معجم البيان لألفاظ عبادة الصيام وشهر رمضان (3)
كمال عبدالمنعم محمد خليل
التراويح: جمع (تَرْوِيحة)، وهي اسمٌ للجلسَة مطلقًا، ثمَّ سمِّيت بها الجلسةُ التي بعد أربع ركعاتٍ في ليالي رمضان، ثم سمِّيت كلُّ أربع ركعات ترويحة مَجازًا، وقد ارتبط اسمُ التراويح بهذه الصلاة التي تلي صلاةَ العشاء في شهرِ رمضان، وقد اختُلف في عددِ ركعاتها، فقال البعض:
ثماني ركعاتٍ عدا الوتر، وقال آخرون: عشرون ركعةً عدا الوتر، وهي تصلَّى مَثْنَى مثنى؛ أي: كل ركعتين بتسليمة.
تعجيل الفطر: معناه: تناول ما يُنهِي به صيامَ اليوم من طعامٍ أو شراب، أو حتى نيَّة الفِطْر إن لم يجد ما يتناوله، وذلك إذا تحقَّق من غروب الشمس.
وهو سنَّةٌ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطْرَ))، وروى أبو داود وابن ماجه - وحسنه الألباني - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الدِّين ظاهرًا ما عجَّل الناس الفِطْر؛ فإن اليهود والنصارى يؤخِّرون)).
ويستحبُّ الإفطارُ على تَمْرٍ أو رُطَبٍ أو عصير فاكهة، ثم أداءُ صلاة المغرب، وفي ذلك فوائد طبِّية، أهمها: تهيِئَة المعِدة وتنبيهُها لوجبةِ الإفطار، وتعويضُ الجسم ما فقده من مواد سكَّرية خلالَ الصيام، وكذلك: إدراكُ صلاة المغرب في أولِ وقتِها، وعدم تأخيرها، أو صلاتها منفردًا.
التكبير في عيد الفطر: هو نوعٌ من الذِّكر المخصوص للعيدين، وقد وجَّهنَا اللهُ إليه بقوله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
وله صيغٌ كثيرةٌ، أشهرها: "اللهُ أكبرُ الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ووقته: من بداية رؤية هلال شهر شوَّال؛ أي: بغروب شمسِ آخر يومٍ من رمضان؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "حقٌّ على المسلمين إذا رأَوا هلالَ شوال أن يكبِّروا"، وينتهي التكبير في عيد الفطر بخروج الإمامِ للصلاةِ؛ أي: لصلاة عيدِ الفِطْر، وهو قولُ الجمهور، والتكبير في الفطر مطلقًا؛ أي: في السوقِ، وفي الطريقِ، وفي البيتِ، وفي المسجد، ونحو ذلك، أما تكبير عيدِ الأضحى فمن فجرِ يوم "عَرَفَة" إلى عصرِ آخرِ أيَّام التشريق.
التمر: هو البَلَح أو الرُّطَب أو البُسْر، وهو ثمرة أشجارِ النخيل، وهو معروف بقيمتِه الغذائيَّة العالية، وهو من ثِمار فصلِ الصيف، ويوجد منه أكثر من أربعمائةٍ وخمسين نوعًا، وجاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفطر على تمراتٍ؛ روى أبو داود في سننه - وحسنه الألباني - عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطرُ على رطباتٍ قبل أن يصلِّي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن؛ حَسَا حسواتٍ من ماء".