
مهارات وأساليب التدريس من السيرة النبوية
2-1
أولاً : مهارات وأساليب العرض :
أ. أسلوب التهيئة بطلب الانصات والسماع :
" يستخدم غالباً قبل البدء في إلقاء الموضوع " عن جرير بن عبد الله أن النبي في حجة الوداع : استنصت الناس ، فقــال : ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) البخاري ـ مسلم ـ أحمد ـ النسائي ـ ابن ماجة ـ الدارمي
يقول الحافظ بن حجر : " وذلك أن الخطبة كانت في حجة الوداع ، والجمع كثير ، وكان اجتماعهم لرمي الجمار وغير ذلك من أمور الحج ، فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات "
ب. التدرج في التعليم :
وذلك فيما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهماأن النبي بعث معاذاً رضي الله عنه فقال : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات .. الحديث " .
" والتدرج كما هو في الحديث يعني عدم الانتقال من جزء إلى آخر إلا بعد تحقق هدف الجزء الأول وهكذا إلى حين اكتمال جميع أجزاء المنهاج " ، وكذلك تجد نصوص كثيرة أخرى تدل على أسلوب التدرج كما حدث في تحريم الخمر وغيرها .
ثانياً : التشويق وتنويع المثيرات والاستجابات :
وذلك بأساليب عديدة كما يلي :
أ/ السكوت أثناء الإلقاء لجذب الانتباه :
روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أي شهر هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ؟ … الحديث "
ب/ التغيير والتنويع في نبرات الصوت :
روى مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كان النبي إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته
ج/ استخدام تعابير الوجه :
روى البخاري ومسلم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور."
د/ تغيير وضع الجلوس :
كما في الحديث الذي رواه الشيخان : " وكان متكئاً فجلس فقال : " ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور " .
هـ/ تكرار الكلام إذا اقتضى المقام ، وتجنبه بلا داع :
روى البخاري وأحمد بن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي : أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه … "
يقول المباركفوري : والمراد أنه كان يكرر الكلام ثلاثاً إذا اقتضى المقام وذلك لصعوبة المعنى أو غرابته أو كثرة السامعين لا دائماً فإن تكرير الكلام من غير حاجة لتكريره ليس من البلاغة كذا في شرح الشمائل للبيجوري " .
و/ عدم التشدق والتقعر في الكلام :
روى الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال : إن رسول قال : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقاً الله ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة " الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال " المتكبرون " قال النووي حديث حسن هذا فيمن يتقعر في العربية ليظهر نفسه فكيف بمن يتقعر بالإنجليزية في تدريسه العربية .
ز/ مطالبة المتعلمين بالاقتراب والدنو :
روى البخاري وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنه قال :صعد النبي المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفاً ملفحة على منكبيه قد عصب رأسه قال : صعد النبي بعصابة دسمة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إليَّ ، فثابوا إليه .. "
آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:51 PM
|