■ هل ترى أن هناك اختلافاً فى طريقة تعامل الملك سلمان عن الملك عبدالله مع مصر؟
- الملك عبدالله كان الأب، والملك سلمان هو الأخ، والفارق بين الأب والأخ، فالملك عبدالله كان دعمه لمصر دعماً غير مشروط ومفتوحاً تماماً، والملك سلمان أيضاً نفس الشىء، ولكن لديه محاذير كثيرة داخلياً وخارجياً، وطرأت عليه مشكلات لم تكن موجودة فى عصر الملك عبدالله، فأصبح القرار السعودى بالضرورة موزعاً بين ما يعانيه وما يواجهه وبين إمكانية دعم مصر من عدمه.
■ قلت إن جزيرتى تيران وصنافير أرض سالت عليها الدماء المصرية، لكن الخرائط الحديثة تقول إنهما سعوديتان وهناك خرائط قديمة تقول إنهما مصريتان، ما حقيقة انتماء الجزيرتين؟
- الخرائط القديمة كلها تضم الحجاز بالكامل داخل مصر، وكل غرب الشام فى مصر، وجزيرة كريت وشرق أفريقيا أيضاً، والمشكلة أننا لم نعالج الموضوع علاجاً سياسياً مبكراً، فكان يجب أن أفهم الناس أن هذه جزر سعودية وديعة لدينا بخطاب متبادل بين الملك عبدالعزيز والملك فاروق، وأننا تبادلنا الرسائل معهم بين عصمت عبدالمجيد والراحل سعود الفيصل، وبالتالى هذه الجزر لم تتوقف المطالبة بها من الجانب السعودى.
■ هل كان لا بد أن يتم تهيئة الرأى العام قبل اتفاقية تعيين الحدود مع السعودية؟
- أعتقد هذا، فالحديث ليس عن عودة الجزيرتين للسعودية، وإنما عن طبيعة نشأة العلاقة بين دول المنطقة والجزيرتين.
■ هل السيسى وقع على الاتفاقية لشعوره بالحرج بسبب الدعم الخليجى لمصر؟
- لا يوجد شىء اسمه الحرج فى الحياة السياسية، ولكن الرئيس السيسى سأل المختصين ومنهم «المخابرات العامة والمؤرخين والقانونيين وغيرهم» والكل قال بغير استثناء إنها سعودية، وأنا شخصياً سألت الدكتور مفيد شهاب، وقلت له هل المخاطبات المتبادلة بين وزيرى الخارجية تنهض لكى تكون لها قوة الاتفاقية، فقال لى نعم.
■ لماذا لم تذهب الاتفاقية حتى الآن إلى البرلمان؟
- كما ترى فمجرد طرح الموضوع تسبب فى مظاهرات واعتراضات، فهناك قوى كثيرة جداً معادية لنظام السيسى، تستثمر الموضوع كأداة لرفض سياسات السيسى وإحداث ضغوط عليه.
■ هل يمكن أن يرفض البرلمان الاتفاقية؟
- لا أعتقد ذلك، لأن البرلمان سوف يستند إلى الدعوى القانونية وسيحيل الأمر إلى لجنة مختصة، وسوف ترد اللجنة المختصة من الناحية القانونية، أن هذه الجزر سعودية، وبهذا قضى الأمر.
■ لقد رأينا رفضاً لقانون الخدمة المدنية بسبب التأثير الشعبى على النواب، فهل يمكن أن يتكرر الأمر فى اتفاقية ترسيم الحدود؟
- لا.. فالاتفاقية شىء والقانون الذى تصدره شىء آخر، فالاتفاقية التزام دولى، إما أن تقبلها كلها أو ترفضها كلها، فلا تستطيع التعديل فيها، فإذا قبلتها كان بها وإذا رفضتها، فإن هذا أمر خطير للغاية.
■ ما رأيك فى مطالب السودان بحلايب وشلاتين؟
- هى مطالب ساذجة ولا مبرر لها على الإطلاق، وحلايب وشلاتين مصرية بالقطع، وقد سألت مسئولاً سودانياً كبيراً فى لحظة صفاء، وقلت له حلايب وشلاتين مصرية أم سودانية، قال مصرية بالقطع، فإنه مجرد قرار من وزير الداخلية المصرى عام 1960 بعمل حدود إدارية متعرجة على خط 22 من أجل مواجهة المرارية ومكافحة الجراد والعلاقات بين القبائل، فكيف أرتب على هذا المساس بخط عرض 22 الذى يمثل الحدود المصرية منذ أيام الفراعنة، من الذى يقول ذلك؟!
■ كيف ترى اختيار أحمد أبوالغيط أميناً عاماً للجامعة العربية؟
- أرى أنه تطبيق للإرادة المصرية، فمصر رشحته ولم يترشح أحد غيره، وكانت هناك محاولة خليجية للتعطيل لمدة شهر لتسويف الموضوع،وقطر بالذات قادت المعارضة ضده.
■ لماذا الاعتراضات من قطر؟
- لأن أبوالغيط كان له مواقف حادة من وجهة نظر قطر تجاهها، عندما كان وزيراً للخارجية.
يتبع...