■ كيف تابعت حادث الطائرة المنكوبة؟
- حادث مؤلم وموجع وأعتقد أن كل أبناء الشعب المصرى بلا استثناء شعروا بالألم والحزن للشهداء والمفقودين، والأمر كان صدمة حقيقية، وأنا شخصياً منذ ذلك اليوم لا أنام نوماً مستريحاً، ويؤسفنى أن البعض أبدى شماتة، وأقول للمختلفين معنا فى الآراء السياسية، إن الدوافع الدينية لا تحرك إنساناً أبداً ليبدى رضاه أو سعادته عما حدث، لأن هذه جريمة ضد الإنسانية، وضد كل المعانى النبيلة فى حياة الناس.
هناك محاولة لحصار تقدم مصر وتعويق مسيرتها.. «هم يريدون لمصر ألا تسقط وألا تتقدم»
■ أى الفرضيات أقرب من وجهة نظرك؟
- لا نعرف حتى الآن ماذا حدث، وسوف تكشف الأيام بالتأكيد ولو بعد حين، هل كان نتيجة تفجير داخلى، هل كان نتيجة خطأ فنى، هل كان نتيجة خطأ بشرى، أم كان نتيجة أحوال جوية، وأنا شخصياً فى ظل الظروف الحالية التى تعيشها مصر والحصار المضروب علينا، أرى أن القرائن تشير إلى أنها عملية إرهابية متعمدة، وأنا أميل إلى ذلك.
■ لمصلحة من يتم إسقاط الطائرة المصرية، وما الاستفادة من ذلك، خاصة أن مصر تنحصر مسئوليتها فى ملكية الطائرة فقط؟
- عندما كانت العلاقات المصرية الروسية فى ربيعها، حدث تفجير الطائرة الروسية، وعندما بدأت العلاقات بربيع آخر بين مصر وإيطاليا، حدث موضوع الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، والآن عندما بدأت العلاقات مع فرنسا تتنامى كما لم يحدث فى التاريخ من قبل سواء علاقات عسكرية واقتصادية وسياسية ودعم شديد من جانب فرنسا لكل سياساتنا، حدثت هذه الحادثة، ففى هذا السياق لا بد أن أتصور أن هناك أصابع شريرة تقف وراء هذا العمل الجبان.
■ هناك تسجيلات وأخبار تم إذاعتها فى وسائل أجنبية، كيف تراها؟
- هناك بعض الأهداف فى مثل هذه الوقائع، أولاً شركات تصنيع الطائرة تريد الخروج منها وأنه لا يوجد عيب فنى فى الطائرة، ثانياً إذا افترضنا أن هناك دخاناً وأن هناك تسجيلاً صوتياً، كل هذا يمكن أن يمضى مع فكرة العمل الإرهابى، فإن العمل الإرهابى من الممكن أن يكون بالتأثير على أى جزء من أجزاء الطائرة، أو العبث بها، فهل جرى اقتحام الكابينة من مجموعة إرهابية لتفرض عليه السقوط، لا أعلم، ولكننى أشك أن يكون هذا حدث، لأن سقوط الطائرة حدث بعد مرور 4 ساعات طيران، وكانت بدأت فى الاقتراب من المجال الجوى المصرى، وهنا يوجد سؤال آخر، فإن الطائرة سقطت بعد دخول المجال الجوى المصرى، وكانت قد تأخرت نصف ساعة فى مطار باريس، فإن هذا يمكن أن يوحى بأنه كان هناك قنبلة بتوقيت زمنى، وكان المفترض أن تنفجر فى مطار القاهرة، فربما كان هذا وارد، وكلها تكهنات، وعلى كل حال الطائرة لم تكن مقبلة من باريس فقط، فكانت قبل ذلك فى تونس، وإحدى الدول الأفريقية، وبالتالى هى رحلة طويلة يمكن أن يكون حدث فيها عبث.
