عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-05-2015, 03:10 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

تهذيب السيرة النبوية (2)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع

نسبه - صلى الله عليه وسلم



قال الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي - رحمه الله -:
هو - صلى الله عليه وسلم - مُحمَّد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

إلى هنا إجماع الأمة، وأمَّا ما بعده إلى آدَمَ فمُخْتَلفٌ فيه أشد اختلاف.

قال العلماء: ولا يصح فيه شيء يعتمد.
وقُصَيٌّ بضم القاف، ولؤي بالهمز وتركه، وإلياس: بهمزة وصل، وقيل: بهمزة قطع.

كناه وأسماؤه - صلى الله عليه وسلم:
وكنية النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المشهورة: أبو القاسم.
وكناه جبريل - صلى الله عليه وسلم - أبا إبراهيم.

ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء كثيرة، أفرد فيها الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر - رحمه الله - بابًا في تاريخ دمشق، ذكر فيه أسماءً كثيرة، جاء بعضها في الصَّحيحين، وباقيها في غيرهما، منها:
محمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب، والمقفي، والماحي، وخاتم النبيين، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة - وفي رواية: نبي الملاحم - ونبي التوبة، والفاتح، وطه، وياسين، وعبدالله.

قال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي - رحمه الله -: "زاد بعض العلماء فقال: سمَّاه الله - عزَّ وجلَّ - في القُرآن: رسولاً، نبيًّا، أميًّا، شاهدًا، مبشرًا، نذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا منيرًا، ورؤوفًا، رحيمًا، ومذكِّرًا، وجعله رَحْمةً ونِعمةً، وهاديًا - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وعنِ ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسمي في القرآن مُحمَّد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد، وإنَّما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار جهنم".

قلت: وبعض هذه المذكورات صفات، (فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز).

وقال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه "الأحوذي في شرح الترمذي": "قال بعض الصوفيَّة: لله - عز وجل - ألف اسم، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ألف اسم".

قال ابن العربي: "فأمَّا أسماءُ الله - عزَّ وجلَّ - فهذا العدد حقير فيها، وأمَّا أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلَمْ أُحْصِها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا"، ثم ذكرها مُفصَّلة مشروحة فاستوعب وأجاد، ثم قال: "وله وراء هذا أسماء".

أمه صلى الله عليه وسلم:
وأم النبي - صلى الله عليه وسلم - آمِنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

ولادته صلى الله عليه وسلم:
ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، وقيل: بعده بثلاثين سنة.

قال الحاكم أبو أحمد: "وقيل: بعده بأربعين سنة، وقيل: بعده بعشر سنين"، رواه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في "تاريخ دمشق".

والصحيح المشهور: أنه (ولد) عام الفيل.

ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي - شيخ البخاري - وخليفة بن خياط وآخرون الإجماع عليه، واتَّفقوا على أنه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

واختَلَفُوا هل هو في اليوم الثاني، أم الثامن، أم العاشر، أم الثاني عشر؟ فهذه أربعة أقوال مشهورة.

وفاته صلى الله عليه وسلم:
وتوفي - صلى الله عليه وسلم - ضحى يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى عشرة من الهجرة، ومنها ابتداء التاريخ كما سبق.

دفنه وعمره صلى الله عليه وسلم:
ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس، وقيل: ليلة الأربعاء، وتوفي - صلى الله عليه وسلم - وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصحُّ وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح.

قال العلماء: الجمع بين الروايات أنَّ مَن روى ستين لم يعد معها الكسور، ومن روى خمسًا وستين عد سَنَتَيِ المولد والوفاة، ومن روى ثلاثًا وستين لم يعدهما.

والصحيح ثلاث وستون، وكذا الصحيح في سن أبي بكر، وعمر، وعلي وعائشة - رضي الله عنهم - ثلاث وستون سنة.

قال الحاكم أبو أحمد - وهو شيخ الحاكم أبي عبدالله - يقال ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين، وهاجر من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين.

وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - ولد مختونًا مسرورًا.

وكُفِّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة، ثبت ذلك في الصحيحين.

قال الحاكم أبو أحمد: "ولما أدرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أكفانه وضع على سريره على شفير القبر، ثم دخل الناس أرسالاً يصلون عليه فوجًا فوجًا، لا يؤمُّهم أحد، فأوَّلهم صلاة عليه العباس، ثم بنو هاشم، ثُمَّ المهاجرون، ثُمَّ الأنصار، ثم سائر الناس، فلما فرغ الرجال دخل الصبيان، ثم النساء، ثم دفن - صلى الله عليه وسلم - ونزل في حُفرته العباس، وعلي، والفضل، وقثم ابنا العباس، وشقران".

قال: "ويقال كان أسامة بن زيد وأوس بن خولي معهم".

ودفن في اللحد، وبني عليه - صلى الله عليه وسلم - في لحده اللبن، يقال: إنها تسع لبنات، ثم أهالوا التراب، وجعل قبره - صلى الله عليه وسلم - مسطحًا، ورش عليه الماء رشًّا.

قال: ويقال نزل المغيرة في قبره ولا يصحُّ.

قال الحاكم أبو أحمد: يقال مات عبدالله والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وعشرون شهرًا، وقيل: تسعة أشهر، وقيل سبعة أشهر، وقيل: شهران، وقيل: مات وهو حمل، وتوفي بالمدينة، قال الواقدي، وكاتبه محمد بن سعد: لا يثبُت أنَّه توفي وهو حمل.

ومات جده عبدالمطلب وله ثمان سنين، وقيل: ست سنين، وأوصى به إلى أبي طالب، وماتت أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله ست سنين، وقيل أربع (سنين) وماتت بالأبواء - مكان بين مكة والمدينة.

وبعث - صلى الله عليه وسلم - رسولا إلى الناس كافة وهو ابن أربعين سنة، وقيل: أربعين ويوم.

وأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، وقيل: عشرًا، وقيل: خمس عشرة (سنة)، ثم هاجر إلى المدينة، فأقام بها عشر سنين بلا خلاف، وقدم المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول.

قال الحاكم: وبدا الوجع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر صفر.





وللموضوع تتمة


رد مع اقتباس