بتاريخ 4 فبراير لقاء بين الدكتور محمد البرادعى بأكتوبر وكل من عمرو صلاح وشادى الغزالى حرب وناصر عبدالحميد ومصطفى شوقى، توجهوا بعده إلى أحد المقاهى بشارع فيصل، ثم تم ضبطهم بمعرفة المخابرات الحربية، وتحدث ذات التقرير عن رصد الجهاز لمكالمة هاتفية بين حمدين صباحى وشخص يدعى «مصطفى»، قال الجهاز إنه جار تحديده، أشار خلاله «مصطفى» إلى أن 3 آلاف شخص تمكنوا من المرور من نقاط القوات المسلحة بالقاهرة إلا أن بعض العناصر البلطجية تصدت لهم واشتبكت معهم على الطريق الدائرى، ما أدى لوقوع إصابات عديدة فى أوساطهم، فطالبه حمدين صباحى بالصمود. كما رصد التقرير مكالمة بين الإخوانى مسعد قطب وشخص غير معلوم، أشار خلاله الأخير إلى وجود لافتات تأييد للقيادة السياسية بميدان التحرير، وأشار التقرير إلى أن الموجودين فى ميدان التحرير يبلغ عددهم 60 ألف شخص.
تقرير آخر عن يوم 4 فبراير، حمل رقم «131 مسير»، رصد فيه الجهاز اجتماعاً بمقر جامعة الدول العربية بين عمرو موسى أمين عام الجامعة، والموسيقار عمار الشريعى واثنين من أشقائه، وإبراهيم المعلم والدكتور أحمد كمال أبوالمجد وأسامة فريد والدكتور نبيل العربى وعلى شرف وخالد عوض والدكتور مصطفى كامل وعبدالعزيز الشافعى وإبرهيم عوض والسفير نبيل فهمى والدكتور عمرو حمزاوى، وأشار التقرير إلى أن ذلك الاجتماع تم عقب عودة أمين عام جامعة الدول العربية للمتظاهرين بميدان التحرير، وعودته بصحبة اثنين من ضباط المجموعة 77 مخابرات حربية معينين خدمة تأمين لمقر الجامعة، وانضم إليهما ضابط ثالث من سلاح المظلات يحمل «جهاز لاسلكى».
وأرسل الجهاز لمكتب الوزير نتيجة رصده لاتصال هاتفى بين أحمد ماهر منسق حركة شباب 6 أبريل، وشخص غير معلوم، أشار خلاله «ماهر» إلى وجود اتجاه بين المتظاهرين فى ميدان التحرير للتحرك لأحد الأماكن المؤثرة «لم يحددها»، كما أشار إلى أن جماعة الإخوان المنحلة ليست القوى السياسية الوحيدة بالميدان، ويوجد العديد من التيارات السياسية التى تماثلها فى القوة، وفى ذات التقرير أخطر الجهاز بأنه صدر تكليف للقوات المسلحة بتنفيذ حظر التجول بصورة صارمة للأهمية.
فى تقارير الجهاز عن يوم 5 فبراير تحدث التقرير «مسير 137» من مباحث أمن الدولة إلى مكتب الوزير عن عقد السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية لقاءات منفردة مع ممثلى أحزاب الوفد والتجمع والناصرى، وجاء التقرير كالتالى: فى حديث مع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع حول ما تم طرحه، أشار إلى أن لقاءه مع نائب الرئيس تبلور حول التأكيد على أن تكون القوات المسلحة ضامنة لتحقيق مطالب الإصلاح كإطار عام متفق عليه من جميع القوى السياسية، وأن يصدر نائب الرئيس بياناً بما آلت إليه المطالب المطروحة ومدى الاستجابة لها، فضلاً عن إمكانية قيام القوى المشاركة فى الحوار ومنها الائتلاف الوطنى للتغيير بإصدار بيانات خاصة بها لتضمن الإشارة إلى توافقها مع بيان نائب الرئيس.
وتابع التقرير: «فى حديث مع المحامى سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى أوضح أن السيد عمر سليمان أشار إلى أن الفراغ الأمنى تم خلال الأربع ساعات التى كانت تفصل بين انسحاب أجهزة الشرطة ونزول القوات المسلحة إلى الشارع المصرى، والتأكيد أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهة شديدة لرموز الفساد بجميع قطاعات المجتمع والموافقة على وجود رقابة دولية على الانتخابات الرئاسية المقبلة، والإشارة إلى أنه -أى عمر سليمان- طلب من المستشار سرى صيام رئيس محكمة النقض، سرعة الانتهاء من إعداد تقارير النقض الخاصة ببعض الدوائر الانتخابية، والموافقة على الإشراف القضائى على الانتخابات البرلمانية وتشكيل لجنة قضائية من قضاة سابقين برئاسة الدكتور يحيى الجمل أستاذ القانون الدستورى لإعداد التعديلات الدستورية المقترحة، والإشارة إلى أن العمل التخريبى الذى وقع تجاه محطة الغاز بشمال سيناء كبد الدولة خسائر حوالى 30 مليون دولار».
تقارير الجهاز لرصد الأحداث تواصلت على مدار الساعات التالية، ومن بينها تقرير رصد وجود الإعلامية دينا سمك، مراسلة مكتب الجزيرة، بقرية الوادى بالعين السخنة بشاليه بمنزل مملوك لزوجها، وأن الجهاز نسق مع المخابرات الحربية فى هذا الشأن. وفى تقرير آخر رصد الجهاز تردد قائد القوات المركزية بالقوات المسلحة على ميدان التحرير وجاء التقرير كالتالى: «فى حوالى الساعة 4٫30 يوم 5 فبراير تردد على منطقة ميدان التحرير السيد اللواء قائد المنطقة المركزية بالقوات المسلحة، وتفقد أحوال الأفراد المنتشرين بالميدان وألقى كلمة على المتجمعين من أحد الميكروفونات، دارت حول الإشادة بهم كشباب ناضج، مؤكداً لهم أن رسالتهم للتغيير وصلت للجميع وأصبحت على مسار التنفيذ، مضيفاً أن هناك عناصر مندسة بينهم يمكن أن تشوه الصورة الحضارية لموقفهم، وطالبهم بالرحيل من الميدان لعدم التأثير على مصالح الدولة والمواطنين، إلا أن ردود المتجمعين كانت بهتاف (مش هنمشى هو يمشى) مما دعاه إلى ترك الميدان والمغادرة».