عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30-07-2016, 02:32 PM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

محمد الدسوقى رشدى

مابين عصام حجى والبرادعى


مؤسف أن نعود لمناقشة البديهيات، تلك علامة خطر، ودليل على أن وقت الوطن مهدر وضائع لا محالة.

مؤسف أن نعود جميعاً إلى نقطة الصفر نبحث عن تعريفات جديدة للإعلام والسياسة وكثير من المصطلحات الحكومية، والأكثر أسفاً أننا لا نصل إلى شىء، ولا نستخدم مخزون الماضى للمساعدة فى البحث عن أى شىء. مؤسف أن خمس سنوات من تداعيات الثورة وموجتها الثانية فى 30 يونيو لم تزرع فى أرواح الكثير منا شجاعة المغامرة والتغيير، بل تركت لدينا على مكاتب المسئولية والمصالح الحكومية مديرين ووزراء ذوى أيدى مرتعشة وغير قادرين على اتخاذ قرار أو خوض مغامرة، كما تركت لنا على كراسى الأحزاب وتيارات المعارضة أشباه رموز غير قادرين على المغامرة فى وسط الشارع.

مؤسف أن الوضع فى مصر، بعد كل هذا الصخب الدائر فى السنوات الخمس الماضية، وضع يسود فيه الكسل، ويلجأ من خلاله الجميع إلى التصنيف المريح، والكراهية المتبادلة دون وضع قواعد وأسباب.

الساكن فى مناطق المعارضة يرى أن كل خطوة تقوم بها السلطة شر محض وفشل مضاعف، والساكن فى بيت السلطة يرى أن كل معارض يقول رأياً مخالفاً فى خطوات السلطة خائن وعميل وطابور خامس.

تلك حالة بائسة، وصفها ذات مرة مولانا على زين العابدين حينما قال إن أخطر أنواع التعصب أن يرى المرؤ شرار قومه أفضل من خيار قوم آخرين، وها نحن ننفذ جميعاً وبشكل منهجى ما قاله الإمام على زين العابدين ويظن كل منا أن الواقف فى صفه مهما أخطأ أو صدر منه شر لا يجوز نقده أو التعرض له، وهكذا كانت الحالة فى أزمة البرادعى وعصام حجى. كان حذف البرادعى من المناهج كارثة، لأنه قرار يدل على أن السادة فى وزارة التربية والتعليم المسئولين عن عقول وتربية أطفال مصر لديهم القدرة على تزوير التاريخ من أجل ما يظنون أنه يصلح لنفاق السلطة، وعلى الطرف الآخر كان أنصار السلطة يرون أن كل غاضب من جريمة حذف البرادعى من المناهج شخص كاره للدولة ويتعمد تضخيم الخطأ ويساند البرادعى المتآمر.

فى ناحية أخرى كان عصام حجى ينشر كذباً أنه هو الآخر قد تم حذف اسمه من المناهج لأنه مغضوب عليه، وفجأة كشفت الصحف ووزارة التربية والتعليم كذب ادعاء عصام حجى وأثبتت بالوثائق والصور الضوئية من الكتب أن اسمه لم يتم حذفه، وقتها لم يتحمل المعارضون أى نقد يتم توجيهه لعصام حجى، لم يتحمل الواحد فيهم أن يتم اتهام عصام حجى بالكذب أو عدم تدقيق معلوماته رغم أن نفس الاتهامات يسهل لديهم اتهام الآخرين بها ويسهل لدى عصام حجى نفسه أن يتهم بها المسئولين فى الدولة ويخرج لمعايرتهم بأنهم يكذبون ولا يدققون المعلومات والتصريحات التى يخرجون بها على الناس.

تلك هى الأزمة بوضوح، وطن مريض، يسعى للتعافى ولكنه يقع فريسة أسفل أكوام الحجارة التى يتقاذفها أبناؤه على الضفتين، بينما فى المنتصف بجوار جسد الوطن قليل من المخلصين يعملون من أجله فى صمت، لا يجيدون عرض بطولاتهم، ولا يجيدون خلق معارك تافهة لإهدار الوقت، ولا تأكلهم أمراض التعصب.
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس