معجم البيان لألفاظ عبادة الصيام وشهر رمضان (6)
كمال عبدالمنعم محمد خليل
الرَّفَث:
معناه جماعُ النساء، وقد أحلَّه الله للصائم في ليالي الصيام؛ أي: بعد إفطارِه، قال الله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 187].
وفي الحجِّ معناه:
الحديث إلى النِّساء بما يثير الشهوةَ، وقد حرَّمَه اللهُ تعالى على مَن يؤدِّي مناسكَ الحج حتى ينتهي منها؛ قال الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197].
زكاة الفِطر:
تسمى زكاة الأبدانِ، وهي صَدَقةٌ تجب بالفِطْرِ بعد انتهاء شهرِ رمضان، وأضيفت الزكاةُ إلى الفِطْر لأنه سببُها، وهي فريضةٌ على القادِرِ، وهو مَن مَلَك قوتَ يومِه؛ روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفِطْر طُهرةً للصائمِ من اللَّغْوِ والرَّفَث، وطُعْمةً للمساكين، مَن أدَّاها قبلَ الصلاةِ - أي: صلاة العيد - فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدَقَات"، ومقدارها صَاع، وهي تجب بغروبِ شمس آخر يومٍ من رمضان، وأفضلُ وقتٍ لها يوم العيد قبل الصلاة، ولضِيق وقت إخراجها أجاز الفقهاءُ إخراجَها قبل العيدِ بيومٍ أو يومين، وبعضهم أجاز إخراجَها مِن أوَّل شهر رمضان، وهي تُعطى للمساكين؛ لما ورد في حديث ابن عباس: (وطُعمة للمساكين).
ستٌّ مِن شوَّال:
هي ستَّة أيام من شهرِ شوال، وهو الذي يلي شهرَ رمضان، وجاء في فضلِ صيامها ما رواه مسلمٌ في صحيحه، من حديث أبي أيوبَ الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضانَ، ثم أتبعه ستًّا من شَّوَّال، كان كصيامِ الدَّهْر)، ويصحُّ صيامها متتاليةً أو متفرِّقة، وهي من صيام النوافل.
السُّحور:
هي وجبةٌ من الطعام والشراب، يتناولُها من يريد الصيامَ، وذلك قبل طلوعِ الفجر، وسمِّيت بالسحور نسبةً إلى وقتِ السَّحَر، وهو الثلث الأخيرُ من الليل.
شهر رمضان:
هو الشهر الذي بين شعبان وشوَّال، وهو الشهرُ المفروض صيامه، وهو شهرُ نزولِ القرآن، وهو الشهر القمريُّ الوحيد الذي ذُكر في القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وسمِّي برمضان مِن الرَّمضاءِ لشدَّة الحرِّ فيه، وقيل: لأنه يَرْمَضُ الذُّنُوب؛ أي: يحرقها، وقيل أيضًا: الرَّمض من الغسل والتطهيرِ؛ لأن (الرَّمض) مطرٌ خفيف ينزل قبلَ الخريف.
الصائم:
هو المكلَّف بأداء فريضةِ الصيام، وهو المسلمُ البالغ العاقل الصحيحُ المقيم، والمرأةُ الطاهرة من الحيض والنفاس، ولا مانع من تدريب الصبيِّ على تلك العبادة.