مِنْ غُرَرِ الحِكَمِ (8)
بشار بكور
• الرافعي: "في جمالِ النَّفسِ يكون كلُّ شيءٍ جميلاً، إذ تُلقِي النَّفسُ عليه من ألوانها، فتنقلبُ الدارُ الصغيرة قصرًا؛ لأنها في سَعَةِ النَّفسِ لا في مِساحتها هي، وتَعرِفُ لنور النهارِ عذوبةً كعذوبة الماء على الظَّمأِ، ويظهر الليل كأنه معرضُ جواهرَ أُقيمَ للحورِ العين في السماوات، ويَبدو الفجرُ بألوانه وأنواره ونسماته كأنَّه جنةٌ سابحةٌ في الهواء"[1].
• مَنِ استسلمَ إلى الله في واردات الامتحان أعاد الله عليه شوكَها رَيحانًا، وخوفَها أمانًا[2].
• إنَّ نهايةَ طريقِ الصوفية نهايةُ طريق الفقهاء، ونهايةَ طريقِ الفقهاءِ نهايةُ طريق الصوفية، وعقباتُ القَطعِ التي ابتُلِيَ بها الفقهاءُ في الطلب هي العقباتُ التي ابتُلِيَ بها الصوفيةُ في السلوك، والطريقة هي الشريعةُ، والشريعة هي الطريقة، والفرق بينهما لفظيٌّ، والمادةُ والمعنى والنتيجة واحدةٌ[3].
• لا تُوحشنَّك الغُربةُ إذا آنَسَتكَ الكِفايةُ مع لُزُومِ الأَوطانِ[4].
• العاداتُ قاهراتٌ، فَمَن اعتادَ شيئًا في سِرِّه فَضَحهُ في عَلانيته[5].
• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما عاقبتَ مَن عصى اللهَ فيكَ بمِثلِ أن تطيعَ اللهَ فيه"[6].
• ما أضمرَ أحدٌ شيئًا إلا ظهرَ في فَلَتاتِ لسانه وصَفَحَات وجهه[7].
• العَاقِلُ لا يَتفُلُ في بئرٍ يَشرَبُ منها، والبَارُّ لا يَلعَنُ الصُّلبَ الذي خرجَ من مَتنِهِ، والشَّاكِرُ مَن لا يَشتُمُ الرَّحِمَ التي اشتَملَت عليه[8].
• دافعِ الخَطرةَ،[9] فإن لم تفعل صارت فكرةً، فدافعِ الفكرةَ، فإن لم تفعل صارت شهوةً، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمةً وهمَّةً، فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضدِّه صار عادةً فيصعب عليك الانتقالُ عنها[10].
• رُبَّ صَبابَةٍ غُرِسَت من لَحظةٍ، ورُبَّ حَربٍ جُنِيَت مِن لَفظَةٍ[11].
• الرجالُ أربعةٌ: اثنانِ تَختبرُ ما عندهما بالتَّجرِبةِ، واثنان قد كُفِيتَ تجرِبتَهما، فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإنَّ أحدَهما برٌّ كانَ مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجارٍ، فإنَّك لا تدري لعل البَرَّ منهما إذا خالط الفُجار أن يَتبدَّلَ فيصيرَ فاجرًا، ولعلَّ الفاجِرَ منهما إذا خالَطَ الأبرارَ أن يَتبدَّلَ بَرًّا، فَيَتبدَّلُ البَرُّ فاجرًا، والفاجِرُ بَرًّا، وأما اللذان قد كُفِيتَ تجرِبتهما وتبيَّن لك ضَوءُ أمرِهما، فإنَّ أحدهما فاجِرٌ كان في أبرارٍ، والآخَرَ بَرٌّ كان في فُجارٍ[12].
• الوَعدُ سحابةٌ والإنجازُ مَطَرٌ[13].
• اجتماعُ الضَّعيفَينِ قوَّةٌ تَدفَعُ عنهما، وافتراقُ القَويَّينِ مَهَانةٌ تُمَكِّنُ منهما[14].
• إنَّه ليس مِن نِعَمِ الله وفرائد قِسَمِهِ وإن حَسُنَ موقِعُها ولَطُفَ مَحَلُّها نعمةٌ تعدِل النِّعمَةَ في الولَد؛ لنَمائها في العدد، وزيادتها في قوَّة العَضُدِ، وما يُتَعَجَّلُ من عظيم بَهجتها، ويُرجَى مِن باقي ذِكرِها في الخُلُوف والأعقاب، ولاحِقِ بَرَكتِها في الدعاء والاستغفار[15].
