شبكة علاقات النظام الخارجية عشية الثورة
في السنة الأخيرة التي سبقت قيام الثورة، كان النظام السوري يتمتع بشبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة، وكانت دمشق العاصمة الإقليمية الوحيدة التي كان بإمكانها أن تستقبل الأضداد في المنطقة، مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. كما أنّ علاقات دمشق الدولية كانت قد بدأت تتحسن بسرعة، بعد فترة عصيبة من الحصار والعزلة التي استجلبها الموقف السوري المعارض للغزو الأميركي للعراق ، عام 2003 ، ثم اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005 والذي جرى فيه توجيه أصابع الاتهام لدمشق وحلفائها في لبنان.
وقد استخدم النظام السوري الحرب التي وقعت في تموز 2006 ، في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، عندما قام الأخير بأسر جنديين إسرائيليين على الحدود، والرغبة الدولية في احتواء المواجهة التي استمرت أكثر من شهر وأدت إلى دمار واسع في لبنان، أداةً للخروج من العزلة والحصار. لا بل ذهب النظام أبعد من ذلك، عندما وافق على الدخول في مفاوضات سرية مع إسرائيل، توسطت فيها تركيا، بعد فشل مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي دعت إليه إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في . وبناء عليه، تحسنت العلاقة مع فرنسا أيضًا، بعد خريف عام 2007 أن ساءت كثيرًا في عهد رئيسها الأسبق جاك شيراك، فقد دُعي بشار الأسد إلى باريس في شهر تموز / يوليو 2008 ، لحضور إطلاق قمة الاتحاد من أجل المتوسط إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إيهود أولمرت، وأدى على أثرها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زيارة إلى دمشق في أيلول / سبتمبر 2008 ، في محاولة منه للمساهمة إلى جانب تركيا في إنجاح مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل
كما استغل النظام السوري اندفاع إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما للانسحاب من العراق وميله إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة بما يساعده في إخراج قواته منها، لتحسين العلاقة مع واشنطن. وكان أوباما قد قرر فور وصوله إلى الحكم تبني توصيات تقرير لجنة بيكر - هاملتون التي أنشأها الكونغرس، لتقييم الوضع في العراق، بعد أن تدهور الوضع الأمني بشدة إثر تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في شباط / فبراير 2006 . ودعا التقرير إلى الانفتاح على سورية . وإيران، للحصول على مساعدتهما في تحقيق الاستقرار في العراق
كما تحسنت العلاقات مع السعودية، بعد المصالحة التي حصلت في القمة ، العربية الاقتصادية الأولى بالكويت في شهر كانون الثاني / يناير 2009 .( بين كل من السعودية ومصر من جهة، وقطر وسورية من جهة أخرى وقد جاءت هذه القمة عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي نشبت . وفي تموز / يوليو 2010 ، أدى في آخر عام 2008 ومطلع عام 2009 الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة إلى دمشق، اصطحب بعدها بشار الأسد إلى بيروت، حيث عقدت قمة ثلاثية مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، كانت بمنزلة إعلان عن طي لصفحة التوتر التي تسبب فيها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري
هكذا، بدت الملامح العامة لعلاقات سورية الإقليمية عشية الثورة. علاقات قوية مع إيران وتركيا وقطر، وتحسن مستمر في العلاقة مع السعودية وفرنسا والولايات المتحدة.
يتبع