■ وما رأيك فى كلمة «شبه الدولة» التى ذكرها الرئيس؟
- كانت كلمة «شبه الدولة» صادمة، فالرئيس يقصد بها أننا جرى لنا تجريف طويل، فهو أراد أن يصور تراكم المشكلات، فإنه تصريح أسىء فهمه، ولكنه تصريح يعبر عن الواقع، لأننا ليس لدينا مقومات اقتصادية تسمح لنا أن نقف على قدمينا، ولكن فى النهاية يجب أن ندرك أن مصر دولة عصية على السقوط، فإننا دولة ثقيلة وتستطيع أن تعيش فى ظروف أصعب بكثير من التى نعيشها حالياً، وعلينا أن نتحمل حتى نرى، فلا نملك خياراً آخر، فقد ابتلانا الله بفهم مغلوط للإسلام السياسى، أعاق مسيرتنا فى التسعة عقود الأخيرة، دون جدال، فلو لم يكن هناك تيارات دينية ويسارية وكلاهما يمضى فى اتجاه عكسى للتيار العام لحركة مصر، ولو ظلت مصر مع تيار الوفد الوطنى البحت، لكانت الآن فى وضع أفضل بكثير مما هى عليه، فما عطل الديمقراطية والتنمية هو هذه العوائق.
■ هل نحتاج لإنشاء العقارات بهذا الحجم؟
- ربما تكون الثروة العقارية مصدر حياة للشعوب، ولكن فى النهاية هى ثروة قومية للبلاد، ولا أعتقد أن كلها مشروعات عقارية، والإسكان هو لحاجات الناس وإرضائها، فلا يجوز أن أحرم الأجيال الحالية كل شىء وأمنح الأجيال المقبلة كل شىء، فلابد أن يعطى لهذا الجيل شىء من ذلك.
■ كيف ترى أداء الرئيس بعد مرور عامين على حكمه؟
- فى مجمله مُرضٍ، ولكن طبيعة العقبات المحيطة به كبيرة جداً، وهناك محاولة لتعويق مسيرته تبدو ضارية، وبالتالى هو يواجه هذه المتاعب، على كل المستويات الدولية والمحلية والداخلية، ولأول مرة مصر تتعرض للضغوط الداخلية والخارجية فى وقت واحد.
■ ما أبرز سلبيات الفترة السابقة؟
- ربما نشعر أحياناً أننا نحتاج إلى توسيع دائرة المستشارين فى القرار السياسى، والرئيس يستعين بمن يرى الاستعانة بهم، ولكن أريد أن أقول إن فى مصر عقليات كثيرة، وكفاءات متعددة، وخبرات بلا حدود، ولكنها معطلة، ليس الآن فقط، ولكن منذ عشرات السنين، فقضية الاختيار للمواقع والمناصب فى مصر تحتاج إلى مراجعة.
■ هل نعانى من ندرة فى الشخصيات التى تصلح لشغل مواقع مسئولة؟
- لا.. هذا غير صحيح، والمشكلة أن المربع الذى يتم البحث فيه، هم من يحددونه، وبالتالى لا تؤخذ قرارات بعيدة.
■ وأى مربع هم يبحثون فيه عن الشخصيات التى تصلح للمسئولية؟
- المربع المتاح لهم ممن يعرفونهم، وكل نظام يفعل هذا، فإننى أستطيع أن أسمى أكثر من ثلاثة يصلح كل منهم رئيساً للوزراء.
■ مثل من؟
- إننى أحترم المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء الحالى، وأعتقد أيضاً أن محمود محيى الدين، يمكن أن يكون رئيساً للوزراء، وأيضاً الدكتور أحمد درويش، وربما بعض القيادات السياسية والمدنية والعسكرية، قادرة على خدمة البلد بشكل جيد.
■ لكنك تحدثت عن رموز لعصر مبارك؟
- كلنا من عصر مبارك، وهو حديث لا يليق حالياً، وهذه مصر فى النهاية، فهل بعد ثورة 25 يناير «قلبت الشراب، فمات ناس وأتيت بغيرهم جدد»، ثم إن الإسلام نفسه قال خيركم فى الجاهلية خيركم فى الإسلام، وأى شخص ليس مداناً قانوناً وليس مجرماً سياسياً، يجب أن يتم الاستفادة منه، فإن المفكر فى عهد مبارك ليس نجاراً بعد الثورة، والشاعر فى عصر مبارك لا يعمل الآن «حانوتى»، فجميعهم كما هم، ويجب أن يستفيد البلد منهم ومن خبراتهم.
■ ما رأيك فى برنامج الحكومة؟
- أعتقد أنه برنامج مرحلى، ورئيس الوزراء يحاول هو وزملاؤه القيام بما يستطيعون القيام به فى ظل هذه الظروف.
■ كيف ترى التواصل بين مؤسسة الرئاسة والرأى العام؟
- أحياناً أرى أنه يحتاج إلى شىء من الدعم، فعلى سبيل المثال المجموعات التى تدعى للقاء الرئيس هى مجموعات مكررة، وقد بحثت عن نفسى، لم أجد نفسى فى دعوة المفكرين، ولا المثقفين ولا الإعلاميين، فقررت أن أبدأ مرحلة تثقيف ذاتى وتعميق فكرى حتى أكون أهلاً للدعوة، وهذا ليس خطأ الرئيس ولكنه خطأ من يريدون أن يحددوا من يراهم الرئيس، وهنا تكمن الخطورة، فالرئيس ملك لنا جميعاً، وليس ملكاً لمجموعة وحدها، فالرئيس رجل تقى نقى يحاول قدر الإمكان، ولكن لا يجب أبداً أن يكون هناك دوائر تغلق عليه ما لا يجب أن يغلق.
يتبع...