عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-05-2015, 01:11 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

أسلمة العلوم ..

أجهزة جسم الإنسان .. الهدف الوجداني

" الجهاز الدوري "

زينب جويل

ويوجد في القلب أربع حجرات:
اثنتان علويتان، ويدعيان: الأذينين.
واثنتان سُفليتان، ويدعيان: البطينين، وهما ذات جدار سميك العضلة.

كما أن القلب ينبض "60 -80" نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب؛ ليتم ضخ ما يقرب من "3 - 5" لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذَّى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها، وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت.


تنقسم الدورة الدموية إلى قسمين، هما:
1- الدورة الدموية الكبرى "الجهازية"، وفيها يمر الدم من القلب إلى جميع أعضاء الجسم، ما عدا الرئتين، ثم يعود للقلب.
2- الدورة الدموية الصغرى "الرئوية"، وفيها يمر الدم من القلب إلى الرئتين فقط، ثم يعود منها إلى القلب.




كيف تحدث الدورة الدموية ؟
1- تحمل الأوردة الدم من الجسم إلى القلب - بإذن الله - "الأذين الأيمن"، ومنه ينتقل الدم إلى البطين الأيمن، الذي يضخ الدم عبر الشرايين إلى الرئتين، ويكون الدم غير مؤكسد.

2- يحدث للدم داخل الرئتين تبادل للغازات، فيطلق غاز ثاني أكسيد الكربون من الدم، ويتم امتصاص غاز الأكسجين، فيتحوَّل لون الدم من أحمر داكن مائل إلى الزرقة إلى أحمر زاهي اللون.

3- تقوم الأوردة الرئوية - بإذن الله - بنقل الدم من الرئتين إلى الأذين الأيسر، الذي يتقلص بدوره دافعًا الدم إلى البطين الأيسر، الذي يضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم عبر الشريان الأورطي.


كيف أحافظ على جهازي الدوري؟
هذا القلب هو أهم عضو في جسم الإنسان، فإن صَلَح صَلَح البدن كله، وإن فسد فسد البدن كله، فإن استقام القلب، وقوِي على طاعة الله، صَلَحت الجوارح من فعْل المعاصي والمحرَّمات، وإن ضَعُف تعلُّقه بالله، ولم يستقم على أمر الله، ولم يَخَف من الله - فسَدت الجوارح، وأقبلت على المحرمات والمعاصي.

فلا بد من إصلاحه أولاً دينيًّا؛ حتى ينجو هو والبدن من عذاب الله، وأيضًا من أمراض الاكتئاب والجلطات.

1- البعد عن مفسدات القلب الخمس، وهي:
أ- كثرة المخالطة:
فقد قال ابن القيم: "كم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة، وأحلت من رزيَّة، وأوقعت في بلية، وهل آفة الناس إلا الناس؟".

وقال: "والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلُّم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات".

فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذرَ أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لا بد أن يُؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر".

ب- ركوبه بحر التمني:
قال ابن القيم: "إن المُنَى رأس أموال المفاليس، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجِيفة، وهي بضاعة كل نفس مَهِينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية".

هذا فيمن يتمنَّى هذه الدنيا الفانية، أما من تمنىَّ الآخرة، فقد قال ابن القيم:
"وصاحب الهمة العليَّة أمانيُّه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويُدنِيه من جواره، فأماني هذا: إيمان، ونور، وحكمة، وأماني أولئك: خداع، وغرور، وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.

ج- التعلق بغير الله - تبارك وتعالى:
قال ابن القيم: "وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلَّق به، وخَذله من جهة ما تعلق به، وفاتَه تحصيل مقصوده من الله - عز وجل - بتعلُّقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصَل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلَّق به وصل".

د- الطعام:
قال ابن القيم: "والمفسِد له من ذلك نوعان:
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرَّمات، وهي نوعان:
محرمات لحق الله: كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع، والمِخلَب من الطير.

ومحرمات لحق العباد: كالمسروق، والمغصوب، والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه؛ إما قهرًا، وإما حياءً وتذممًا.

