[aymaan noor]

مقدمة:

تتعرض مصر لسلسلة من أعمال العنف المسلح المتتالية منذ 30 يونيو 2013 بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وقد تطورت أعمال العنف المسلح متخذةً أشكالا متنوعة على الأرض بشكل يوحي بوجود أهداف استراتيجية أخرى

يُمكن رصد أهمها فيما يلي:

أولا- استدراج الجيش والشرطة في عمليات متفرقة وفي أنحاء مختلفة من الجمهورية يصعب السيطرة عليها، وهو ما يطلق عليه البعض «نظرية الفيل والنمل »، أي تحقيق أكبر إزعاج ممكن للدولة في نفس الوقت بنواحٍ مختلفة.

ثانيًا- الضغط من أجل وقف تطبيق خارطة الطريق واستحقاقات الديمقراطية من الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 30 يونيو 2013 .
ويتناول هذا المؤشر بيانات كمية عن عمليات العنف المسلح الواقعة في الفترة من 30 يونيو 2013 حتى ٣١ ديسمبر 2015 ، مع التركيز على أحداث العام الجاري )) 2015 (، للوقوف على حجم الظاهرة ومعدلات تكرارها عبر الشهور، فضا عن انتشارها الجغرافي . وقد اعتمد المؤشر على «الخسائر البشرية » و »الخسائر المادية » التي وقعت في المجتمع المصري نظرًا لدلالتها بالنسبة لحجم وعنف تلك العمليات، وما يتعلق باستشراف مستقبل الوضع الأمني والاستقرار في مصر.

أولا- التوزيع الزمني لأعمال العنف المسلح خلال عام 2015 :

توزيع أعداد أعمال العنف المسلح خلال عام 2015

موزعة حسب الشهور

يُشير الشكل رقم ( 1 ) إلى تطور أعمال العنف المسلح في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2015 وفقًا للشهور، حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية التي شهدها عام 2015 حوالي 617 عملية ويلاحظ أن أعمال العنف المسلح قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الثلاثة الأولى، فقد وقع في شهر يناير 124 عملية عنف مسلح، ثم حدث انخفاض طفيف لتصل إلى 105 في فبراير، ثم بلغت ذروتها في مارس بواقع 125 عملية، بينما انخفض عدد العمليات بشكل تدريجي منذ شهر إبريل الذي بلغ عدد العمليات فيه 72 عملية، ثم حدث انخفاض آخر في شهر مايو والذي شهد 63 عملية، حتى يونيو الذي شهد انخفاضًا كبيرًا في العمليات لتصل إلى 23 عملية فقط،

وفي شهر يوليو عاودت العمليات إلى الارتفاع مرة أخرى لتصل إلى 41 عملية، وذلك قبل أن يعود المسار للانخفاض مرة أخرى ليصل إلى 27 عملية في أغسطس، ثم الوصول لأدنى مستوى لها على الإطلاق في شهر نوفمبر والذي شهد وقوع 5 عمليات فقط،

بينما شهد شهر ديسمبر 9 عمليات، ويُمكن إرجاع هذا الانخفاض إلى الجهود الأمنية التي حالت دون زيادة العمليات وأدت إلى انحسارها بشكل كبير، وهو ما يبدو بصورة أكثر وضوحا في الشكل رقم ( 2)، حيث يوضح المنحى عمليات العنف إلى التراجع عبر شهور العام، حيث بدأ العام ب 124 عملية إرهابية وانتهي ب 9 عمليات.

يتبع