عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-06-2015, 12:13 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

من مشاهد الإيمان في شهر رمضان
الشيخ عادل يوسف العزازي


فوائد محاسبة النفس


قال ابن القيم[1]: "وفي محاسبة النفس عدة مصالح:
1- الاطلاع على عيوبها، ومن لم يطَّلِع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته، فإذا اطَّلع على عيبها مقَتها في ذات الله تعالى.
فعن أبي الدرداء قال: "لا يَفقه الرجل كلَّ الفقه حتى يَمقُت الناس في جنْب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتًا".
وقال مطرف بن عبدالله: "لو لا ما أعلم من نفسي لقَليتُ نفسي".
وقال أيوب السختياني: "إذا ذُكِر الصالحون كنت عنهم بمَعزِل".
وقال يونس بن عبيد: "إني لأجد مائة خَصلة من خِصال الخير ما أعلم في نفسي منها واحدة".
وقال محمد بن واسع: "لو كان للذنوب ريح ما قَدِر أحدٌ يجلس إليَّ".
وعن ابن عمر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "اللهم اغفر لي ظلمي وكفري، فقال قائل: يا أمير المؤمنين هذا الظلم، فما بال الكفر؟ قال: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]".
وعن عقبة بن صهبان الهمداني قال: سألت عائشة - رضي الله عنها - عن قول الله - عز وجل -: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 32]، فقالت: يا بني هؤلاء في الجنة، أما السابق بالخيرات فمَن مضى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَهِِد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة والرزق، وأما المُقتصِد فمَن اتَّبع أثره من أصحابه حتى لَحِق به، وأما الظالم لنفسه، فمثلي ومثلكم، فجعلت نفسها معنا".
فالنَّفْس داعيةٌ إلى المهالك ومُعينة للأعداء، طامِحة في كلِّ قبيح، مُتَّبِعة لكل سوء، فهي تجري بطبعها في مَيدان المخالفة.
فالنعمة التي لا خطر لها: الخروج منها، والتخلص من رقِّها، فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى، وأَعرَف الناس بها أشهدهم إزراء عليها ومقتًا لها.
2- ومن فوائد المحاسبة للنفس أنه يعرف بذلك حقَّ الله تعالى، ومن لم يعرف حق الله تعالى، فإن عبادته لا تكاد تُجدي عليه، وهي قليلة النفع جدًّا.
فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العباد، فإن ذلك يُورِثه مقتَ نفسه، والإزراء عليها ويُخلِّصه من العُجْب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذلِّ والانكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصُل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، فإن من حقِّه أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
[1] من كتاب إغاثة اللهفان (1: 84 - 87).
رد مع اقتباس