هذا الجيل مش هيعديها إلا لما يفهمها ويقتنع بيها
فى بداية عملى بهذه المهنة حين كان طعمها مسكر عكس ماهو الأن
كنت أشرح درس الحركة الوطنية (كفاح مصطفى كامل وكفاحه ضد الإنجليز)
بدأت الشرح بتعديد مساوىء المجتل وهدفه من الاحتلال من تدمير وقتـ ل لاستغلال موارد الدولة المحتلة
ووصفت المحتل بصفات ومواصفات لاتليق إلا بهم
فجأة انفعل طالب وقالى لى يا أستاذ أليس الدولة التى كانت تحتلنا هى انجلترا ؟
فقلت له نعم
فقال وهو منفعل رغم طيبته وهدوءه : كيف ذلك ورئيسنا كان يستقبل رئيسهم بالأمس
فقلت له مصححا ليس لإنجلترا رئيس لأنها مملكة ولكنه رئيس الوزراء
فحاول أن يستمر فى الحوار ولكنى استخدمت ماكان مسموح به وقتها التهديد بالضرب أو الطرد من الفصل
فجلس الطالب وفى عيونه الكثير من الاستغراب والتعجب عاش بها حياته ولا نتقابل حتى هذا الوقت حتى يذكرتى بهذا الموقف
وكلما حاولت تقديم له المبررات كان يرد يا أستاذنا كان يكفيك قول أن انجلترا المحتلة غير انجلترا الحالية
تمضى الأيام ليأتى هذه الأيام بطالب أخر ليسأل نفس السؤال فرديت عليه بالرد الذى أمدنى به الطالب السابق ولكنه لم يقتنع
ضاعت الفترة كلها فى إقناعه ولايقتنع - ورغم التهديد بسلاح الأمس البعيد من الضرب والطرد إلا أنه أصر على عدم قناعته
فطلب الجلوس معى منفردا فرفضت ووعدته باستكمال الحوار أمام الفصل كله فى الفترة القادمة
ووفقنى ربى بعد عناء فى إقناعه أننا نعيش فى عهد جديد وكل دولة لها حدودها وحقوقها والدولةالمميزة هى التى تجبر هذه الدول على المعاملة معها باحترام وتقدير
الجيل الجديد جيل عنيد لايخشى التهديد والوعيد ولكنه يحتاج لمن يستمع لهم ليفيد ومن فكرهم الواعد يستفيد
__________________
الحمد لله
|