عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-06-2015, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

أعلام توفوا في شهر الصيام

محمود ثروت أبو الفضل



فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم


سيدة نساء العالمين في زمانها، وأم الحسنين؛ ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وكان مولدها قبل المبعث بقليل.
تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد.
فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
وروت عن أبيها.
وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم.
وروايتها في الكتب الستة.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبها ويكرمها ويسر إليها.
ومناقبها غزيرة.
وكانت أشبه الناس بأبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة رضي الله عنها: "جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فقام إليها وقال: "مرحبا بابنتي".
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به"
وصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".
وعن داود بن أبي الفرات، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة"؛ إسناده صحيح، وأخرجه أحمد (1/ 293)، وصححه الحاكم (2/ 594)، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" (9/ 223)، وزاد نسبته إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: ورجالهم رجال الصحيح.
ومن طريق أبان بن تغلب، عن أبي بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، "لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار"؛ أخرجه الحاكم، وصححه، وأقره الذهبي.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ" رواه الترمذي (رقم/3878) وقال: حسن صحيح.
وغضب لغضبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعن شعيب، عن الزهري، عن علي بن الحسين، أن المسور أخبره: أن عليا رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل، فلما سمعت فاطمة، أتت فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل.
فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته حين تشهد، فقال:
" أما بعد: فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد " فترك علي الخطبة".
أخرجه البخاري (7/67، 68) في فضائل أصحاب النبي: باب أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم.
ومسلم (2449) (96) في فضائل الصحابة، وأبو داود (2069) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء.
وعن أبي عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق: حدثتني عائشة، قالت: "كنا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتمعنا عنده، لم يغادر منهن واحدة.
فجاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
فلما رآها، رحب بها، قال: "مرحبا بابنتي".
ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره.
ثم سارها، فبكت؛ ثم سارها الثانية، فضحكت.
فلما قام، قلت لها: خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين، عزمت عليك بمالي عليك من حق، لما أخبرتني مم ضحكت؟ ومم [بكيت؟] قالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بمالي عليك من حق لما أخبرتني.
قالت: أما الآن فنعم، في المرة الأولى حدثني "أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين، وأني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف لك أنا".
فبكيت.
فلما رأى جزعي، قال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، أو سيدة نساء هذه الأمة"؟ قالت: فضحكت.
أخرجه البخاري عن أبي نعيم، عن زكريا، عن فراس.
وفي رواية أخرى: "أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبكيت، ثم أكببت عليه فضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه، فبكيت، ثم أخبرني أنني أسرع أهله به لحوقا، وقال: "أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران" فضحكت.
وعن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، حدثته: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا فاطمة، فسارها، فبكت، ثم سارها، فضحكت، فقلت لها، فقالت: أخبرني بموته، فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
وعن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: عاشت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، ودفنت ليلا.
قال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل عندنا.
قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها، هو وعلي والفضل.
وقال سعد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر وهي تذوب.
وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة.
ولدت وقريش تبني الكعبة.
قال: وغسلها علي - رضي الله عنه.




رد مع اقتباس