لماذا لا يتحمل السادة الوزراء وكافة كبار المسئولين في الدولة ما تطلبه من المواطن البسيط؟ أليسوا هم أيضاً من الشعب المصري ويجب أن يجري عليهم ما يجري علي غيرهم؟!!
ولماذا لا يتحمل مجلس النواب المصري ما تطالبنا بتحمله بدلاً من زيادة المخصصات له , وكأن هؤلاء ومن سبق ذكرهم يعيشون في وطن أخر غير الذي يحيا فيه المواطن الذي تطالبه بالمزيد من التقشف والتحمل !!
ولماذا لا تتحمل رئاسة الجمهورية ( التي تزيد مخصصاتها في ميزانية الدولة كل عام ) ما تطالب غيرها أن تفعله؟! ألا يجب أن تكون رئاسة الجمهورية القدوة الأولي في التقشف ؟!! لماذا نري في كل الاجتماعات زجاجات المياه المعدنية وزجاجات العصائر المختلفة؟ ألا تعيشوا مثلما يعيش المواطن البسيط ( حتي تشعروا بالفعل بمرارة حياته ) فتشربون من الحنفية كما يشرب هو ؟!! ألا تكتفون بما لديكم من ملابس مستوردة من أفخم وأغلي الماركات العالمية ؟!! ألا تقللون من مواكب الحراسات وما تتكلفه ميزانية الدولة ؟!! ألا تنزعون أجهزة التكييف من كافة مكاتب الحكومة وتستبدلوها بالمرواح كي تشاركوا في ترشيد الكهرباء وتقليل العبء علي ميزانية الدولة في شراء وتجديد هذه الأجهزة وتقليل قيمة الدين الداخلي؟!!
هل أنت يا سعادة رئيس الجمهورية خير من أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما )؟ هل أنت أفضل من عمر بن عبد العزيز ( الذي كان لا يلبس ثوبه إلا مرة واحدة فقط قبل أن يتولي الخلافة ) ولكن بعد توليه الحكم تنازل عن كل ما يمتلكه هو وأهل وبيته وأخذ من كل البيت الأموي وعزل كل فاسد ورد المظالم كلها , وعاش حياة المواطن البسيط وأقسم ألا يذوق اللحم حتي لا يبقي بيتا من بيوت المسلمين في حاجة , وعاش في بيت متواضع جداً جداً جداً , وفي خلال عامين أو أقل ( فترة أقل من فترة حكمك حتي الآن ) كان عمال كل والي يحملون الأموال ويسيرون بها فلا يجدون من يأخذها ( هذا هو مثل وقدوة وحجة علي كل من يزعم بأن مواجهة الفساد أمر غاية في الصعوبة ويحتاج إلي سنوات وسنوات ) !!!
يا سعادة رئيس الجمهورية ... ضابط الشرطة وضابط الجيش والسلك القضائي والنيابي كلهم أخوة لنا نقدر ما يقومون به جيداً , ولا نريد لهم إلا الخير .
لكن ألا يوجد لنا نصيب من هذا الخير ؟ وإن كنا في ضائقة , ألا يتحملون معنا ؟!!
ولا يقف الأمر عند الجيش والشرطة والقضاء , بل يمتد للعاملين بالبنوك الحكومية وبقناة السويس وبالبترول وبالخارجية وبالكهرباء.
يُـتـبــــــــــــــــــــــــع