عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-08-2016, 03:32 PM
seryo seryo غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 1,900
معدل تقييم المستوى: 18
seryo is on a distinguished road
افتراضي

من يتأمل في خريطة المعارضة المصرية الآن ، سيهاله أن حجم الكراهية والأحقاد فيما بين تياراتها وكتلها وأحزابها ورموزها أكثر من حجم الكراهية والغضب ضد النظام السياسي الحاكم نفسه ، كما أن حجم الاتهامات والتخوينات التي يلصقها كل فريق بالآخر هي أسوأ بكثير مما يلصقه النظام الحاكم بخصومه من المعارضة بمختلف أطيافها ، أيضا سيهالك أن تجد عمليات حرق الأشخاص والرموز والقيادات هي الأعنف والأكثر سوءا من أي عمليات تشويه يقودها النظام ضد خصومه ، لذلك قلت وأقول ، أن المعارضة المصرية الحالية ، سواء كانت مدنية أو إسلامية ، لا تستحق نظاما سياسيا أفضل من الحالي ، لا تستحق ، كما أن حكم السيسي لن يجد معارضة أفضل من تلك ، وأكثر إراحة له وضمانا لاستقراره ، وبدون أدنى شك فإن التحديات التي تواجه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والخطر عليه لا يأتي من معارضة ، أيا كانت ، وإنما يأتي من سياساته الاقتصادية والأمنية ، أي تأتي من أخطائه هو ، وليس من جهود أي معارضة . والحقيقة أن الشعب المصري الذي قام بثورة يناير التي أبهرت العالم ، ووقف أمامها الملايين حول العالم منبهرين ومكبرين إنسانية هذا الشعب وروعة بحر الملايين الذي يتدفق يوميا في شوارعه وميادينه وتحديه لنظام مبارك ، هذا الشعب يستحق نظاما أفضل من السيسي ، كما يستحق معارضة أفضل من تلك المعارضة الموجودة ، إسلامية أو مدنية ، وأنا لا أنسى أن ثورة يناير تفجرت ونجحت عندما خرجت من أجيال جديدة ، مزقت عباءة المعارضة التقليدية وأحزابها وجماعاتها ، إسلامية ومدنية ، شباب جديد ، وأفكار جديدة ، ونبل إنساني جديد ، فلما تراجع زخم هذا الجيل ، ودخل "القدماء" وقياداتهم الإسلامية والمدنية على حد سواء ، ضاعت الثورة ، ودخلت في المساومات وألاعيب الغرف المغلقة ، وباع الجميع الجميع ، وغدر الجميع بالجميع ، ثم خسر الجميع في النهاية . في الأسابيع الأخيرة نشطت أفكار تحاول طرح بدائل للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد الآن ، ويتجه البعض باجتهادهم ـ صوابا أو خطأ ـ نحو الوصول إلى محطة انتخابات 2018 الرئاسية ، بحيث يتم طرح مرشح واحد يمثل قوى المعارضة للسيسي ، باعتبار أن حجم الانهيار الاقتصادي والسياسي والحقوقي والأمني طوال السنوات الماضية كافية لخسارة السيسي أمام أي مرشح جاد ، وما إن أطلقت هذا الفكرة حتى بدأ الجميع يترصد للأسماء التي يتم طرحها على سبيل جس النبض ، وأي اسم يطرح يتم إعلان الحرب عليه واستخراج سجلات شيطانية له من كل الأزمنة والعصور والتجارب والمواقف ، لكي يتم رجمه وحرقه وتدميره تدميرا شاملا بحيث يصبح رمزا على العمالة والخيانة والخسة وبيع الوطن وبيع الثورة والارتزاق ، وأي صفة سيئة يمكن أن تتخيلها ، ففي عمليات الحرق لا يكفي أن تثبت أنه غير كفؤ أو غير ملائم أو أنه أخطأ في كذا أو كذا ، بل لا بد من تدميره تدميرا شاملا ، وتحويله إلى شيطان رجيم ، في عملية وحشية عمادها البهتان واستباحة الكذب واستباحة المروءات وتعبيد الوسائل الشيطانية للغايات غير الشريفة . الإخوان يريدون تأسيس معادلة ، أنهم البديل الوحيد للحكم القائم ، وأن أي تهميش لقيادتهم يعني تلقائيا تمكين العسكريين ، كما أنه لم يعد هناك أي شخص أو قوة سياسية مدنية في مصر لم يتهمها الإخوان بالانقلاب والخيانة والعمالة والارتزاق ، تقريبا لا يوجد ، وبالتالي فلا بديل لهم إذا فكر أحد في "البديل" ، وأي شخص يتم طرح اسمه الآن كمرشح أو بديل بعيدا عنهم سيتم حرقه وشيطنته بالكامل ، أيا كان ، والقوى المدنية بالمقابل ترى أن الخراب الذي أصاب ثورة يناير كان بخيانة الإخوان للثورة في أكثر من مرحلة ، وصولا إلى ممارسات الدكتور محمد مرسي التي مزقت صفوف الثورة وعمقت خنادق الكراهية وراهنت على الجيش والشرطة لقمع المعارضة أو الاحتجاجات ، وبالتالي فهم لا يصلحون ـ في نظرهم ـ كبديل ، ويتم شيطنة أي شخص أو رمز في هذا الاتجاه . وإذا نظرت إلى العلاقات داخل كل تيار ، إسلامي أو مدني ، ستجد معارك تصفية الحسابات وتدمير السمعة والضرب تحت الحزام بين الأحزاب أو الكتل أو الائتلافات أو الجماعات أو الأشخاص ، بوتيرة أقل أو علانية أقل ، ولكن بذات القسوة وذات المرارة وذات الرغبة الصارمة في السحق والحرق التي لا تخفى على أي مراقب ، .. معارضة تعيسة وفاشلة وكئيبة ، ربما أكثر من تعاسة السلطة ذاتها وفشلها وكآبتها . almesryoongamal*********** twitter: @GamalSultan1

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...A8%D9%87%D8%A7
رد مع اقتباس