◄السادات
حاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات السير على نهج جمال عبد الناصر فى الاحتفال بعيد العمال فى الأماكن الشهيرة بارتفاع عدد العمال بها، مثل سفاجا وشبرا الخيمة وحلوان، إلا أن المكاسب التى حققها العمال تعرضت للتآكل والتآمر منذ صدور قوانين الاستثمار، والتى نتجت عنها خصخصة القطاع العام والمصانع المملوكة للدولة، لتتقلص أعداد العمال وقدرتهم على الحركة، إضافة إلى تدهور العملة الصعبة إلى درجة عجز مصر عن دفع فوائد الديون المتزايدة.
عمل السادات على تسوية مشكلات الدولة الداخلية وإعداد مصر لخوض حرب 6 أكتوبر 1973، وقلب النظام الاشتراكى فى الاقتصاد إلى النظام الرأسمالى، وهو ما أدّى إلى ارتفاع معدلات البطالة، وإلى تحوّل العمال والفلاحين إلى مجرّد صفات انتخابية يستخدمها الرأسماليون للوصول إلى مقاعد مجلسى الشعب والشورى لتسهيل مصالحهم وتأمين مكتسباتهم، وفى أغسطس 1971 أعلن الآلاف من عمال مصنع الحديد والصلب بحلوان الإضراب، مطالبة بوقف تدهور مستواهم المعيشى، وقتها أرسل السادات سكرتير اتحاد نقابات العمال لفض الإضراب، ولكنه فشل وتواصلت الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات على مدى السنوات الثلاث التالية، حيث لم تفلح محاولات استغلال حرب أكتوبر 1973 فى كسر مطالب العمال وإصرارهم.
http://media.cairodar.com/innerphotos/eidel3omaal/4.jpg
فى أول يناير 1975 أعلن عمال عدة مصانع بحلوان احتلال مصانعهم، وانتخبوا مندوبين عنهم لتنسيق احتلال مصانع وشوارع القاهرة، وسرعان ما قاد عمال حلوان مظاهرات ضخمة أمام محطة قطار باب اللوق، وانضمت أعداد هائلة إليهم، فحطموا سيارات ومحلات كبرى، بالإضافة إلى مقر الاتحاد الاشتراكى الممثل للحزب الحاكم وقتها، وفى أكتوبر عام 1976، نظم الحزب الحاكم احتفالاً بمناسبة فوز السادات فى استفتاء الرئاسة بنسبة 99.9 %، إلا أن عمال هيئة النقل العام احتفلوا بهذه المناسبة على طريقتهم الخاصة، حيث أعلنوا مطالبتهم بتخفيض عدد ساعات العمل إلى سبع ساعات، وتحسين الخدمات الطبية والصحية، وعندما رفضت الإدارة الاستجابة لهذه المطالب أعلن العمال الإضراب.
ثم جاءت انتفاضة يناير 1977 العمالية التى بدأت فى حلوان، التى سُمّيت بـ "انتفاضة الخبز"، وسمّاها السادات "انتفاضة الحرامية"، والتى هتف فيها العمال مطالبين بإلغاء قرارات رفع الأسعار وإسقاط الحكومة، وأغلقوا الطرق وحطموا السكك الحديدية المؤدية إلى القاهرة، لمنع تعزيزات القوات الأمنية من الوصول، مرددين هتافات: "يا ساكنين القصور الفقراء عايشين فى قبور.. يا حاكمنا فى عابدين فين الحق وفين الدين.. سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه.. عبد الناصر ياما قال خلوا بالكم م العمال.. هو بيلبس آخر موضة واحنا بنسكن عشرة ف أوضة".