عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-07-2016, 06:06 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 39
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي

■ كيف ترى موقف جماعة الإخوان حالياً؟


- أعتقد أنه موقف غير ذكى على الإطلاق، وأنهم ينتحرون على المدى الطويل، نعم إنهم يوجهون ضربات موجعة للنظام فى مصر، بحصار اقتصادى وتلاعب فى العملات، وعمليات إرهابية، قد لا يقومون هم بها، ولكنهم يباركونها، وأذكّر الجميع بما قاله محمد البلتاجى فى رابعة، لو أوقف كل شىء سوف تتوقف العمليات فى سيناء فوراً، وهو ما يبين العلاقة المباشرة بينه وبين هؤلاء، فالإخوان هى الحركة الأم فى تاريخ الإسلام السياسى كله، وبالتالى أى جماعات حتى المتطرفة تدين لها فى الأعماق بنوع من الولاء، وتشعر أنه لا بد من الثأر من النظام القائم فى مصر ومن الرئيس السيسى، وليس يعنيهم إرادة الشعب المصرى ولا رغبته، وما يعنيهم فقط أنهم كانوا يحكمون، وكانوا يتوقعون أن يحكموا 500 سنة كما قالوا فى لقاء مع الرئيس السيسى عندما كان وزيراً للدفاع.



إيقاع مبارك كان بطيئاً.. لكننى لا أحب كلمة «المخلوع» لأنه توصيف غير سياسى .. و«الإخوان» ينتحرون على المدى الطويل.. والقضاء على الإرهاب يحتاج إلى عزم وتنفيذ الأحكام الرادعة




■ متى تتوقف العمليات الإرهابية؟


- أعتقد أن الأمر سيأخذ بعض الوقت، وعلينا أن نعود أنفسنا على ذلك، لأن الضحايا كثيرون، ومواكب الجنازات تتوالى، والقلب يعتصر على الذين يموتون، ومعظمهم من فقراء مصر، من الطبقة المتوسطة فما دونها، من الجنود ورجال الشرطة الصغار، وهو ما يوجع أكبادنا جميعاً، ويشعرنا أن الذى يفعل ذلك لا ينتمى لمصر ولا يجب أن ينتمى لمصر على الإطلاق، وأعتقد أنه لا بد من الحزم، فلن ينتهى الأمر إلا بالحزم وتنفيذ الأحكام الرادعة.


■ لكن المواجهة لن تكون أمنية فقط؟


- نعم.. فإنها مواجهة أمنية وسياسية وفكرية، وخطاب سياسى خارجى قوى، وكل هذا نحتاج له.


■ كيف ترى تجديد الخطاب الدينى وأهميته فى مواجهة الجماعات الإرهابية والأفكار المتطرفة؟


- هذا الموضوع رغم أهميته، فإنه سوف يتحرك ببطء تماماً، لأن هذا الموضوع يثار منذ فترة طويلة، فالخطاب الدينى جزء من الخطاب السياسى والثقافى والخطاب العام فى حياتنا، ولن يقوم به الأزهر ولا الكنيسة أبداً، فالخطاب الدينى يحتاج إلى نظام تعليمى مختلف، وإلى منظومة ثقافية مختلفة، وإلى توجهات إعلامية تختلف عما نراها الآن، وتغيير مدخلات العقل المصرى، لتخرج الخزعبلات ويدخل العلم، الذى دعا إليه الدين، فالإسلام جعل التفكير فريضة إسلامية، فلماذا نذهب بعيداً، وعندى أمل فى الشباب، فمثلاً الدكتور أسامة الأزهرى، أنا أنظر إليه بكثير من الارتياح، فيما يكتب وما يقول، وأعتز بأنه يمكن أن يكون هو وزملاؤه موجات جديدة لأجيال واعية تشدنا إلى الأمام تعيد إلينا أمجاد التجديد فى روح الإسلام مثلما فعل الإمام محمد عبده.


■ هل الأزهر قادر على تجديد الخطاب الدينى؟


- لابد أن أقول إننى أثمن كثيراً تحركات شيخ الأزهر الأخيرة، خصوصاً فى جولته الأفريقية، وزيارته التاريخية للفاتيكان، وبهذا المعنى نريد أن يفسح صدره وأن يفتح أبوابه، لكل القوى والتيارات السياسية فى البلاد، وأنا شخصياً شاركت فى مرحلة معينة، فى وثيقة الأزهر التى صاغها الدكتور صلاح فضل، وكانت وثيقة رائعة يجب أن نعتز بها وأن نتمسك بها تماماً.


