عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-07-2015, 08:42 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي

بروفايل| محمد نجيب.. قائد "الأحرار" سجينا في مصر





محمد نجيب
جلس مقلبا في أوراقه الخاصة وذاكرته الحديدية، بعدما محص كل ما كُتب عنه، مفحصا دوره وما نشر عنه، شاعرا بالخيبة من عدم ذكره بعد أن كان أحد قادة مصر، عقب عزل الملك فاروق من كرسي الحكم، وإيمانا منه بأن مصر تحتاج ما هو أفضل من حكم "ملكي".

دفعه نفيه بإحدى الفيلات بمنطقة المرج إلى الالتزام بالصمت، قارئا ومعلما نفسه بنفسه اللغات، حتى استطاع تعلم ما يقرب من 5 لغات مختلفة، كانت منها "العبرية، الألمانية، الإنجليزية" وبعد مكوث أول رئيس مصري محاطا بأسوار المنفى جميلة المنظر من الخارج الموحشة من الداخل، شعر أن شهادته على الوقائع التي مرت بها مصر خلال تلك الفترة أصبحت أمرا ملحا، يذكرها بجميع تفاصيلها وأسماء المشاركين فيها.

ولد اللواء محمد نجيب بالخرطوم في السودان 19 فبراير 1901، لأب مصري وأم مصرية سودانية، تلقى تعليمه بمدينة "ود مدني" عام 1905، ونجح في حفظ القرآن الكريم، ليلتحق بالكلية الحربية في عام 1917 وتخرج فيها بعد عام واحد من التحاقه برتبه ملازم، وتزوج من السيدة زينب أحمد، ورزقه الله ابنته "سميحة"، وبعد طلاقه تزوج من عائشة محمد لبيب عام 1934، وأنجب منها فاروق وعلي ويوسف.

وقوفه بجانب مصر حتى يدرأ عنها الفساد الذي استشرى في جنباتها جسدته مشاركته في ثورة 1919، التي قامت بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية، حيث شارك فيها نجيب وفقا لما ذكره في كتابه "كنت رئيسا لمصر" باعتباره أحد المواطنين المصريين فقط، ثم شاهدا على فساد الأسلحة التي أدت إلى نكبة 1948، والتي سببت خسارة مصر وإصابته إصابات بالغة الخطورة، وقرر الانضمام إلى تنظيم "الضباط الأحرار"، الذي شكله الصاغ جمال عبدالناصر، بعد مشاورات طويلة من قبل الضباط حول شخص نجيب، حيث كان إخلاصه وحبه لمصر وكرهه للفساد سببا ليكون قائدا للتنظيم.

عقب عرض جمال عبدالناصر على نجيب قيادة التنظيم وافق على الفور، حتى كان شخص نجيب أحد أهم العوامل المساعده لنجاح التنظيم داخل الجيش، نظرا لحب زملائه وتقديرهم له، بجانب تحمله للمسؤولية العسكرية والسياسية أمام الجميع، وبعد نجاح الثورة وعزل الملك وإجباره على الرحيل، جلس على كرسي الحكم، ودخل في صدام مع مجلس قيادة الثورة بسبب عقيدته وعقائدهم، وقال في كلمات سجلها له التاريخ: "يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسؤوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية، ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها"، وما بين الاستقاله والإقاله في فبراير 1954 استقال نجيب من كرسي الحكم، حتى أعادته قوة الشعب في أزمة دارت رحاها بشهر مارس عقب استقالته مباشرة من نفس العام، وعاد إلى كرسي الحكم فائزا في معركته على أعضاء مجلس قيادة الثورة، وفي 14 نوفمبر 1954 أبلَغ عبدالحكيم عامر الرئيس نجيب بقرار مجلس قيادة الثورة بإعفائه من منصب الرئاسة، وكان رده "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسؤولا عن ضياع السودان، أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا".

مكث نجيب بعدما حددت إقامته بحراسة مشددة في فيلا بمنطقة المرج حتى أطلق سراحه في عام 1971، تفاجأ الرئيس المصري السابق بأن أحفاده لم يصدقوا حديثه بأنه كان رئيسا لمصر، فدفعته كرامته أن يؤلف "كنت رئيسا لمصر".

سجلت كلماته أحواله، فقال في مقدمته للكتاب "أدركت أنه بقي علي واجب لابد من أدائه قبل الرحيل، أن أكشف ما سترته وأزيح ما واريته وأكمل الصور التي أشرت لوجودها، ولم أكن أتصور أن أعيش وأكتب هذه المقدمة، ولم أكن أتصور أن الله سيمد في عمري إلى أن أرى كتابي تلتهمه ماكينات الطباعة.. يمكنني الآن أن أموت وأنا مستريح البال والخاطر والضمير"، خاتما في كتابه الذي جاء كموقف للدفاع عن ما رآه "هذا الكتاب سيعيش أكثر مما عشت وسيقول أكثر مما قلت وسيثير عني جدلا بعد موتي أكثر من الجدل الذي أثرته في حياتي"، حتى توفي في 28 أغسطس 1984.
رد مع اقتباس