-قصة قصيرة
:-- حاصرني الجوع ، وهددني صراحة بالسقوط ، ناديت عامل المقهى ، ونقدته ثمن رغيف محشو بجزل السمك المقلي من المحل المجاور للمقهى ، فلم أعد قادرا على أن أقاوم جوعي الذي يهدد جسدي بالانهيار ، عاجلني العامل بالرغيف وتلقفته وعلى الفور عرف الرغيف طريقه إلى فمي المتلهف الشغوف بقطع السمك الشهي ، لم أكن أدري أن هناك من يتعقبني ما أن تشمم قط عابر رائحة السمك ولمحني حتى وجدته في لمح البصر أمامي ، يطالبني على ما يبدو بحقه في رغيف السمك ، وأنا أحاول أن أتجاهله ، علا صوته وراح ينظر لي في صرامة ، بدأ يصعد بقدمه مستندا على قدمي متشبثا بمخالبه التي بدأت تنغرس في ساقي ، وأنا أزداد شراهة متلذذا بقطع الجزل ، غير متصور أن أتنازل عن أنانيتي في هذا الظرف العصيب ، أخيرا ألقيت له بفتات السمك المقرمش الذي لم استسيغه ، تشممه ، دار حوله ، ولم يأكله ، وعاد مرة أخرى ، يتسلق ساقي ، فما كان مني إلا أن زجرته ، وصحت بأعلى صوتي ..بس بس ، ابتعد وربض بعيدا ، عندما رأى فأرا ضخما يتقافز محاولا تسلق ماسورة المياه ، استدار على مهل تاركا المقهى ، وخرج .
-
|