مطلوب أن تظل مصر دائماً فى حاجة للقروض الأجنبية والمعونات العربية والدولة لن تبنى إلا بتجربة مصرية خالصة.. وهذا ما يسعى إليه «السيسى»
■ لماذا تحدث الجميع عن تأمينات مطار شرم الشيخ أثناء أزمة الطائرة الروسية، أما فى هذا الحادث لم يتم التحدث بنفس الطريقة عن مطار شارل ديجول؟
- هم دائماً مصدقون، ونحن دائماً فى ذهن العالم الكاذبون المهملون، وهذا نمط شخصى التصق بنا، وهو نفس الأمر الذى يخص الشاب الإيطالى، فقد لا يكون للأمن المصرى أى صلة بالموضوع، وأنا أميل إلى هذا، ولكن لأن الأمن المصرى متهم دائماً ببعض التجاوزات، فإن مثل هذه الأمور تُلصق به، وعلى كل حال لم يثبت حتى الآن أنه عمل إرهابى، وإذا ثبت أنه عمل إرهابى، سوف تكون هناك إدانة لسلطات مطار شارل ديجول بكل المعانى.
■ هل تؤيد نظرية المؤامرة؟ وإن وجدت مَن المتورط فيها ضد مصر؟
- لا توجد مؤامرة، ولكن هناك محاولة لحصار تقدم مصر وتعويق مسيرتها، وأعتقد أن هناك قوى كثيرة تحالفت علينا لأن من مصلحتها ألا تتقدم مصر، فإنهم يريدون لمصر ألا تسقط نهائياً وألا تتقدم، وقد يكون لجماعة الإخوان والمتعاطفين معهم، دور فى تحريك بعض الحكومات فى هذا الاتجاه.
■ هل ما زال هذا قائماً حتى الآن؟
- أعتقد أن الإخوان لهم دور فى تحريك بعض الحكومات، وأرى أن هذا ما زال قائماً، فمثلاً أزمة الدولار، هى أزمة اقتصادية مفتعلة، فقد دخل طرفاً على تحويلات المصريين فى الخارج، وبدلاً من أن تمر من خلال البنوك، جعلها تمر من خلال مكاتب الصرافة والأشخاص، فحرم مصر من 20 مليار دولار كانت تدخل مصر سنوياً، فقفز سعر الدولار بالطريقة التى نراها، لتقفز الأسعار تلقائياً، حتى يضج الناس ضد نظام السيسى، وهى محاولة للتضييق على نظام السيسى، وحرمان المصريين من التعبير الحقيقى عن إرادتهم، فمصر بالطبع مستهدفة.
■ التحالف الخاص بالدول الخارجية ضد مصر، هل حباً فى الإخوان، أم أنه مطلوب ألا ينجح السيسى؟
- لا.. ليس حباً فى الإخوان، فإنهم يستخدمون الإخوان كمبرر لتنفيذ ما يريدون، فمن صالح دولة مثل إسرائيل، أن تظل مصر مكبلة بمشكلاتها، وغارقة فيما هى فيه، ومن صالح كثير من القوى الإقليمية فى المنطقة نفس الاتجاه، والولايات المتحدة الأمريكية لم تبتلع حتى الآن ما فعلته مصر فى 30 يونيو، ويرون أن ما حدث هو خروج عن العباءة الأمريكية التى كانت قد مهدت لهيمنة إسلامية تركية على المنطقة، فى ظل علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن أوباما جاء للحكم ولديه نظرة، بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد، بمعنى لا يوقف الإرهاب الإسلامى إلا الاعتدال الإسلامى، وتصور أن جماعة الإخوان هى النموذج لذلك، فمضى فى هذا الطريق، فكانت أحدث 30 يونيو 2013 ضربة قاسمة لم يكن يتوقعها أوباما أو نظامه، وبالتالى الآن أوباما كما قيل لى يكاد يريد ألا يسمع اسم مصر، مهما قيل، والإدارة الأمريكية تتعامل مع مصر فى حدود الحاجة إلى مصر، وأعتقد أن الرئيس السيسى كان بارعاً وذكياً ومتألقاً، عندما وجه أفكاره الأخيرة حول إمكانية حل الصراع العربى الإسرائيلى، وإحداث الاستقرار فى المنطقة، بعد المصالحة العربية الفلسطينية.
يتبع...