عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-07-2015, 06:28 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

معجم البيان لألفاظ عبادة الصيام وشهر رمضان (2)









كمال عبدالمنعم محمد خليل


الإمساك: هو التوقُّف عن الأكلِ والشرب وسائرِ المفطرات، والوقتُ الصحيح له هو طلوعُ الفجر؛ لقوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187].
ونلاحظ وجودَ توقيت: (إمساك) في النتائجِ والجرائد والمجلاَّت في شهر رمضان، وهو يشير فقط إلى وقت اقترابِ الفجر، ولا يجب بدخوله الامتناعُ عن سائر المفطرات، بل الاستعداد - فقط - لبدءِ يوم الصيام.
إمساكية: هي عبارة عن ورقةٍ بها جدوَل يبيِّن مواعيدَ الصوم والإفطار والصلوات في شهرِ رمضان، وقد ارتبطَت هذه الورقةُ بشهر رمضان دون سواه.
برَكَة السحور: البركةُ هي نزولُ الخير الإلهي في الشيء، وهي الزيادةُ في الخير.
وبركات السحور كثيرة، منها: مخالفة أهل الكتاب؛ فقد روى الإمامُ مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فَصْل ما بين صيامنا وصيامِ أهل الكتاب أكلةُ السَّحَر)).
ومن بركته: تقوية الجسم على الطاعة والعبادة والنشاط.
ومنها: حصولُ الصلاة من الله تعالى ومن الملائكةِ على المتسحِّرين؛ فقد روى ابنُ حبان والطبراني، وحسنه الألباني، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكتَه يصلون على المتسحِّرين)).
ومنها: أنه وقتٌ يتنزَّل اللهُ تعالى فيه، فهو في الثُّلث الأخيرِ من الليل، ولا يعجز الإنسانُ أن يذكر ربَّه، أو يدعوه، أو يستغفره، في هذا الوقت.
ومنها: أنه أضمنُ للحفاظ على صلاةِ الفجر وإجابةِ المؤذن، خاصَّة إذا تأخَّر السحور.
ومنها: انبعاثُ النشاط لدى المتسحِّر، لأداءِ بقية أعماله في يومِه بهمَّة ونشاط، وهو قبل كلِّ هذا وبعده عبادةٌ تؤدَّى طاعةً لله ورسولِه؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تسحَّروا؛ فإن في السُّحور بَرَكَة)).
تأخير السُّحور: هو تناول طعامِ السحور في آخر وقتٍ من الليل؛ بحيث لا يُخشى طلوع الفجر أثناءَ طعامه، وذلك من السُّنن التي كان يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما، أن زيد بن ثابت رضي الله عنهما حدَّثه أنهم: "تسحَّروا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قاموا إلى الصلاة"؛ أي: صلاة الفجر، قلتُ - أي: أنس -: "كم بينهما؟ قال: قَدْر خمسين آية".
والحِكَم من تأخيره كثيرة، منها: تقليل وقت الصيام، واحتفاظ الجسمِ بنشاطِه وعدم تأثُّره بالصيام مدَّة أطوَل، ومنها: إعطاءُ وقتٍ كافٍ للمعدة لهضمِ طعام الإفطار، وأعظمها: إدراك وقت السَّحَر وصلاةِ الفجر.

رد مع اقتباس