عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-06-2015, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

نظرات على صيام الصالحين

سادات الصائمين
(1 - 12)


(7) صوم عبدالله بن عمرو بن العاص:
صاحب الصيام والقيام، "الإمام الحبر العادل"، "له مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل"[33].

عن عبدالله بن عمرو قال: "أنكحني أبي امرأةً ذاتَ حسب، فكان يتعاهد كَنَّتَه، فيسألها عن بعلها، فتقول: نِعمَ الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتش لنا كنفًا مذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((القَنِي به))، فلقيته بعدُ، فقال: ((كيف تصوم؟)) قلت: كل يوم، قال: ((وكيف تختم؟)) قلت: كل ليلة، قال: ((صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر))، قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: ((صم ثلاثة أيام في الجمعة))، قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: ((أفطر يومين، وصم يومًا))، قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: ((صم أفضل الصوم صومَ داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة))، فليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذاك أني كبرت، وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا، وأحصى وصام أيامًا مثلهن كراهية أن يترك شيئًا، فارق النبي - صلى الله عليه وسلم عليه -[34].

وعند النسائي قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: ((اقرأه في عشرين))، قلت: دعني أستمتع؛ قال: ((اقرأه في سبع ليالي))، قلت: دعني، يا رسول الله، أستمتع، قال: فأبى[35].

وصحَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازله إلى ثلاث ليال ونهاه أن يقرأ في أقل من ثلاث[36].

وعند أحمد عن عبدالله بن عمرو: "زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة، فجاء أبي إلى كنفه، فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير رجل من رجل لم يتفش لنا كنفًا، ولم يقرب لنا فراشًا، قال: فأقبل علي، وعضني بلسانه، ثم قال: أنكحتك امرأة ذات حسب، فعضلتها وفعلت، ثم انطلق، فشكاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلبني فأتيته، فقال لي: ((أتصوم النهار وتقوم الليل؟)) قلت: نعم، قال: ((لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))[37].

عن عبدالله بن عمرو قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي هذا، فقال: ((يا عبدالله، ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار؟)) قلت: إني لأفعل، فقال: ((إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام؛ فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله))، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، فقال: ((فخمسة أيام))، قلت: إني أجد قوة، قال: ((سبعة أيام))، فجعل يستزيده، ويسزيده حتى بلغ النصف، وأن يصوم نصف الدهر، ((إن لأهلك عليك حقًّا، وإن لعبدك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا))، وكان بعدما كبر وسن يقول: ألا كنت قبلت رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أهلي ومالي[38].

قال الذهبي: هذا السيد العابد الصاحب كان يقول – لما شاخ -: ليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرضي الله عن صاحب الصيام والقيام الذي زم نفسه في تعبُّده وورده بالسنة النبوية.

(8) صوم عبدالله بن عمر:

"الإمام القدوة شيخ الإسلام"[39]، المتعبد المتهجِّد، يكفيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل))[40]، وقوله: ((إن عبدالله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل))[41].

قال عنه نافع: "كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر"[42].عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر، قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا، يعني الحجاج[43].


يتبع



رد مع اقتباس