
10-10-2015, 06:06 AM
|
 |
نجم العطاء
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
هل شارك حسن البنا فى ثورة 1919؟
سعد زغلول
الإجابة بالايجاب، فقد أضرب مع زملائه الطلاب، وشارك فى بعض المظاهرات، ولم يكن عمره يسمح باكثر من ذلك.
سؤال يتكرر كثيرا، عبر عقود تالية، عن التداخل بين السياسي والدينى عند حسن البنا وجماعة الإخوان : أهم حزب سياسي أم جماعة دعوية؟ هل تنحصر أهدافهم فى الدعوة الدينية وحدها، أم أنها تمتد لتشمل طموحا سياسياً ؟!.
واقعة مهمة فى حياة حسن البنا المبكرة، تكشف عن الارتباك الواضح الذى يترتب على الجمع بين القيم الدينية والقواعد السياسية.
أضرب الطلاب فى يوم من أيام الثورة، وشارك البنا مع المضربين. اجتمعت اللجنة الثورية فى منزل الحاجة خضرة شعير بدمنهور، وداهم البوليس المجتمعين واقتحم البيت يسأل عنهم، وأجابت الحاجة : أنهم خرجوا منذ الصباح الباكر ولم يعودوا.
إجابة سياسية منطقية للابتعاد عن الشبهة ومخاطر العقوبة، لكن الأمر لا يروق للبنا، فالإجابة غير الصادقة عنده تعنى الكذب، ولذلك خرج إلى الضباط مصارحا بالحقيقة، دون نظر إلى الحرج الذى أصاب صاحبة البيت، بل إن حسن البنا اندفع فى مناقشة حماسية مع الضابط، وقال له إن واجبه الوطنى يفرض عليه أن يكون معهم، وليس أن يعطل عملهم ويقبض عليهم!.
وفقا لراوية البنا، فقد استجاب الضابط، وأمر المصاحبين له بالانصراف، وعاد الفتى الشجاع إلى أصدقائه المختبئين، ليباهى ببركة الصدق، ويؤكد لهم ضرورة أن يكونوا صادقين، وأن يتحملوا تبعة أعمالهم دون كذب!
الكذب رذيلة دينية، لكن الأمر ليس كذلك فى العمل السياسي. أى جدوى فى شجاعة الاعتراف بالحقيقة، تجنبا للكذب، إذا ما ترتب عليها هلاك الطلاب الوطنيين؟ وما الضمان أن يكون الضابط قادراً على الاستجابة والتفهم؟!.
هذا إذا لم يكن البنا يقصد من وراء إبلاغه الضابط أن يقبض على الطلاب المضربين لأن الدافع لم يكن دينياً محضاً.
كانت أيام مدرسة المعلمين، فى سنواتها الثلاث، استغراقا فى التصوف والتعبد، كما أنها شهدت إقبالا من الفتى البنا على تحصيل العلوم والمعارف خارج حدود المناهج الدراسية.
من أين استقى البنا هذه المعارف والعلوم؟!
المصدر الأول هو مكتبة أبيه العامرة بالكتب، وكان الأب يشجعه على القراءة والدرس، ويهديه كتب يرى أنها مناسبة له. وفى هذا الإطار، قرأ البنا كتب تركت أعظم الأثر فى نفسه، مثل “,”الأنوار المحمدية“,” للنبهانى، و“,”مختصر المواهب اللدنية“,” للقسطلانى، و “,”نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين“,” للشيخ الخضرى.
المصدر الثانى يتمثل فى مكتبة كونها حسن لنفسه، وتضم كتبا متنوعة ومجلات قيمة. يوم السوق، كان يترقب وصول الشيخ حسن الكتبى بفارغ الصبر، ليستأجر منه كتب بالأسبوع، لقاء مليمات زهيدة، ثم يردها إليه ليأخذ غيرها. واللافت للنظر، أن البنا قد تأثر كثيرا بقصة “,”الأميرة ذات الهمة“,”، ورأى فيها دروساً فى الحماسة والشجاعة والذود عن الوطن.
أما المصدر الثالث فهو أساتذته فى المدرسة، ومنهم عبد العزيز عطية وفرحات سليم وعبد الفتاح أبو علام وعلى سليمان والشيخ البسيونى. كانوا جميعاً يشجعون البنا ويعجبون بنشاطه، فاندفع يقرأ كتب لا علاقة لها بالمناهج المقررة، وبعضها يفوق مرحلته السنية، ومع ذلك، على سبيل المثال “,”ملحةالإعراب“,” للحريرى، و“,”الألفية“,” لابن مالك، و“,”الياقوتية فى المصطلح“,”، و“,” الجوهرة فى التوحيد“,”، و “,”الرجعية فى الميراث“,”.
يتبع
|