[إبراهيم أبو ليفة]

" سماسرة وطن "
تمنّع عليّ قلمي كعادته القاسية ، وإن كنت عاهدت نفسي أن لا اجبره بأن يجري رغماً عنه ،وأن اترك للفكرة حرية الإرادة والإختيار وأن أكون مجرد أداه لكلاهما ، لكن متصفحاً لمحت كلمة وطن في أكثر من عنوان وكأنها تلقفني فكرةً ،قلماً واداة .
حاولت أن أجد للكلمة مضافاً إليه ، صفة او إسم فاعل او إسم مفعول كي اعنّون ما أكتب كي يليق بالكلمة التي تمتليء بها صحائف التاريخ والجغرافيا ،الزمان والمكان .
كيف لي بعنوان يناسب حقبة زمنية وتاريخية صفتها فقط الآﻻم ؟
ضجّت الكلمة قهراً من كثرة التناوب عليها شعراً ونثراً روايهً وخبراً.
كيف أتحدث عن الأوطان والعالم يخرج لي لسانه متبجحاً " لقد اُ***عت من جسدك النحيل سوريا والعراق وليبيا وقبلهم فلسطين" ؟
وقد قبض السمسار عمولته وعمالته ،فهي عملية تجارية تتم بين مافيا الأوطان جهاراً نهاراً ولكن بطريقة تتسم بالشياكة والأناقة ،وللأسف مكرّرة منطلية علي متفرجين منغمسين في وهم الدونية وإحتقار الذات.
تبدأ العملية في إستيراد تجارب غربية لنجدة الأوطان من أوحالها الإقتصادية ،وتبدأ أزرع المافيا الداخلية في التسرّب عبر جحور اُعدّت لإستقبال أسيادها لتتسلّق أسطح الأوطان لتنكيسها ثم إعاده الإعمار.