عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 16-06-2015, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

رسائل واتس أب (1)



خيرية الحارثي



هل تريد الجنَّةَ؟ ستقول: نعم، وبتعجب كيف؟! وأين الثمن؟ انظر إلى الرزق، هل يُمطَر عليك من السماء؟ إن لم تَسْعَ له وتتعاهده، كذلك الجنة، تحتاج إلى بذْل وسعي، فعندما طلب ربيعة بن كعب رضي الله عنه مرافقتَه صلى الله عليه في الجنة، قال له:
أعنِّي على نفسك بكثرة السجود.

والله - جل شأنه - يقول: ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الزخرف: 72] إن الله يدعوك إلى دار السلام؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾ [يونس: 25]، ثم رِضوان الله عليك أكبر من الجنة؛ ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [التوبة: 72].


ثم النظر إلى وجهه العظيم نسأله ألا يَحرِمنا فضلَه؛ ففي الحديث الصحيح (حديث الرؤية):

((فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى وجهه))، فإذا رأوا وجه الله نسُوا ما هم فيه من النعيم، ألا تريد رؤية ربك الحبيب؟!
يا رب، هب لنا من فضلك ورحمتك!
♦ ♦ ♦

عند تَصفُّحك لمواقع (الإنترنت) اعلم أنك ستغوص في بحر عميق، فيه من الخيرات واللؤلؤ التي هي بمثابة حامل المسك، وفيه من الأشواك والثعابين اللادغة التي قد تُردِي قلبك، فتُنكَت فيه نكتٌ سوداء، وهذا كنافخ الكير، وفيه من الحيتان والقروش التي قد تهوي بك في مهاوي الردى والخُسران، فكن على حَذرٍ، واجعل الخوفَ من الخالق نُصْب عينيك، فإنه من خاف سلم، وإن زللتَ فاستغفر، ولا تسترسل في عدم المراقبة الإلهية، واعلم أن استشعارك عظمة الله، ورجاء ثوابه وجنَّته، هي التي تَحجُزك عن التمادي في الشهوات والشبهات.


عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومُحقَّرات الذنوب؛ فإنما مثل محقرات الذنوب، مِثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء هذا بعود وجاء هذا بعود، فأنضجوا خبزَهم، وإن مُحقَّرات الذنوب لموبِقات))، ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].


قوله تعالى: ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ﴾ [الكهف: 49]، مكتوبًا مثبتًا في كتابهم ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]؛ أي: لا يُنقِص ثوابَ أحد عمِل خيرًا، ومعنى أحصاها: عدَّها وأحاط بها.

♦ ♦ ♦

معنى الطمأنينة في الصلاة؟

تعريف الطمأنينة في الصلاة: أن تستقرَّ الأعضاءُ في الركوع أو السجود استقرارًا تامًّا.
وبمعنى آخر: هي التأنّي وإعطاء كل رُكن من الصلاة حقَّه، فإذا ركعت فأعطِ الركوعَ حقَّه من اعتدال الظهر والتسبيح، وكذلك الرفع منه، والسجود، وهكذا.
والطمأنينة ركن، والدليل حديث ذلك الرجل الذي لا يتم ركوعه ولا سجوده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تُصلِّ))، وهو حديث مشهور، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم، ويُسمِّيه العلماء: حديث المسيء في صلاته.

ومعنى كون الطمأنينة ركنًا من أركان الصلاة، أن مَن لم يطمئنَّ في صلاته فصلاته باطلة، ولذلك فمن أهم المهمات أن نتفقَّد صلاتنا ونهتمَّ بتقويمها؛ رأى صلى الله عليه وسلم رجلاً لا يُقيم صلبَه في الركوع والسجود فقال: ((يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يُقيم صلبَه في الركوع والسجود))؛ حديث صحيح، ورأى حذيفة رجلاً يصلي ولا يطمئن، فقال له: منذ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال: من 40 سنة، فقال له: لو متَّ وأنت تصلي هذه الصلاة، لمتَّ على غير فطرةِ محمد صلى الله عليه وسلم.


هذه هي الطمأنينة، وهي ركن مًن ترَكه بطلت صلاته.

♦ ♦ ♦

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "وما كان أحد أحبَّ إليَّ من رسول الله، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنتُ أطيق أن أملأ عينيَّ منه إجلالاً له، ولو سئلتُ أن أَصِفه ما أطقتُ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه"؛ رواه مسلم، إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضَّأ كادوا يَقتتِلون على وضوئه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتَهم عنده، وما يحدّون إليه النظرَ تعظيمًا له.


إن لحبه عليه الصلاة والسلام دليلاً يَتبيَّن به وبُرهانًا يدل عليه، ذلكم هو تعظيم ما جاء به واتباعه قلبًا وقالَبًا، وتحكيم أقواله وأفعاله في كل شؤون الحياة، والثبات على هَدْيه، والسير على طريقه، وأما الاشتغال بالمظاهر الجوفاء، وإقامة الاحتفالات والموالد في أيام معدودات، ثم الانغماس في الملاهي في سائر العام، فإنما كل ذلك مشابَهة لأعداء الله من اليهود والنصارى والرافضة المفتونين بإقامة الموالد؛ ليس محبة للرسول، ولكن اتباعًا لشهواتهم.

♦ ♦ ♦
كم من رجل أو امرأة اختلطا فوقعا ضحيةَ كلمةٍ مائعة أو ضحكة زائغة! لذا حرَّم الله تعالى الاختلاطَ في جميع الشرائع؛ قال تعالى حاكيًا قصة موسى عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 23 - 25]، وتأمَّل قولَه تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾؛ لأنها تربَّت على الحياء.
رد مع اقتباس