اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهير محمود حسن
ما ضرورة الوزن التي تجبر العقاد على ذلك وهو من رواد مدرسة الديوان الذين دعوا إلى الشعر المرسل ؟٢٣
|
الدعوة إلى الشعر المرسل أختي الكريمة لا تتعارض مع استقامة الوزن فالفارق بين الشعر المرسل والشعر التقليدي هو أن الشعر التقليدي يلتزم فيه الشاعر بوزن واحد وعدد معين من التفعيلات لايجوز للشاعر أن يتخطاها فلو أراد الشاعر مثلا أن يكتب قصيدة على بحر الكامل كما هو الحال في نص المساء لخليل مطران فتفعيلة بحر الكامل هي متفاعلن وهي تفعيلة سباعية و التفعيلة السباعية في البيت التام تتكرر ست مرات ثلاثة في الشطر الأول وثلاثة في الثاني فنقول
إني أقم / ت على التعل / لة بالمنى في غربة / قالوا تكو / ن دوائي
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعل
فالشاعر هنا مقيد بعدد معين من التفعيلات وقافية واحدة فلو أراد أن يزيد تفعيلة رابعة في كل شطر لايسمح له بذلك وهذا ما دفع الشعراء إلى التخلي عن الشعر التقليدي كونه يقيد الشاعر ويحد من إبداعه الشعري على حد قولهم لأنه يلزمهم بقيود لا يجب عليهم أن يتخطوها
أما قولنا الشعر المرسل فلا يعني ذلك أنه شعر غير موزون وإنما هو شعر لايتقيد بعدد معين من التفعيلات
ولا يتقيد فيه كذلك بقافية واحدة فالشاعر قد يستخدم نفس التفعيلة " متفاعلن " ويكررها ما شاء الله له أن يكررها ومن هنا سيلغى الوزن الواحد لأن الوزن الواحد يبني على تساوي التفعيلات بين الشطرين ونحن ها هنا ألغينا نظام الشطرين واعتمدنا على تفعيلة تتكرر بشكل غير متساوي
فضلا عن أن الشاعر في الشعر التقليدي يلتزم ببحر واحد لا يتغير من بداية القصيدة إلى آخرها بعكس الشعر المرسل فهو لايتقيد ببحر واحد فقد ينوع الشاعر بين البحور فيستخدم تارة البسيط وتارة الوافر وتارة الرمل إلخ
المهم أنه أصبح حرا في صياغة ما يكتبه من شعر لكن وفق ضوابط معينة وإلا فقد الشعر ماهيته وأصبح كل ما يقول العامة من كلام شعرا . والله تعالى أعلم