والثاني: ما يفسده بقدره وتعدِّي حده، كالإسراف في الحلال، والشِّبع المفرِط، فإنه يثقله عن الطاعات".

فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيماتٌ يُقِمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً: فثُلث لطعامه، وثُلث لشرابه، وثلث لنَفَسه)).

هـ- كثرة النوم:
قال ابن القيم: "فإنه يُمِيت القلب، ويُثقِل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدًّا، ومنه الضار غير النافع للبدن.

وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد، وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه.

ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؛ فإنه وقت غَنِيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مَزِيَّة عظيمة.

ومن النوم الذي لا ينفع أيضًا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكرهه؛ فهو مكروه شرعًا وطبعًا، والله المستعان.

والجملة، فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات، وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه، أثر عندهم في الطبيعة انحرافًا بحسبه".

2- الإقبال على ما يسعد القلب ويفرحه ويشرح الصدر:
فهذه بعض مُفرِحات القلوب، وشارحات الصدور:
أ- فأعظم أسباب شرح الصدر وراحة القلب: التوحيد: وعلى حسب كماله وقوته وزيادته، يكون انشراح صدر صاحبه؛ قال الله - تعالى - : ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقال الله - تعالى -: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125].

فالهُدَى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

ب- النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويوسِّعه، ويُفرح القلب.

فإذا فُقِد هذا النور من قلب العبد، ضاق وحَرِج، وصار في أضيق سجن وأصعبه.

ج- العلم: فإنه يشرح الصدر ويوسعه؛ حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدورًا، وأوسعهم قلوبًا، وأحسنهم أخلاقًا، وأطيبهم عيشًا.

د- الإنابة إلى الله - سبحانه وتعالى - ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته: فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك، حتى إنه ليقول أحيانًا: إن كنت في الجنة في مثل هذه الحالة، فإني إذًا في عيش طيب.

هـ- دوام ذكره على كل حال: وفي كل موطن؛ فلذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.

ح- الإحسان إلى الخلق: ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان؛ فإن الكريم المحسِن أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا.

ت- الشجاعة: فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب.

والجبان: أضيق الناس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذَّة له ولا نعيم، إلا من *** ما للحيوان البهيمي.

وأما سرور الروح ولذَّتها، ونعيمها وابتهاجها، فمحرَّم على كل جبان، كما هو محرَّم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله - سبحانه - غافل عن ذكره.

ي- ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم: فإن هذه الفضول تستحيل آلامًا وغمومًا، وهمومًا في القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويعذَّب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها.

قد يتساءل من يقرأ هذا الكلام، فيقول: ما علاقة هذا الكلام بضخِّ الدم والشرايين والأوردة، والجلطات والأمراض المختلفة للقلب والأوعية الدموية؟

فأقول: لقد اهتم العلم الحديث بالأمراض الظاهرة، وحاوَل معالجتها، وترك الأمراض الباطنة، ولم يتطرق إليها إلا بشيء يسير، كنصيحة المريض بألا يتضايق، ويعطيه أدوية تريح نفسيته، وتؤذي عقله.

مع أن أمراض القلوب الظاهرة أكثرها متعلق بأمراض داخلية في القلب، فإذا سَلِم القلب منها، سَلِم من الأمراض الظاهرية، فالحقد، والغل، والحسد، والضيق، والهم، والتفكير في المستقبل، وعدم التوكل على الله، والاعتماد على هذه النفس الضعيفة، وتعلق القلب بغير الله، وكثرة الذنوب والمعاصي، وأيضًا كثرة الأكل والإسراف فيه، وكثرة الكلام بغير ذكر الله - كل هذا يقسي القلب، ويُورِث: الكآبة، والحزن، والضيق، وقلة الراحة، وارتفاعًا في الضغط، والسكر، والكروسترول؛ مما يؤدي في النهاية إلى مرض القلب.

وهنا أقول لكل مسلم عاقل: الوقاية خير من العلاج، وهذا العضو أهم عضو فيك، فإن صَلَح صَلَحت وارتحت، وإن فسد فسدت وضعتَ مع الضائعين، فاتقِ الله فيه حفظك الله.
يتبع

رد مع اقتباس