الموضوع
:
دروس ومشاريع يومية للاسرة المسلمة فى رمضان **********تابعونا
عرض مشاركة واحدة
#
5
21-06-2015, 03:14 PM
ابو وليد البحيرى
عضو لامع
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى:
15
أختي المسلمة:
أنت مطالبة كالرجال تماما باستغلال هذا الشهر الكريم بما يعود بالنفع عليك وعلى أسرتك. ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الشأن ما يلي:
شمِّري عن سَواعد الجدّ والاجتهاد في الخيرات
:
تفريغ أكبر قدر من الوقت للعبادة كقراءة القرآن وذكر الله عز وجل والدعاء وغير ذلك لأن هذا الشهر تضاعف فيه أعمال العباد.
اعْلمِي أنّ اللّيلةَ الأولى مِن رمضان تبدأ عَقِب غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ مِن شعبان، فابدئيها بالقيامِ والأدْعيةِ والأذْكارِ والسّحورِ وغيرِها من العبادات، وإلاّ كانت لكِ ليلة ناقصة مِن ليالي رمضان، مِن حيث الاجتهاد في العبادة.
الاهتمام بتوجيه الأبناء إلى قيمة هذا الشهر وتعويدهم على الصيام بالتدريج شيئا فشيئا وتبيين أحكام شهر رمضان بما يناسب عقولهم حتى يتعودوا على الطاعة ويشبوا صالحين.
عدِّي الأيّامَ التي ستمضي مِن هذا الشّهر الكريم، وفكِّري في طولِ الوقتِ الّذي سيمرُّ بعد انْقضائِه قبل عودتِه مرّةً أخرى؛ فإنّ ذلك سيُشْعِرُكِ بالرَّغبةِ في المزيد مِن الاجتهاد، ويَدفعُكِ إلى تركِ الكَسلِ والتّشمير للطّاعات.
التقليل من الانشغال بالطبخ وإعداد أصناف الأطعمة فرمضان ليس شهر أكل وشرب وانغماس في أصناف الطعام وإنما هو شهر عبادة. فعليك بإعداد الطعام المناسب لأسرتك دون تكلف ودون إسراف حتى لا يشغلك عن ما هو أهم من الطعام وهو التفرغ للعبادة واغتنام فرصة موسم الطاعة وتكثير الحسنات.
أكثرِي مِنَ العبادات والأعمالِ الخيريةِ ونوّعيها -قَدْرَ المُستطاع- فإنَّ أجرَها في رمضان مُضاعَفٌ؛ صلاةُ التّراويحِ والقِيام، الصّدقةُ وإطعامِ الطّعام، الأذكارُ وتلاوةُ القرآن،... كلُّ ذلك مع الموازنةِ بينَ أوقاتِها وإعطاءِ كلّ عبادةٍ نصيبَها، وبتنويع العبادات يَكثُر أجرُكِ ويَتجدَّدُ نشاطُكِ -بإذن الله-.
أداء الصلاة في أوقاتها بل في أول الوقت كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في رمضان وفي غيره ولا تنتظر المرأة حتى يخرج الرجال من المسجد كما تفهم بعض النساء
احتسبي صيامكِ وسائر عباداتكِ في هذا الشّهر؛ قال صلّى اللّه عليه وسلّم:
((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))
[رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-]. واحتسابكِ لذلك يكون ببداركِ إلى طلب الأجر من الله -تعالى- عند فعل الطّاعات، وابْتِغائِكِ بها وجهَه الكريم؛ فاستحضري النيّة وصحّحي القَصْدَ بجعلِه للهِ وحده عند بَذْلِكِ لكلّ عبادةٍ وطاعةٍ، قال عليه الصّلاة والسّلام: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى))[رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-].
أكْثِري مِن قراءةِ الكتُبِ النّافعة؛ فإنّ قراءَتَك لها تزيدُ في حَصيلَتِك العِلمية والثّقافية، وابْدئِي بقراءةِ الكُتبِ الإسْلاميةِ الّتي تتفقّهين بها في دينِ الله -تعالى- فَتَعبُدينَ اللهَ على عِلمٍ وبَصيرةٍ، ثمّ تُعلِّمينَ وتُفيدين بها غيرَكِ.
