معجم البيان لألفاظ عبادة الصيام وشهر رمضان (5)
كمال عبدالمنعم محمد خليل
• الخيط الأبيض:
هو أوَّل ضوءٍ من النهار، وتسمِّي العرب ضوءَ الصبح خيطًا، وهو يحدِّد بدايةَ الصيام لانتهاء الليل، ويتزامن مع أذانِ الفجر، فكأنَّ أذانَ الفجر يكون مع أولِ خيط للنهار، قال الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].
• الخيط الأسود:
هو أوَّل سواد الليل، وعنده ينتهي وقتُ الصيام لانتهاء النهار، وقد فسَّر ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الصحيحين حين نزل قولُه تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا... ﴾ الآيةَ، قال عديُّ بن حاتم رضي الله عنه: يا رسولَ الله، أجعل تحت وسادتي عقالين، عقالاً أبيضَ، وعقالاً أسود، أعرِف الليلَ من النهار، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إن وسادَك لعرِيض - وهي من باب المزاح - إنما هو سوادُ الليل وبياضُ النهار)).
• الدعاء:
هو سؤالُ العبد ربَّه ونداؤه والطلبُ منه سبحانه وتعالى، وفيه إظهارُ الافتقار إلى اللهِ تعالى، ويُستحبُّ في كلِّ وقت.
ولا يحتاج من العبد إلى واسطةٍ؛ فالله تعالى أقرب إلى العبد من حبلِ الوريد؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدعاءُ مخُّ العبادةِ))، وفي رواية الترمذي وابنِ ماجه وغيرِهما عن النُّعمان بن بشير رضي الله عنه: ((الدعاءُ هو العبادةُ))، والمسلمُ يلجأ إلى الله في كلِّ أحوالِه.
• وطِيبُ المَطْعم، وعدم التعجُّل للإجابة، وعدمُ الدعاء بإثمٍ أو قطيعةِ رحِمٍ - من أسباب إجابةِ الدعاء، ويستحب الدُّعاءُ في شهر رمضان؛ لأفضلية زمنِه، فقد جاءت آيةُ الدعاء والتوجيه إليه وسط آياتِ أحكام الصيام.
• رؤية الهلال:
هي عمليةُ تحرِّي رؤية القمر الجديد الذي يحدِّد بدايةَ الشهرِ الهجري، وله أهمية في كثيرٍ من الشعائر الإسلامية؛ مثل: بدءِ شهر الصيام وانتهائِه، وبدءِ شهر ذي الحجَّة، وقد حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على تحرِّي هلال شهر رمضان؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرُؤْيتِه، وأفطِروا لرؤيته...)).
ويستحبُّ لمن رأى هلال أيِّ شهرٍ هجري أن يذكرَ اللهَ تعالى، فقد ذكر ابنُ القيم في كتابه (زاد المعاد): ما رواه الترمذي بسندٍ حسن، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلالَ قال: ((اللهم أهله علينا بالأمنِ والإيمان، والسلامةِ والإسلام، والتوفيقِ لما تحبُّ وترضى، ربي وربُّك الله))، وفي رواية: ((والرزقِ الحَسَن))، وروى الدارمي أنه صلى الله عليه وسلم كان يكبِّر ويدعو بالدعاءِ المذكور، وفي سنن أبي داود عن قتادة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((هلال خيرٍ ورشد، آمنتُ بالله الذي خلَقَك)).