عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 04-08-2008, 10:12 AM
الصورة الرمزية بندق__2007
بندق__2007 بندق__2007 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
العمر: 37
المشاركات: 2,278
معدل تقييم المستوى: 0
بندق__2007 is an unknown quantity at this point
افتراضي حلقة ( 2 )

حلقة ( 2 ) وقت وقوع الكارثة

بعدما أبحرت العبارة فى آخر رحلاتها من ميناء ضبا السعودى تمام الثامنة مساء الخميس الثالث من فبراير شباط للعام 2006 و قطعت السفينة مسافة حوالى أربعين ميلا و عندها بدأت شرارة الكارثة .
كان المسمار الاول فى نعش ضحايا السلام 98 قد دُق عندما اندلعت النار قبيل العاشرة مساءا فى غرفة المواتير و شاهد الركاب دخان يتصاعد من الغرفة أسفل العبارة . و علم القبطان " صلاح عمر " بالحريق و حاول فريقه السيطرة على الوضع الذى كان يزداد سوءا دقيقة تلو الاخرى . انطلقت المياة لتغمر منطقة الحريق بعدما اتضح أن طفايات الحريق بالية و لا تعمل فاضطر الطاقم لاستخدام خراطيم المياة للسيطرة على الوضع . فى الوقت الذى أجرى فيه القبطان اتصالا بالشركة ينصح بعدم الاستمرار فى الابحار نظرا لعدم السيطرة على الحريق و سوء الاحوال الجوية خصوصا أن ميناء ضبا كان على مرمى البصر لا يفصلهم عنه زمنا إلا ساعة و ربع , و لكن الشركة أمرته بالاستمرار فى الابحار متجها إلى ميناء سفاجا و محاولة السيطرة على الحريق . أكد القبطان مخاوفه من أن تمتد النيران لتلتهم العبارة و أنه يفضل الرجوع لميناء ضبا و لكن كان الرد من الشركة قاطعا " استمر فى الابحار و إن عدت فسوف تعزل "
فما كان من الربان غير أنه استمر فى الابحار رغم اقتناعه بالرجوع و ليس هو وحده بل ان افراد الطاقم أيضا كانوا مؤيدين للرجوع و عندما نقلوا وجهة نظرهم إلى الربان قال لهم " أنا أدرى بالباخرة و لن أعود " ظل الوضع بين الاقاويل و المحاولات لفترة من الوقت، أصر القبطان علي المضي باتجاه ميناء سفاجا .
و بعد نصف ساعة يأتى المسمار الاخر فى النعش فقد اشتعلت النار مرة أخري، بدأت عمليات الإطفاء بخراطيم المياه من جديد. كانت كل المؤشرات تقول إن هناك شررا تطاير من المولد الكهربائي الخاص بالعبارة أو من سيارات النقل الثقيل التي تحتوي علي وحدات تبريد تعمل بالسولار وكان الحريق في هذه المرة أكثر اشتعالا وأشد قسوة و يصعب السيطرة عليه، وكان المفترض من القبطان أن يعود دون انتظار للأوامر.. لكنه اتصل مرة أخري وأبلغهم بخطورة الموقف، لكن أصحاب الشركة استمروا فى دق المسامير و تثبيها و الاعداد لسرداق عزاء الضحايا الذى لم يقام حتى الان عندما أكدوا على ما قالوه سلفا بعدم العودة و المضى نحو سفاجا و محاولة السيطرة على الحريق الثانى بخراطيم المياه.
و يبدوا ان المسامير لم تنهى عند الحريق الاول فى غرفة المواتير و لا عند تعنت الشركة و لا حتى عند طفايات الحريق البالية و استخدام خراطيم المياة التى بالطبع تهدد سلامة العبارة بل ظهر المسمار الأكبر و المشكلة الشخمة و تلك المشكلة كانت القشة التى قسمت ظهر البعير ، حيث لم تتمكن بالوعات التصريف من القيام بدورها فقد كانت مسدودة و تراكمت المياه داخل الجراج و عندها بدأ مشهد النهاية المؤسفة .

النهاية التى اختلط فيها الدم بالماء و اختلطت فيها القسوة بالجشع و اختلطت فيها اللا مبالاة بانعدام الضمير و اختلط فيها الاهمال بسوء التصرف .

و ها هنا أيضا نسأل : لما لم توافق الشركة عند اندلاع الحريق الاول و تحذير القبطان على العودة لضبا ؟ و أين طفايات الحريق التى تعمل بالرغوة و التى تستخدم فى هذه الظروف ؟ و لما تعنتت الشركة و لم توافق على الشركة على العودة عندما اشتعلت النيران للمرة الثانية ؟ و لما لم يعود القبطان إنقاذا لأرواح الالف شخص طالما أنه شعر باستحالة الاستمرار فى الرحلة ؟

كل هذه التساؤلات تنحصر إجابتها فى
" طمع الشركة المالكة و إهمالها و سذاجة الربان "

و نستكمل الحلقة القادمة توضيح صورة النهاية الأليمة و غرق العبارة ...................

آخر تعديل بواسطة بندق__2007 ، 04-08-2008 الساعة 10:18 AM