راى الدكتور مصطفى محمود فى عبد الناصر
كان جمال عبد الناصر يحارب في الكونغو واليمن ويرفع رايات القومية والاشتراكية في كل مكان من المحيط الاطلسي إلى الخليج الفارسي ،
وكان يهتف مخاطباً كل مواطن مصري : ارفع رأسك يا أخي .
ولكن المواطن المسكين والمخدوع لم يكن ليستطيع أن يرفع رأسه
من طفح المجاري ومن كرباج المخابرات ومن خوف المعتقلات ومن سيف الرقابة ومن عيون المباحث
، وساد مناخ لا يزدهر فيه إلّا كل منافق ..
وأصبح الشعار هو الطاعة والولاء قبل العلم والكفاءة ،
وتدهورت القيم
، وهبط الانتاج وارتفع صوت الغوغاء على كل شيء ،
وعاش عبد الناصر عشرين عاماً في ضجة إعلامية فارغة ومشاريع دعائية واشتراكية خائبة
، ثم أفاق على هزيمة تقصم الظهر وعلى انهيار اقتصادي وعلى مائة ألف قتيل تحت رمال سيناء وعتاد عسكري تحول إلي خردة ..