• هرمز بن سابور: "لو دام المُلكُ لمَن قبلنا لم يَصِل إلينا"[16].
• أفلاطون: "الملِك كالبَحرِ تَستَمِدُّ منه الأنهارُ، فإن كان عَذبًا عَذُبَت، وإن كان مِلحًا مَلُحَت"[17].
• العاقلُ يستشير عارِضًا للآراءِ على رأيه، وقائِسًا بعضَها ببعضٍ، حتى يقع اختيارُه على أَسَدِّها وأَولاها بالصَّوابِ طريقًا، والجاهلُ يستشير متردِّدًا في أمره، لا يزداد بما يسمع من الآراء إلا حيرَةً وشَعاعَ قلبٍ، وتَفييلَ رأيٍ، حتى ينزلَ به المحذورُ ويلحَقَه المكروهُ[18].
• منِ استغنى برأيه فقد خاطرَ بنفسِه[19].
• إن المَلِكَ إذا كَثُرَت أموالُه مما يأخذ من رعيَّته، كان كمَن يَعمُرُ سَطحَ بيته بما ي***ع من قواعدِ بنيانه.
• إنَّ الملوكَ لها سَورةٌ كسَورة الشراب[20]، فالملوك لا تُفيق من السَّورة إلا بمواعظ العِلماء وأدب الحكماء[21].
• الرافعي: "أساسُ المرأةِ في الطبيعة أساسٌ بدنيٌّ لا عقليٌّ، ومِن هذا كانت هي المصنعَ الذي تُصنَعُ فيه الحياةُ، وكانت دائمًا ناقصةً لا تتم إلا بالآخَر الذي أساسُه في الطبيعة شَأنُ عقلِه وشَأنُ قوتِه"[22].
• الرافعي: "التزيُّدُ في الأنوثةِ زيادةٌ في الأنثى عند الرجلِ، ولكن التزيُّدَ في الرجولة نقصٌ في الرجل عند الأنثى"[23].
• تَنعم السفنُ في الموانئ بالأمان، ولكنَّها لم تُصنَع لذلك.
• الجاهل يَعتمد على أمله، والعاقل يَعتمد على عَمَله.
• خلودُ الأسماء ليس دليلاً على عَظَمة أصحابها.
• رُبَّ لحظٍ أنمُّ من لفظ؛ أي: رب إشارةٍ أبلغ من عبارة.
• منِ استرعى الذئبَ ظلم؛ أي: من ولَّى غيرَ الأمين فقد جاء الظلم مِن جهته.
• ما أشَدَّ فِطامَ الكبيرِ، وأعسَرَ رِياضةَ الهَرِمِ!
• الظنُّ يُخطئ تارةً ويُصيبُ.
• إذا غلَبَتكَ نَفسُكَ بما تَظُنُّ، فاغلِبها بما تَستَيقِنُ.
• الأناةُ محمودةٌ إلا عند إمكان الفرصة.
• النظَّام: "ما ترفَّعَ أحدٌ في مجلسٍ إلا لضَعَةٍ يجدها في نفسه".
[1] وحي القلم (1 / 47).
[2] التنوير في إسقاط التدبير (ص: 107).
[3] البرهان المؤيد (ص: 127 - 128).
[4] ربيع الأبرار (3 / 67).
[5] ربيع الأبرار (2 / 304).
[6] البيان والتبيين (1 / 261).
[7] الإعجاز والإيجاز (ص: 38).
[8] البصائر والذخائر (4 / 185).
[9] أي: الخاطر الذي يَرد إلى البال.
[10] الفوائد (ص: 46).
[11] البصائر والذخائر (9 / 170).
[12] الأدب الصغير (ص: 49 - 50).
[13] التذكرة الحمدونية (8 / 161).
[14] البصائر والذخائر (2 / 199).
[15] صبحُ الأعشى (9 / 56).
[16] الإعجاز والإيجاز (ص: 61).
[17] التذكرة الحمدونية (1 / 307).
[18] التذكرة الحمدونية (3 / 314).
[19] نهاية الأرب (6 / 70).
[20] أي لها حدَّة وشدة، شبيهة بحدة شرب الخمر.
[21] كليلة ودمنة (ص: 44).
[22] وحي القلم (1 / 164).
[23] وحي القلم (1 / 181).