■ لكن البعض يرى أن هناك تيارات داخل الأزهر ترفض التجديد؟


- ربما الأزهر بوضعه الحالى يحتاج إلى إعادة ترتيب البيت، وأظن أن شيخ الأزهر يسعى إلى شىء من ذلك، ولابد من فتح الأبواب والنوافذ حتى يتحول الأزهر إلى قلعة للحرية وللتفكير العصرى وتقديم الإسلام الوسطى الصحيح، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير وليس الأمر بهذه السهولة، وقد يستغرق عدة أجيال، فهى موضوعات بطبيعتها بطيئة فى الحركة، ولا يمكن أن تضغط على زر فيتم تجديد الخطاب الدينى


■ هل المطلوب دائماً أن نعانى ولا تقوى مصر أبداً؟


- لا أحد يريد لمصر أن تمتد ذراعها، وأن تقوى فى المنطقة، حتى بعض الدول العربية لا تتحمس لذلك، فإن مصر عندما امتدت فى عصر محمد على، كدولة توسعية، وفى عصر جمال عبدالناصر، كدولة قومية، أصابت البعض برذاذ وأذى فى المنطقة، فلا يراد لمصر التحليق، ولا يراد لها السقوط، ويراد لها أن تطفو على سطح الماء، فى حدود تجعلها دائماً محتاجة لغيرها، وتحتاج إلى القروض الأجنبية والمعونات العربية، ولذلك لن تبنى مصر إلا بتجربة مصرية خالصة، وأظن أن هذا ما يسعى إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال اقتحام مشروعات كبرى، ولابد أن يحدث هذا، فقد لا تظهر نتائجه فى المدى القريب، ولكن ليس أمامنا خيار آخر، فلا يوجد بديل.


■ كيف تقيم وضع الاقتصاد المصرى حالياً؟


- ليس بهذا السوء الذى يتحدث عنه الجميع، لأن هناك مشكلة حقيقية فكل الأرقام الخاصة لذلك فالاقتصاد المصرى تمثل جزءاً من حالة الاقتصاد فقط، فإن الاقتصاد المصرى هو ما نسميه اقتصاد بير السلم، لأنه اقتصاد غير منظور، يكاد يكون 50% أخرى منه لا تراها، فليس الجميع يدفع ضرائب أو جمارك، وليس كل الشقق والعقارات مسجلة، فالوضع الاقتصادى المصرى غالباً خارج الأرقام.


■ وما الحل فى أزمة ارتفاع الأسعار؟


- حلها تدخل الدولة، وأرى أن الرئيس يتدخل، ويضع فائضاً لدعم الأسعار، والأزمة أن هناك من أخذ ذريعة بسبب رفع الدولار، ورفع سعر مخزون سلعى لديه اشتراه بالقليل وباعه بالكثير، وجشع التجار ومن يعملون فى السوق يجب أن يكون محل تعقب ومحاسبة.


■ وكيف ترى السحب على المكشوف وطباعة العملة؟


- ليس هذا أمراً جديداً على مصر، وهو أمر تاريخى حصل عدة مرات، والولايات المتحدة نفسها تطبع عملة لتغطية العجز، فهذا الأمر وارد، فمصر ظروفها صعبة، وعجز الموازنة يتم بتقليل الفجوة ما بين الاستيراد والتصدير، فلابد من التصدير، شعار هتلر الشهير «التصدير أو الموت» ليس شعاراً غريباً على الإطلاق، فلابد أن تقوم مصر بعملية موازنة فى ميزانها التجارى، وميزان مدفوعاتها، بحيث تستطيع أن تقلل الفجوة قدر الإمكان، ولابد أيضاً من كبح جماح الاستهلاك، خاصة الاستهلاك الترفى، وأعتقد أن الدولة تتجه لشىء من هذا.


■ هل يمكن أن ينهار الاقتصاد المصرى؟


- لا أستطيع أن أقول إن الاقتصاد المصرى سوف ينهار، ولكنه سيظل دائماً شاحباً ومعوقاً ما لم نتمكن من تغطية العجز فى الميزانية، ولابد من الحصول على دعم خارجى للتعليم وللصحة، فإنها يجب أن تقوم على إما قروض لها مباشرة أو إعانات خاصة بها، فإن المشكلة أن كل ما يأتينا ننفقه على الطعام والشراب، فإننا لا نبنى شيئاً، وأنا أريد شراء صنارة وليس أخذ سمك، وهذا الأمر سيستغرق منا وقتاً.


■ ما الحلول أيضاً للأزمة الاقتصادية؟


- الجهاز الإدارى للدولة لا بد أن «ينتفض»، فأنا لا أعلم كيف يرفض مجلس النواب قانون الخدمة المدنية، فهل سنظل «نطبطب على بعض لحد ما نغرق»، فلابد من قرارات أليمة وصعبة حتى تسمح لنا أن نجتاز عنق الزجاجة، فليس معقولاً أن يكون الجهاز الإدارى 7 ملايين موظف، فلو حصلوا على معاش مبكر، فإن هذا أفضل كثيراً.


■ كيف ترى المشروعات القومية؟


- بالطبع يتم صب قدر كبير جداً من إمكانياتنا المادية فيها، ولكن لا نستطيع غير ذلك، ويجب أن أشير إلى أن التشاؤم يقابله على الأرض تفاؤل كبير، مثل انتهاء طوابير الخبز وطوابير المياه والبنزين، وعدم انقطاع الكهرباء، وعلى المستوى الخارجى مصر حصلت على 179 صوتاً فى الجمعية العامة لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة، واختيار أمين عام لجامعة الدول العربية فى مثل هذه الظروف، بإصرار منها أمام الجميع، فإن مصر ليست دولة عرجاء.


يتبع...

رد مع اقتباس