الصّلاة الصّلاة:
حافظي على صلواتكِ الخمس كلِّها، وأدّيها في أوقاتِها مُسْتوْفيةً شُروطَها وأركانَها وواجباتِها؛ يقول الله -تعالى- لأمّهات المؤمنين
:
ï´؟وَأَقِمْنَ الصّلاَةَ وَآتِينَ الزّكَـاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُï´¾
[
سورة الأحزاب: الآية 33
]
، فالصّلاة هي الرّكن الثّاني مِن أركان الإسلام وعموده، ولا دين لمَن لا صلاةَ له، وتذكَّري قولَه عليه الصّلاة والسّلام:
((العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ
))[
رواه التّرمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديثِ عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي اللّه عنهما
-]
، فلا تكوني كمَن تحافظ على الصّيام وتُضيّع الصّلاة وهي أهمّ منه وأعظم! والله -جلّ وعلا- يقول
:
ï´؟فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاًï´¾
[
سورة مريم: الآية 59
]
، وقد ذَكَر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عن جمعٍ من أئمة التّفسير، أنّ معنى إضاعة الصّلاة: إضاعة مواقيتها بأنْ تُصلَّى بعدما يَخرُج وقتُها
لكِ أنْ تُؤدّي الصّلاةَ في البيتِ جماعةً مع النّساء بإمامة إحداهِنّ -فريضةً كانت أو تراويح-
فإنّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر أمَّ ورقة -رضي الله عنها-أنْ تؤمّ أهلَ دارِها
[
كما في الحديث الّذي رواه أبو داود في سننه، من حديثِ أمّ ورقةَ بنتِ عبد الله بن الحارث -رضي اللّه عنها-
]
، ولْتَقِفْ إمامَتُكُنَّ وَسَطَكُنّ لا تَتَقدّمكُنّ كما يتقدّم الإمام الرّجال.
.
حافظي على صلاة التّراويح فإنّ رمضان شهر القيام؛ قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-:
((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
))
[
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه
-
]
،
وذَكَر الإمام النووي -رحمه الله- أنّ المراد بقيام رمضان صلاة التّراويح
.
لكِ أنْ تُصلّي التّراويح في المسجد، لكنْ اعلَمي أنّ أداءَكِ لَها في بيتكِ إذا تمكّنتِ أفضل لكِ من أدائِها في المسجد؛ فقد قال عليه الصّلاة والسّلام
: ((
لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ المَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ
))[
رواه أبو داود في سننه، من حديثِ ابنِ عُمر -رضي اللّه عنه
-
]
، لاسيما إذا كنتِ تستطيعين أن تصلّيها خاشعةً بترتيلٍ طويل، أمّا إذا كنتِ لا تستطيعين ذلك ولم تجدي مَن يصلي بكِ في البيتِ -سواءً مِن الرّجال أو النّساء- فلا بأس بذهابكِ إلى المسجد، والأمر في جميع الأحوال واسع وسهل، وإذا ذَهَبتِ فلا تذهبي إلاّ آمنةً الفتنة عليكِ ومنكِ، متستّرةً متحجّبةً، متأدّبةً بآداب المشيِ والمساجد، لا مُتعطِّرةً أو مُبديةً لزينَةٍ
لا تَنسيْ صلاةَ الرّواتِب؛ فقد جاء عن أمِّ حبيبة زوج النّبي -رضي الله عنها- أنّها قالت: سمعتُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلاَّ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ
))[
رواه مسلم في صحيحه، من حديثِ أمّ حبيبة -رضي اللّه عنها
-
].
وقد فسّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ هذه الرّكعات بقوله
:
((أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ))(
رواه التّرمذي في جامعه والنّسائي في سُننه، من حديثِ عائشة -رضي اللّه عنها
-)
صلّي الضّحى ولو ركعتين، فإنّ لصلاة الضّحى فضائل كبيرة؛ مِنها ما حدّث به أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه قال
: ((
لاَ يُحَافِظْ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّابٌ، قال: وَهِيَ صَلاَة الأَوَّابِينَ
))[
رواه الطّبراني وابن خزيمة وغيرهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه
-
]
، والأوّاب هو الّذي على طاعة الله مُقبل وإلى رضاه رَجَّاع. واعلمي أنَّ وقتَها يبدأ مِن طُلوع الشّمس ويمتدُّ إلى زوالِها، أمّا عدد ركعاتِها فلكِ أنْ تُصلّيها ركعتَيْن أو أربعًا أو ستّا أو ثمان أو اثني عشرَ ركعة، كلّ ذلك ركعتين ركعتين
المشروع الخامس
:
الفوز بأجر عبادة ألف شهر
:
من أعظم فضائل رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله, وشرفها على غيرها من الليالي، قال تعالى
: }
إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
{
[
القدر: 1-3]،
وقد أمر النبي
صلى الله عليه وسلم بتحري هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، فينبغي على من أراد إدراك فضيلة هذه الليلة أن يجتهد في جميع ليالي العشر, حتى يضمن إدراك هذا الأجر الكبير والثواب الجزيل
.
ومما يعين على إدراك فضيلة ليلة القدر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، والتفرغ في هذه الأيام والليالي للعبادة والذكر والصلاة وتلاوة القرآن، فقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله
[متفق عليه].
ابو وليد البحيرى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ابو وليد البحيرى