عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 02-07-2015, 12:39 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




قال صلى الله عليه وسلم:"
"... ونساؤكم من أهل الجنة الودود، الولود، العؤود على زوجها التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى"
* الودود: المتحببة إلى زوجها.
تسلك جميع الطرق والوسائل التي تجعلها محبوبة لزوجها في مظهرها، وسلوكها، ومعاملتها، وخدمتها، وحرصها على تربية أبنائها "

* الولود:
الكثيرة الولادة والإنجاب.

العؤود: التي تعود على زوجها بالنفع في كل الأمور الدينية والدنيوية كالنصح، والتوجيه، والمؤازرة، والمواساة وعدم كلفته ما لا يطيق، وتحفظ له ماله وأولاده في حضوره وغيبته.
* لا أذوق غمضا: لا أذوق نوما حتى ترضى.
قال المناوي: فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن فهي خليقة بكونها من أهل الجنة، وقلما نرى فيهن من هذه صافتها ا. هـ
أيتها الأخت المسلمة:
لا أخالك إلا راغبة في أن تكوني من نساء أهل الجنة.
فهلا تحليت بهذه الصفات الكريمة التي قلما اجتمعت في امرأة لتكوني من القليلات الفائزات بهذه المرتبة العالية الغالية.
(1) تحببي إلى زوجك وتقربي إليه بشتى الطرق. قالت أسماء بنت خارجة الفزاري لابنتها عند التزوج:
"إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا، وكوني له أمة يكن لك عبدا، لا تلحفي به فيقلاك ، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقربي منه، وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلايشمن منك إلاطيبا، ولايسمع منك إلا حسنا، ولا ينظر إلا جميلا).

قد يقول قائل: لماذا الحديث عن الجنة في مثل هذا الشهر الفضيل بالذات؟
فأقول: هناك حدث عظيم وكبير يحصل في الملأ الأعلى إذا جاء شهر رمضان ألا وهو فتح أبواب الجنة كما قالصلى الله عيه وسلم: { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين} [متفق عليه].
وهذه أمور تدل على عظم فضل هذا الشهر وعلو مكانته عند الله تعالى، من هذا المنطلق أحببت أن أذكّر من أدرك رمضان بهذه الجنة ونعيمها والأعمال التي تعين وتسهل على المسلم دخولها.
قال الإمام النووي رحمه الله نقلاً عن القاضي عياض: ( ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموماً كالصيام والقيام، وفعل الخيرات، والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها ).
: الأوصاف المشوّقة للنفس لدخول الجنة.
ورمضان فرصة للعمل الصالح، إذ النفس مقبلة على الطاعة والأجر، والثواب متضاعف.
ولعل في الحديث أعلاه إشارة إلى هذا المعنى وهو كثرة الثواب والعفو.
فيا باغي الخير أقبل فالأبواب مفتحة.
ويا باغي الشر أقصر فالأبواب مغلقة.


منطلقات إلى الجنة
الأولى: أن الله أمر نبيه محمد أن يبشر بالجنة من آمن وعمل صالحاً، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )[البقرة:25].
الثانية: أن الصحابة الكرام كانوا دائماً يسألون النبي عن الأعمال التي تدخل الجنة، وهذا دليل على حرصهم وعلى الأعمال التي تقربهم إليها.
الثالثة: دخول الجنة هو الفوز الحقيقي، قال الله تعالى: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ )[آل عمران:185].
الرابعة: أن طاعة الله تعالى ورسوله من أهم أسباب دخول الجنة، قال الله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )[النساء:13].
الخامسة: أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها.
السادسة: أن نعيم الجنة يفوق الخيال ولا يوصف كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: { أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر } [رواه البخاري].
فهيا بنا نستحضر الجنة ونعيمها في هذا الشهر، ونتعرف على الأعمال التي تعين على دخولها، ونعيش فيها بأرواحنا ونحن في الدنيا، ونتشوق إليها بقلوبنا قبل أن ندخلها إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )، فاللهم إنا نسألك الجنة.
15 وصفاً مشوّقاً لدخول الجنة
1- أن الله وعدنا بأن يدخلنا الجنة. قال الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ )[التوبة:111].
2- الخلود في الجنة. قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ).
3- تربتها المسك، قال : { أدخلت الجنة.. وإذا ترابها المسك } [رواه البخاري ومسلم].
4- أنهارها متنوعة، قال الله تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ )[محمد:15].
5- عيونها كثيرة، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )[الذاريات:15].
6- مساكنها طيبة، قال الله تعالى: (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ )[التوبة:72].
7- أبوابها ثمانية وواسعة، قال الله تعالى: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ )[ص:50].


8- أشجارها أحلى وأشهى، قال الله تعالى:(مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ )[ص:51].
وقال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ )[المرسلات:42،41].
9- طعامها فاخر، قال الله تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[الزخرف:71].
10- خمورها طيبة جميلة لذيذة لا يصيب شاربها ألم ولا مرض، قال الله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ )[الصافات:45-47].
11- لباسها غالية، قال الله تعالىوَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً )[الكهف:31].
12- فرشها ممهدة، قال الله تعالى: (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ )[الرحمن:54].
13- أزواج أهل الجنة (الحور العين) قال الله تعالى: (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ )[الدخان:54].
14- اللذة الكبرى (رؤية الله) قال تعالىوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة:23،22].
15- هيئت للمتقين، قال الله تعالىوَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )[آل عمران:133].
يا لها من أوصاف تزيد القلوب فرحاً وسروراً وشوقاً.


المشروع الرابع عشر


قضاء حوائج الناس:
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل: سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا, ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل, كما يفسد الخل العسل»[ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه» [مسلم].